لعلنا نراجع حساباتنا
بقلم – خميس بن عبدالرحمن الهزيم :
إثنان..
صاحبنا الأول .. إحتضن كلباً من حيث الرعاية والإهتمام والمتابعة..
فكان يطعمه ويسقيه، ويحتضنه ويقبله ويأويه. وإذا مرض كلبه ذهب به إلى أقرب مستشفى من أجل أن يرعاه ومن سقمه يشفيه.
بل أنه خصص وقتاً من يومه لكي يؤنسه ويتجول معه في الحارة، وبأحب الأسماء كان يناديه. وإذ طلب شيئاَ لا يتردد في أن يوفره له ويعطيه.
وبعد عدة سنوات من الرعاية المتميزة، كبر الكلب ومرض ثم مات. وتحسر عليه صاحبنا كثيراً، ومضت الأيام كأن شيئاً لم يحدث، فقد ضاعت جهود واهتمامات هذا الشخص في مهب الريح.
وأما صاحبنا الثاني فقد إحتضن يتيماً لا يعرفه وقام بدعمه مادياً و تشجيعه ومتابعته، والسؤال عنه،والإجتماع به كلما أتيحت له الفرصة.. مما أشعراليتيم بأن الدنيا لا تزال بخير وأن الرعاية الإلهية حاضرة مهما كانت الظروف.
توالت الأيام ومضت السنين، وبفضل من الله وتوفيقه ثم برعاية ومتابعة هذا المحسن تمكن اليتيم من تحقيق مالم يتمكن الكثير من تحقيقه.. حيث غدى طبيباً متميزاً يعالج الناس ويسعى لخدمتهم. كما قد خصص جزءاً من وقته لخدمة الأيتام والمحتاجين.
وهكذا إنتقل الأثر الطيب..
فما أعظم الفرق بين الإهتمامين.. ما أعظم آثار السعي المسطورة في سجل سماوي من ذهب إلى أبد الأبدين .. ليت أن الكثير منا يراجع حساباته في إهتماماته ..
والله الموفق.