أخبار دولية

أوزبكستان تقود آفاق التعاون الدولي للتكيف مع المناخ في آسيا الوسطى

 

طشقند – خالد الجعيد:

تولي جمهورية أوزبكستان اهتمامًا متزايدًا بتكامل المبادرات والمفاهيم “الأجندة الخضراء لآسيا الوسطى” و”طريق الحرير الأخضر” حيث اقترح فخامة رئيس الدولة شوكت ميرزيوييف في حديثه عن المنتدى الثالث لمبادرة “الحزام والطريق” العديد من المبادرات مثل تطوير برنامج تنمية خضراء واسع النطاق للتنفيذ العملي .. التحول الأخضر ورقمنة القطاعات الاقتصادية؛ وإنشاء بنية تحتية مستدامة في قطاعي النقل والطاقة؛ وإطلاق القدرات الصناعية “الخضراء” والحد من الفقر وتطوير الزراعة “الذكية”.

وقد كثفت أوزبكستان ودول آسيا الوسطى الأخرى في السنوات الأخيرة مساهمتها في حل القضايا الأكثر تعقيدًا المتعلقة بتقليل عواقب تغير المناخ والتكيف معه حيث تعد آسيا الوسطى واحدة من أكثر المناطق عرضة للتغير المناخي في العالم وتتسم المنطقة بالجفاف ودرجات الحرارة شديدة التباين وانخفاض هطول الأمطار والتوزيع غير المتكافئ للموارد مما يعرض المنطقة بشكل خاص لتغير المناخ. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ارتفع متوسط درجة الحرارة السنوي في آسيا الوسطى بمقدار 0.5 درجة مئوية على مدى السنوات الثلاثين الماضية، ومن المتوقع أن يرتفع بحلول عام 2085 بمقدار 2.0 إلى 5.7 درجة مئوية.

إن تزايد وتيرة وسرعة الظواهر الجوية والكوارث الطبيعية يهدد الأمن والبنية التحتية الحيوية والرعاية الصحية والتعليم. لذلك تسعى دول آسيا الوسطى الى إيجاد الحلول المناسبة للتخفيف من تغير المناخ ووفقا لخبراء منظمة الأغذية والزراعة والبنك الدولي، فإن نصيب الفرد من الموارد المائية في بلدان آسيا الوسطى كافٍ يبلغ حوالي 2.3 ألف متر مكعب والمشكلة إن موارد المياه المتجددة المحلية في بلدان المصب ضعيفة.

وتواجه دول أسيا الوسطى جفاف  كل عام مما يقلل من كم المحاصيل، ويؤدي في بعض الحالات إلى تدميرها بالكامل، مما يسبب أضرارا مادية جسيمة للزراعة ويشكل تهديدا للأمن الغذائي للمنطقة بأكملها حيث تمثل الزراعة 10- 45% من الناتج المحلي الإجمالي. ويمكن أن يحدث الجفاف أيضًا بسبب العواصف الرملية والترابية المدمرة التي يمكن أن تحرك مليارات الأطنان من الرمال عبر القارات مما يؤدي الى زيادة مساحة الصحاري ويقلل من مساحة الأراضي المتاحة لزراعة المحاصيل الغذائية.

ويشكل ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار تأثيرات على إنتاج الطاقة وتقليص سلاسل التوريد وفي بلدان آسيا الوسطى مثل قيرغيزستان وطاجيكستان، حيث تلعب الطاقة الكهرومائية دورًا مركزيًا في الاقتصاد، يمكن أن يؤدي تراكم الطمي في الخزانات إلى تقليل إنتاج الطاقة وخلق صعوبات إضافية لإدارة محطات الطاقة الكهرومائية.

وتسبب الخسائر المالية الناجمة عن زيادة عدد وتواتر الكوارث الطبيعية في آسيا الوسطى، مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية والانهيارات الجليدية والتدفقات الطينية والعواصف الرملية والحرائق أضرار هائلة إقتصاديا وإجتماعيا.

 

جهود دول آسيا الوسطى لحل المشاكل البيئية.

وقد وقعت جميع دول آسيا الوسطى وصدقت على اتفاق باريس وهو أكبر اتفاق متعدد الأطراف بشأن تغير المناخ والذي يهدف إلى إشراك جميع الدول في العملية الشاملة لتنفيذ الجهود الطموحة لمكافحة تغير المناخ والتكيف مع عواقبه.

وتشارك دول آسيا الوسطى في جميع المؤتمرات الدولية المتعلقة بحماية البيئة دون استثناء، وقد انضمت إلى جميع اتفاقيات الأمم المتحدة البيئية تقريبًا. في السنوات الأخيرة أطلقت بلدان آسيا الوسطى عددا من المبادرات الرامية إلى جذب انتباه المجتمع الدولي إلى المشاكل البيئية في المنطقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى