الفيفا يبيع متعة كرة القدم بـ «4» مليارات دولار
لم تعد كرة القدم لعبة الفقراء، بل الفقراء هم الذين أصبحوا لعبة في يد من يملكون مليارات الدولارات، من يملكون الفضاء، والأقمار الصناعية، والقنوات المشفرة، الذين يبيعون الفقراء لعبتهم الشعبية بقوت يومهم.
برقم قارب الأربعة مليارات دولار، باع الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) حقوق بث مونديال البرازيل 2014 لأكثر من 210 محطات فضائية وأرضية على مستوى العالم، بعضها فتح قنواته مجانًا لمشاهديه.
معتبرًا أن كرة القدم للفقراء وليست للأغنياء، وبعضهم فضل أن يتاجر باللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم، ويشفر قنواته ليبيع متعة كرة القدم لمتابعيه بملايين الدولارات. رغم أن العائدات الإعلانية والرعايات التي ستحصل عليها تلك القنوات جراء نقلها مباريات المونديال تغطي جانبًا كبيرًا من المبالغ التي دفعتها لشراء حقوق البث، دون حاجتها للتشفير. قصة النقل التلفزيوني المشفر لمباريات المونديال بدأت في مونديال كوريا واليابان 2002، حين باع الفيفا لشركة (انفرونت) حقوق بث المباريات بمبلغ 1 مليار و185 مليون دولار، وفي مونديال 2006 بألمانيا باع الفيفا حقوق البث بما يقارب 1.4 مليار دولار، وفي مونديال جنوب افريقيا 2010 تم بيع حقوق البث برقم قياسي بلغ قرابة 3 مليارات دولار، ليحطم مونديال البرازيل 2014 كل الأرقام القياسية برقم وصل إلى 4 مليارات دولار!. وبدءًا من مونديال جنوب افريقيا 2010 نهج الفيفا نهجا جديدًا يعتمد على بيع حقوق البث الحصري للمؤسسات الإعلامية في بلدانها وليس لمؤسسة واحدة تتحكم في كل شيء.
فقد أنشأ الاتحاد الدولي مؤسسة خاصة به تقوم بتوزيع الحصص على المؤسسات الإعلامية حول العالم وبمبالغ معينة تراعي فيها الكثير من الشروط كالوضع الاقتصادي للبلد والإقبال الجماهيري المتوقع ومستوى معيشة الفرد وعدد آخر من الشروط، فمثلا ما ستطالب به في أوروبا لن يكون هو نفسه في افريقيا وهكذا.
وتأتي هذه الأرقام الفلكية لعائدات البث كنتيجة منطقية لتزايد الإقبال على مشاهدة مباريات كأس العالم، حيث بلغ عدد من شاهدوا مباريات مونديال إيطاليا 1990 ما يقارب 26.7 مليار، وهو ما يوازي ضعف العدد الذي شاهد مونديال المكسيك 1986، وفي مونديال 1994 في أمريكا بلغ عدد رؤية المباريات الاجمالي 32.1 مليار.
وشاهد مونديال فرنسا 1998 قرابة 33.4 مليار، وفي مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان كانت المرة الأولى في التاريخ التي تتابع فيها 213 دولة المباريات، أي جميع دول العالم تقريباً، ووصل إجمالي ساعات بث مباريات مونديال جنوب افريقيا 41,100 ساعة بزيادة 32% عن مونديال فرنسا. وتتوقع السلطات البرازيلية أن يتابع المونديال الحالي ثلاثة مليارات و600 مليون شخص حول العالم، أي نحو نصف سكان الأرض، عبر شاشات التليفزيون أو الهواتف المحمولة أو أجهزة أخرى تستقبل إشارة البث. وحسب توقعات الحكومة البرازيلية، ستزيد نسبة المشاهدة بواقع 12.5% عن مونديال 2010 في جنوب أفريقيا. كما ستصل ساعات البث التليفزيوني للمونديال إلى 73 ألف ساعة في أكثر من 200 دولة بما يوازي تشغيل جهاز تلفزيون لمدة ثماني سنوات دون انقطاع. الجدير ذكره أن الاتحادين الدولي “فيفا” والاوروبي “يويفا” اللذين ينظمان كأس العالم وكأس أوروبا على التوالي مرة كل أربع سنوات، يعتمدان على عائدات النقل التلفزيوني بشكل رئيس في مصادر دخلهما الهائلة. فقد حصل الفيفا على أقل تقدير على بليوني دولار أمريكي من صفقات حقوق البث لمباريات كأس العالم 2010 التي أقيمت بجنوب أفريقيا، كذلك حصول الاتحاد الأوروبي على مئات الملايين من الدولارات من بيع حقوق البث لبطولة كأس الأمم الأوروبية.