في وقفة وفاء .. جامعة الخليج العربي تحتفي بمسيرة الراحل الدكتور خالد العوهلي
المنامة ـ جمال الياقوت :
رثت جامعة الخليج العربي رئيسها السابق الدكتور خالد بن عبد الرحمن العوهلي رحمه الله في وقفة الوفاء التي نظمتها الجامعة صباح اليوم الخميس في مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي والأمراض الوراثية، وحضرها ولدي الفقيد وأبناءه وعدد من أفراد اسرة، وعدد من الوزراء والدبلوماسيين وقيادات التعليم العالي في دول الخليج العربي والبحرين، إذ تم افتتاح معرض يجسد مسيرة الدكتور العوهلي وانجازاته، وتدشين كتاب يستعرض ملامح من عطاءاته المخلصة للجامعة والبحرين وأهلها.
وبدأ الدكتور آل فهيد رئيس جامعة الخليج العربي في كلمته بسؤال: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟، في اشارة للخلق الكريم وللمحاسن والمحامد التي كان يتمتع بها الدكتور العوهلي رحمه الله، وقال: “ترك لنا كريم الأصل نموذج حي للإنسان الوفي لربه ولدينه ووطنه ووالديه وإخوته وأساتذته وزملائه، أشاع المحبة فأحبه أهل السماء وأهل الأرض، وها هي محبة الناس الذين هم شهود الله في أرضه تدل على رفعة مقامه في الدنيا والآخرة إن شاء الله.
وأضاف بقوله: “سطر منسوبو الجامعة محبتهم وتقديرهم لرئيسهم المغفور له إن شاء الله في صور عديدة عبرت عن وفائهم ونبلهم وتقديرهم للدكتور العوهلي رحمه الله، فقد ترك وراءه مناقب طيب ونبل، تستحق الاحتفاء والوفاء،واليوم نشهد إحدى هذه الصور بإقامة هذه المناسبة الوفية التي تجمع أهالي ومحبي المغفور له بإذن الله وكلنا نلهج بالدعاء، ونستذكر بتقدير بالغ رئيسنا السابق ونذكره بكل اعتزاز وإشادة وثناء مستحق”.
وعن تولي الفقيد الراحل زمام القيادة في جامعة الخليج العربي قال: “حمل الأمانة محافظاً على المكانة المتميزة للجامعة محلياً وإقليمياً ودولياً، وكرس جهده في استقطاب ورفد مؤسساتها الطبية والعلمية بالكوادر المتخصصة والمؤهلة وفق أعلى المستويات، وحرص دوما أن تواكب الجامعة أبرز التطورات العصرية الحديثة، واستحداث البرامج الأكاديمية المتميزة، التي أكدت ما كان يمتاز به من نظرةٍ ثاقبةٍ نحو المستقبل ومتطلباته المتسارعة، سائلاً الله عز وجل أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان.
ومن جانبه، قال الدكتور يزيد بن عبد الرحمن العوهلي، بالنيابة عن أسرة الفقيد: ” أتقدم بوافر الشكر وعظيم الامتنان لصاحب الجلالة ملك مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى الخليفة و صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن حمد الخليفة على مواساتهم لنا وقبلها تقديم الرعاية اللازمة لأخي المرحوم خالد، ولجميع أهل البحرين من مسئولين و مواطنين ومقيمين”، وأزاد قائلاً “الشكر الجزيل لمشاركتنا حفل تكريم فقيدنا أخي الحبيب الغالي خالد العوهلي رحمه الله تقديراً له ولمساهماته في خدمة التعليم العالي والجامعة والدفع بعجلة تطور خليجينا العربي ووحدته، وايضاً مساهماته في خدمة مملكة البحرين وأهلها منذ ترشحه من قبل حكومتنا الرشيدة بالمملكة العربية السعودية حفظها الله وتعيينه مديراً لجامعة الخليج العربي في مملكة البحرين التي أمضى فيها ما يزيد على اثني عشر عاماً مسخرا وقته وعلمه ومعرفته وقدراته وعلاقته لخدمة الجامعة وطلابها وأساتذتها وباحثيها وموظفيها، حتى أصبحت الجامعة الأولى على مستوى البحرين حسب تصنيف الجامعات بناء على الأداء الاكاديمي “.
واكد أن جامعة الخليج العربي في عهده كان لها التأثير الإيجابي على الجامعات الأخرى إذ ركز فقيدنا على تحقيق منحة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مدينة الملك عبدالله الطبية كمدينة طبية جامعية ملحقة بجامعة الخليج العربي، وإنشاء العيادات الجامعية تمهيداً لإنطلاق عمل المدينة الطبية، بالإضافة إلى دعم وتحفيز النشاط البحثي، كما كان للجامعة مساهمات مجتمعية متعددة، وساهمت في عهده في تطوير القطاع الصحي والأنشطة المجتمعية باختلافها، فكان محلاً للثقة التي وضعها جلالة ملك البحرين وصاحب السمو ولي عهده، فتم تعينه عضواً في مجلس التعليم العالي وعضوا في المجلس الأعلى للصحة، و عضو في المجلس البحريني للدراسات و التخصصات الصحية.
وأضاف قائلاً: “إنّ سيرته رحمه الله مثل يحتذى، وتاريخه من صفات وعمل وإنجاز لمصدر فخر و اعتزاز لأسرته وخاصة لابنيه وابنتيه الذي لم تشغله اعماله والتزاماته عن رعايتهم وتنشئتهم التنشئة الصالحة كي يحققوا لأنفسهم وأسرهم ووطنهم ومجتمعاتهم ما يتجاوز ذلك، فمع فقدهم ترك لهم إرثاً من الذكر الطيب يفتخرون به ويجعلونه نُصب أعينهم يهتدون به ويحذون حذوه ويسيروا على منواله”، موضحاً أنه كان رحمه الله مثل أعلى يحتذى به لطلبة الجامعة الذين احبهم كأبنائه وبناته في الرغبة في العلم والإفادة به والتطوير والتخطيط والعمل و المساهمة المجتمعية خدمة لوطننا الخليجي مؤمنين بوحدتنا الخليجية وقوتنا، ينقلون ما يتعلمونه داخل الجامعة من علم ومعرفة و عمل وتعاون الى مجتمعاتهم، بعدما عاشوا تجربة الاسرة الخليجية المتضامنة يتشاركون في التطلعات و الاحلام و الأهداف وهو ما يسعى اليه قادتنا في الخليج حيث الاعتزاز بالمواطنة الخليجية.