تكنولوجيا

سكان الخليج يتجهون الى المدن الذكية في 2050

جدة – سويفت نيوز:

 BS (19)قامت شركتا “إي إم سي” الشرق الأوسط وشركة IDC بدراسة بحثيه تهدف إلى تمكين ودعم جهود الحكومات حول العالم وفي المنطقة لتحويل مناطقها الحضرية إلى مدن ذكية.

 

ويأتي طرح هذا المستند البحثي في وقت تنمو فيه المناطق الحضرية بوتيرة متسارعة بالتزامن مع التحول الرقمي الذي يشهد إقبالاً هائلاً على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أوساط الأفراد والشركات والحكومات، وهو ما يشكل قوة دافعة للتحول الاجتماعي والاقتصادي في مختلف المدن حول العالم. وقد كشف تقرير للأمم المتحدة، صدر مؤخراً، أنه سيتمركز بحلول العام 2050 ما يقارب 70% من سكان العالم في المناطق الحضرية، وهناك توقعات كبيرة بأن تستحوذ دول مجلس التعاون الخليجي على احد أعلى معدلات التجمع السكاني في المناطق الحضرية على النطاق العالمي بنسبة تتراوح من 80% إلى 100%.

 

وتسعى “إي إم سي” إلى تقديم منصة مدن ذكية منفتحة وسريعة الاستجابة ومعرفة بالبرمجيات وقائمة على تحليل البيانات، مما يتيح السرعة والأداء وقابلية التوسع اللازمة للمدن المتصلة على نطاق واسع والمرتكزة اساساً على البيانات. وتجمع منصة المدن الذكية من اتحاد “إي إم سي”، المؤلفة من ثلاث طبقات رئيسية، بين أفضل التقنيات: EMCII و VMware و VCE و Pivotal و RSA و Virtustream. كما تقدم منصة المدن الذكية من اتحاد “إي إم سي” أحدث التقنيات المتطورة والرائدة لاستضافة التطبيقات الراهنة، وإتاحة تطوير تطبيقات السحابة الأصلية (Cloud Native) التي ستدعم المدن وتمكنها من تسريع وتيرة الابتكار وتوفير تجربة تعامل فائقة وسريعة ومتوافقة مع المتطلبات الخاصة لكل من السكان والشركات، الى جانب تكريس مزايا الاستجابة السريعة والاستدامة.

 

يوفر المستند البحثي التوجيه اللازم لجميع الجهات المعنية في النظام الإيكولوجي للمدن الذكية، مما يتيح بلورة المنافع بشكل واضح وأهم ركائز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدن الذكية ويبرز أهمية الابتكار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما ويعرض البحث رؤى حول النشر الفعال لمجموعة شاملة من تقنيات التطور، بما في ذلك السحابة وتحليل البيانات الكبيرة وبحيرات البيانات والأمن التي تشكل العمود الفقري لإنشاء مدن المستقبل الذكية والمتميزة بسرعة الاستجابة والقائمة على البيانات. كما ويسلط المستند البحثيالضوء على أهمية وجود نظام إيكولوجي تعاوني قوي بإشراك جميع الجهات المعنية،و يقدم  أيضاً نموذج معدل نضج المدن الذكية القابل للاستخدام لغرض تقييم جهة معنية بالمدن الذكية أو مشروع فردي أو عدة جهات معنية داخل النظام الإيكولوجي للمدن الذكية. من جانبها تعرض “IDC” رؤيتها حول خمس مراحل من النضج التي تمر بها المدن الذكية، وترتكز كل منها على تقييم مستوى جاهزية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعمليات الحكومية، والتنسيق والتعاون وحوكمة البيانات.

 

وتتوقع “IDC” أنه بحلول عام 2020، سيشهد العالم وجود أكثر من 30 مليار جهازاً متصلاً مما يشكل النظام الإيكولوجي لإنترنت الأشياء، وستولد كافة التطبيقات والأجهزة ما يصل إلى 44 زيتا بايت من البيانات (أو 44 تريليون جيجا بايت) في العالم الرقمي.كما وسيؤدي هذا التحول إلى نشوء عالم البرمجيات المعرفة بالبيانات بحيث أن كل جهاز زكي سيتلقى أو يبث كميات هائلة من البيانات.

 

بدأت دول مجلس التعاون الخليجي تشهد بالفعل التحول المدعوم بالابتكار لمدنها في مختلف أنحاء المنطقة. فهناك مدن في المملكة العربية السعودية مثل جدة ومكة المكرمة والرياض قد تم وضعها في الخطة لإحداث هذا التحول. وفي إطار بلورة رؤية 2030، تسعى دولة قطر للتحول إلى نموذج المدن الذكية، وتطبق حالياً هذا النموذج على مدينة اللوسيل، التي من المقرر لها أن تكون مركزا للبنية التحتية المتكاملة والشبكات ووسائل النقل الذكية. و اتخذت دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة زمام المبادرة في نشر الخدمات الذكية التي يتم استخدام المئات منها الآن وبشكل فعلي. وقد ساهم معرض إكسبو 2020 في  زيادة تحفيز الحكومة المحلية على اعتماد الخدمات الذكية. وتتماشى هذه المبادرات مع تطلعات حكومات دول مجلس التعاون لتحسين جودة الحياة لمواطنيها وتشجيع رجال الأعمال ودفع عجلة النمو الاقتصادي في المستقبل.

 

ويعرض المستند البحثي حالات استخدام نموذجية وأفضل الممارسات ذات الصلة بمبادرات المدن الذكية المستقاة من منطقة الشرق الأوسط، وتشكيلها لجزءاً محورياً من الاستراتيجية الوطنية للدول والهادفة لتحسين حياة المواطنين والمقيمين والشركات، وتوفير اقتصاد متنوع ومستدام والتشجيع على الابتكار.

 

وحول هذا الموضوع صرح محمد أمين، نائب رئيس أول، ومدير إقليمي لمنطقة تركيا وشرق أوروبا وأفريقيا والشرق الاوسط في “إي إم سي”: “نظراً لأننا نواصل تقدمنا لنصبح مجتمعاً من الأفراد الرقميين الذين تتوفر في متناولهم دائماً جميع معلومات العالم من حولهم،  فإن الحاجة لتلبية تطلعات المواطنين، تدفع المدن والشركات معاً لاستخدام تكنولوجيات تساعد على تقديم خدمات أسرع ودائمة التوافر وتفي بالاحتياجات الخاصة للمستخدم النهائي. بالإضافة لذلك، إن معدلات النمو المذهلة للمناطق الحضرية يدفع المدن لوضع خطط أفضل لتحقيق الاستخدام الأمثل وتوزيع الموارد، فضلا عن ضمان توفير بيئة آمنة مستدامة. وبالتالي فإن توفير مستقبل مضمون للمدن الذكية يجب أن يستند على ركيزة قوية من بنية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تتيح إمكانية الإدارة الفعالة للمدن، وتوزيع أفضل للموارد، والتنمية الاقتصادية، والاستدامة، والابتكار وإشراك المواطنين في عملية التنمية والبناء. تقدم إتحاد (إي إم سي) منصة المدينة الذكية من أبرز خصائصها أنها منفتحة وسريعة الاستجابة وآمنة ومعرفة بالبرمجيات وقائمة على التحليلات وذلك بهدف المساعدة في إنشاء مدن (مثالية من حيث استغلال الموارد) ومتكاملة بشكل جيد، وقادرة على تزويد المواطنين بتجربة متميزة تحاكي احتياجاتهم الخاصة و تجاربهم  الشخصية.”

 

وكما أضاف حبيب ماهيكيان، نائب الرئيس، لمنطقة الخليج وباكستان في شركة “إي إم سي” قائلا: ” “إن دول مجلس التعاون الخليجي هي أكثر الدول طموحا من حيث استضافة المؤتمرات والمبادرات التي تساعد في التحول الرقمي مثل معرض اكسبو 2020 في دولة الإمارات وكأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر. و تهدف هذه المؤتمرات إلى إنشاء مرافق وبنية تحتية مستدامة لتعزيز جودة الخدمات والتنويع الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. وفي ظل هذا العصر من التحول الرقمي، لدينا فرصة لا تعوض لإنشاء (المجتمعات الذكية) التي ترسخ قيم الابتكار والتعاون والمشاركة المفتوحة بين الحكومات والمواطنين والزوار أو الشركات. وباعتبار كونها شاهدا على التحول الرقمي في المنطقة، تهدف شركة (إي إم سي) من خلال هذا البحث إلى تقديم رؤى وتوجيهات من شأنها تسريع التعاون بين مختلف الجهات المعنية في بناء المجتمعات الذكية. إن منصة المدن الذكية من اتحاد (إي إم سي) تضع استراتيجية صلبة لنا لإبرام شراكات مع مختلف الجهات المعنية في دول مجلس التعاون الخليجي لتزويدهم بالبنى التكنولوجية القوية والخدمات المتميزة لتعزيز وغرس روح الإبداع في نفوس الأجيال القادمة.”

 

وومن جهة أخرى قالت ميغا كومار، مديرة الأبحاث الأولى، إدارة البرامج، في “آي دي سي” الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا : “لقد حققت أجندة التحول في دول مجلس التعاون الخليجي قفزة قوية من حيث التطور في مجال تكنولوجيا المعلومات والحكومة الإلكترونية، لا سيما مع ما نشهده من إقبال كبرى المدن الرئيسية في المنطقة وبوتيرة متسارعة على تحقيق أقصى استفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إطار جهودها المبذولة للتحول نحو المدن الذكية أو المدن الرقمية الذكية. هناك عدد متزايد من المدن التي بدأت تدرك أهمية توفير بيئة مواتية لتحقيق النمو الاقتصادي والاستدامة والكفاءة التشغيلية. والأهم من ذلك، أن تلك المدن تدرك أيضا الحاجة إلى تحسين مستويات إشراك مواطنيها. ولهذا الغرض، أنشأت (آي دي سي) نموذج المدن الذكية الناضجة. ويتيح هذا النموذج للمدن تقييم المرحلة التي وصلت إليها من حيث جهوزية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لديها والعمليات الحكومية، والتنسيق، والتعاون، وحوكمة البيانات. وفي حين أن هناك خمس مراحل واضحة من النضج، لايزال الأمر يتطلب من المدن أن تسعى لبلوغ مستوى النضح (أي الاستخدام الأمثل للموارد) وذلك من خلال وضع استراتيجية ملائمة تتيح للمدن تحقيق أهدافها وتوفير خدمات ذات جودة أعلى لمواطنيها.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى