مقالات

تبادل الكراهية

بقلم – محمد البكر:

هناك تبادل للمعلومات ، للخبرات ، للمنافع . لكننا لم نفكر ، بأن الزمن سيصدر لنا تبادل للكراهية . لسنا مجتمع ملائكي ، منزه عن الأخطاء . بل مجتمع مثل أي مجتمع آخر فيه الطيبون وفيه المتجاوزون . ومع ذلك فإن الشعب السعودي في غالبيته العظمى ، مجتمع يحب الآخرين ويحترمهم ويتفاعل مع قضاياهم وهمومهم ، ولا يتأخر عن المساهمة في دعمهم ، وفي مقدمتهم بالطبع أخوتهم العرب . والتاريخ يشهد على ذلك.

نحن بشر نتفاعل مع من هم حولنا ، من خلال مواقف الشعوب ، التي تظهرها لنا وسائل التواصل عبر مقاطع مصورة ، أو مقالات منشورة ، أو لقاءات تلفزيونية .. تحمل كل معاني الكراهية والعداء لنا ولوطننا ولقيادتنا .

حكومتنا الرشيدة لم تبخل في يوم من الأيام عن دعم تلك الشعوب ، والوقوف مع قضاياها وتبني همومها . والشعب السعودي بكل ما يملك من شهامة وعاطفة وعروبة ، سار على نهج حكومته فتبرع وساهم ودافع . ورغم أننا كما هو ديدن حكومتنا لا ” نمن ” ولا نجاهر بتلك المساهمات أو الدعم كي لا نحرجهم ، إلا أن أولئك ” المسعورين ” ، قابلوا كل ذلك ، بمواقف كراهية جاهروا بها دون خجل أو وجل .

” لقد دفعونا لمعسكر الكراهية التي صبغت جباههم على مر السنين “.

شعب واحد كان هو الأكثر شراسة في بث الكراهية ضد كل ما هو سعودي ، لا فرق بين جاهل منهم أو متعلم . لا فرق بين موظف بسيط أو صاحب منصب قيادي . لا فرق بين رجل أو امرأة ، ولا بين كبير أو صغير. كلهم وعبر ، منابر في بيوت الله ، ووسائل تواصل ، ومجالس قيادية ، أعلنوا وجاهروا فيها ، بكل وقاحة بكراهيتهم لكل ما هو سعودي .

ها أنا اليوم أعترف بأنهم نجحوا في زرع الكراهية في نفسي وربما في نفوس الكثير من السعوديين ، لندخل جميعاً ، في معسكر ” تبادل الكراهية ” وللأسف الشديد . ولكم تحياتي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى