المستقبل يشهد انتشار شركات التكنولوجيا في السعودية
دبي – سويفت نيوز:
صرحت “بيكو كابيتال”، وهي شركة استثمار رأس المال المغامر في شركات التكنولوجيا الناشئة في دول منطقة مجلس التعاون الخليجي، خلال مؤتمر “عرب نت” الذي أقيم في الرياض بأن النمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية مدعوماً بالزيادة السكانية والشريحة الكبيرة من الشباب فيها، سيوفر فرصاً استثمارية جديدة تمكّن رواد الأعمال من تأسيس شركات جديدة ناجحة ومن الاستفادة من بيئة مواتية للاستثمار في شركات التكنولوجيا الناشئة خلال العقد القادم.
وتتوقّع “بيكو كابيتال” أن تطوّر المملكة العربية السعودية أكبر عدد من شركات التكنولوجيا الرائدة في المنطقة العربية على مدى السنوات العشرة القادمة.
وسيسمح العدد الكبير من سكان المملكة من الشباب والمعدلات المرتفعة للاستهلاك الشخصي والانتشار المتزايد للإنترنت، لرواد الأعمال السعوديين بإنشاء وتأسيس بعض أنجح شركات التكنولوجيا الإقليمية في المستقبل. والازدهار التالي في المملكة العربية السعودية سيكون في قطاع التكنولوجيا، وهو مجال يحظى باهتمام خاص ويستقطب العديد من مبادرات الدعم الحكومية والتمويل من قِبل رأس مال المغامرة في الشركات الناشئة.
ولا زالت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تشكلان الوجهتين الرئيسييتين للاستثمار، مما يعكس النمو القوي في الناتج المحلي ووفرة الفرص في البلدين. وقد جاءت المملكة العربية السعودية في المركز الـ 26 بين 118 بلداً في مؤشر جاذبية الدول للملكية الخاصة، والتي يشكّل قطاع رأس المال المغامر جزءأً منها، في عام 2014. وقد أشار صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (KACST)، خلال مؤتمر الملكية الخاصة ورأس المال المغامر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذي انعقد في الرياض خلال الشهر الماضي أيضاً، إلى أن حكومة المملكة تهتم بمجال الاستثمار، الأمر الذي يبدو جلياً في مساهمة الحكومة النشطة في دعم رواد الأعمال السعوديين وأيضاً في الزيادة الأخيرة في عدد صناديق الاستثمار السعودية الناشطة في الأسواق الأجنبية. وقد تم إنفاق أكثر من 8 مليارات ريال سعودي حتى هذا التاريخ في دعم الشركات الناشئة السعودية، اثنا مليار ريال منها كانت الحكومة السعودية قد قدمتها للقطاع.
قال أمير فرحة، الشريك المؤسس والشريك التنفيذي في “بيكو كابيتال”، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر: “يعتمد اقتصاد المملكة العربية السعودية بنسبة 90% على إنتاج النفط والمملكة تستهلك 30% من إنتاجها للنفط داخلياً. فنحن اليوم نرى المملكة تركّز اهتمامها بدرجة أكبر على أن تصبح أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة وعلى تنويع الاقتصاد. وهذا خبر رائع بالنسبة لقطاع التكنولوجيا والذي سيؤدي إلى نمو إضافي في الاقتصاد السعودي. فمن خلال تنويع المنتجات والخدمات وأيضاً تطوير التكنولوجيا محلياً وزيادة عدد رواد الأعمال السعوديين، نستطيع أن نولّد صفقات استثمارية واعدة. إن سكان المملكة الشباب يجارون التطور ومتمرسون في التكنولوجيا كما أنهم يسعون لإيجاد حلول لاحتياجاتهم المحلية بواسطة التكنولوجيا. وقد رأينا حتى الآن بعض الصفقات الرائعة وقصص النجاح متمثلة في شركات مثل “رمال آي تي” و”حراج” و”يو تيرن” و”يونيفونك” (“أوه تي إس” سابقاً). وهذه هي مجرد البداية. السعوديون بأنفسهم هم الذين يؤسسون تلك الشركات الناشئة المثيرة للإعجاب ويأتون من خلالها بحلول تكنولوجية محلية تساعدهم على تلبية احتياجاتهم المحلية.”
تشكل شريحة الشباب 50% من مجمل التعداد السكاني للمملكة، وهي نسبة أعلى من المتوسط العالمي. ويقدّر أن عدد السكان في المملكة نمى بنسبة 2.6% في عام 2014. وهذه التركيبة السكانية المواتية تتيح إمكانيات هائلة لنمو القطاعات المعتمدة على الاستهلاك. فوفقاً للتقرير الصادر عن مؤتمر الملكية الخاصة ورأس المال المغامر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من المتوقع أن تظل القطاعات المعتمدة على الاستهلاك تحظى بالنصيب الأكبر من الاستثمارات في الـ 12 شهراً القادم، وذلك بفضل التركيبة السكانية في المنطقة العربية والتي تسودها طبقة الشباب وبسبب مستويات الإنفاق المتعاظمة أيضاً. وتحتل المملكة العربية السعودية المركز الأول في المنطقة من حيث إجمالي القيمة وذلك بفضل عدد سكانها البالغ 30 مليون تقريباً وإجمالي إنتاجها المحلي للفرد الذي يقترب من 25,000 دولار أميركي أو 93,000 ريال سعودي.
وعلاوة على ذلك، فإن المستهلكين في المملكة يستخدمون التكنولوجيا على نطاق واسع كجزء من عاداتهم اليومية. ولأن المملكة العربية السعودية تحتل المركز الثلاثين (30) في العالم من حيث انتشار الإنترنت، إذ يستخدم 60% من سكان البلاد شبكة الإترنت بنمو يبلغ 11% سنوياً، وبالتالي فإن الفرصة كبيرة لخدمة هذا الجمهور. ويعتمد سكان المملكة حالياً وبشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي لإيجاد حلول للقضايا والمشكلات المحلية. فخدمة “يو تيوب” تحظى بأعلى نسبة مشاهدة بين سكان المملكة مسجلة 7 فيديوهات يوميا للمستخدم الواحد في حين أن مستخدمي الإنترنت في المملكة يدوّنون أكبر عدد من “التغريدات” للفرد الواحد. وقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وتحديداً الفيديوهات على الإنترنت، من القنوات الرئيسية لاستهلاك المحتوى. وهذا الإقبال قد أوجد جيلاً جديداً من رواد الأعمال الشباب المتمرسين في التكنولوجيا والذين لديهم وعي بالمناحي التجارية.
صرح يوسف حماد، مدير استثمار في “بيكو كابيتال”: “إن قطاع التكنولوجيا السعودي بدأ يبرز من خلال مبادرات خاصة وحكومية عديدة تدعم رواد الأعمال السعوديين مثل “بادر”، حاضنة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ، و”عقال”، مجموعة مخصصة للمستثمرين الأفراد استطاعت إجراء 22 صفقة استثمار بنجاح حتى الآن. يُتوقع للقطاع أن ينمو بدعم اللاعبين من القطاعين الحكومي والخاص. ومع تزايد الوعي لإستثمار بفئة الأصول الناشئة الجديدة هذه بين المستثمرين التقليديين، بما في ذلك الشركات العائلية والمستثمرين الأفراد والمؤسسات المالية، يتوقع أن يحظى قطاع الشركات الناشئة بدفعة جديدة تؤدي إلى نشوء الجيل التالي من شركات التكنولوجيا الناشئة. وهذا سيكون مدعوماً بالتمويل الملائم في كافة مراحل دورة التطور من قِبل المستثمرين من الأفراد في شركات التكنولوجيا الناشئة والمستثمرين التأسيسيين والحاضنين وشركات رأس المال المغامر والصناديق السيادية والمستثمرين من القطاع المؤسسي. الدعم والاستثمار الإضافي في شركات التكنولوجيا الناشئة قد يؤدي إلى بروز شركات تكنولوجيا عملاقة في المنطقة تتجاوز قيمتها المليار دولار ، مسقط رأسها المملكة العربية السعودية.”