إجتماعيهمقالات

“كتب ناس”

بقلم – الكاتبة أستاذة فوزية أحمد:

يقول الله عز وجل في كتابه الكريم” اقرأ باسم ربك الذي خلق”
الجميع يدرك صغاراً وكباراً أن الكتاب هو كنف المعلومات ونبض الحياة وشريان المعرفة، وهي بوابة عالم الخيال ونافذة الابداع بالإضافة إلى الابتكار والتغذية والقدرات المعرفية والفكرية والمهارية، فقراءة الكتب تصقل الشخصيات وتآزر تقدير الذات والثقة في مواجهة الآخرين ولباقة وأناقة الحوار وأيضا الانتفاع من تجارب وخبرة الاخرين ومعرفة حضارة وثقافة المجتمعات الأخرى، وكما قال عباس العقاد “القراءة تطيل العمر”.
في عصر التكنولوجيا الرقميّة والمعلوماتيّة، نجد ثورة الكتب الإلكترونية في تكاثر وازدياد وبمتناول الجميع بأي مكان وزمان وقد يكون بتكلفة أقل، تضامناً مع بيئة خضراء دون ورق، ولكن إذا وقع التركيز على فئة الشباب الجامعي وطالب العلم، فهو يحبّذ الكتب الورقيّة مقارنة بالإلكترونية، وهناك دراسة تشير بان الطلبة الذين يقرؤون الكتب أو المطبوعات الورقية، درجات اختبارهم أعلى مقارنة بالطلبة الذين يستندون على الكتب الرقمية، إذ أن الورق لا يؤذي العين بالإرهاق والجفاف والضغط.
قد يكون لدى الكثير منّا كتب نادرة أو قديمة أو مرتبطة بمرحلة من مراحل حياتنا وطفولتنا ولها ذكريات راسخة بالذاكرة ولكن، نحن بطبيعتنا كبشر نحب التجديد في كل شيء حتى في الكتب التي سبق وان انتهينا منها ونتساءل ماذا يجب أن نفعل بها؟ من الصعب التخلي عن الكتب فالغالبية يحب ان يراها مرتبة على أرفف المنزل او المكتب، في حين يلجا الكثيرون الى منح روح آخر للكتب وذلك بعرضها للبيع في المزادات او في الأسواق بمبالغ بسيطة بعيداُ عن سلة المهملات والنفايات وغبار الأرفف والتدوير لكي يستفاد منه الآخرون، ومهما كانت الكتب عتيقة ومهترئة فهناك خيارات لتصليح هذا التلف وإعادة بيعه من جديد او التبرع به للطلبة ولمحبي القراءة.
يعد بيع الكتب المستعملة استثمار صحيّ ناجح ومشروع قيم يترك بصمة مشاعر الرضا وبهجة الأثر النافع ونقاء النفوس، لذا يجب ان ننقل الفكرة للأبناء فيما يختص الكتب المستعملة والتي لا يخطط العودة اليها وقراءتها من جديد، كذلك الكتب الجامعية التخصصية والعلمية التي أنهى دراستها، وإن كان من محبي القراءة ويودّ اقتناء الكتب ولكن ليس لديه المال الكافي، فالأنسب أن يقتني الكتب المستعملة فهو بحد ذاته توفير واستثمار، حيث باستطاعته كمشتري ان يعرضها للبيع عندما ينتهي منه.
ندرك أهمية علم الصناعة ومستجدات التكنولوجيا والتقنيات والتي من خلالها يتم بناء مشروع بيع الكتب المستعملة مما يوفر لصاحب الفكرة، رأس المال الذي سينفقه على المكان والموارد وتجديد التراخيص ودفع الإيجارات
هناك الكثير من المواقع الالكترونية الأجنبية والعربية لبيع الكتب المستعملة والتي من خلالها يمكننا شراء الكتب بسعر يتوافق مع ميزانية الشخص، ومن هذه المواقع منصة “كتب ناس”، وهي منصة سعودية تم تأسيسها حديثاً في سنة 2023، تتبع مؤسسة باب كريم للتسويق الإلكتروني بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
منصة “كتب ناس” تدعم الطلبة والطالبات في جميع انحاء العالم وتمنحهم فرصة بيع الكتب التعليمية والعلمية والكتب الأخرى، أي التي لم يعد الطالب بحاجتها وذلك بأسعار رمزية بسيطة أقل بكثير من قيمتها في السوق ليعود اليه مدخول مالي بسيط يستفاد منه، والمنصة ليست فقط للطلاب، فهي مفتوحة للجميع للتسجيل والمشاركة للاستفادة منها من خلال إدراج الكتب القديمة المستعملة وعرضها للبيع او التبرع بها بشكل مجاني، على سبيل المثال الكتب العلمية الجامعية ممكن التبرع بها للطلبة.
يحتوي الموقع على قوائم وتصنيفات مثل العلوم السياسية والإدارية والاجتماعية، الفلسفة وعلم النفس، اللغات والادب والترجمة وعلم الاجتماع والإدارة والاقتصاد والصحافة والاعلام، وهناك ايضاً تصنيفات علمية كالعلوم التقنية والهندسة والعلوم الطبية، وعلوم الطبيعة والجيولوجيا والفيزياء والكيماء والأحياء، لننتقل الى الشريعة والدين والثقافة الإسلامية وعلم التفسير والحديث والفقه والعقيدة، وتصنيفات ثقافية كالمتاحف والمكتبات والازياء والموسيقى ومجالات الفنون.
الآن، ومن خلال منصة ” كتب ناس” تستطيع ان تنشأ صفحتك الخاصة لعرض كتبك القديمة والمتنوعة في العديد من المجالات، وفرصة للتسوق للحصول على كتابك المفضل.
ضع في اعتبارك دائماً، أن مهارة إدارة الثروات الثقافية والعلمية، دلالة وبرهان على الوعي والمعرفة.

يقول الشاعر أحمد شوقي:

أنا من بدّل بالكتب الصحابا
لم أجد لي وافياً إلا الكتابا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى