قطري يتحدى الاعاقة ويروى قصة كفاحه
الدوحة – محمود شحاته:
يشهد استاد سحيم بن حمد في نادي قطر الرياضي انعقاد بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة الدوحة 2015 في الفترة من 21-31 أكتوبر 2015. ومن المقرر أن يتدفق إلى الدوحة أكثر الرياضيين الموهوبين في العالم للمشاركة في هذا الحدث الرياضي الرئيسي الأخير قبل انطلاق دورة الألعاب البارالمبية ريو 2016.
ومن المتوقع أن تشهد بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة، التي تستضيفها دولة قطر للمرة الأولى في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، منافسات شديدة لم يسبق لها مثيل في منطقة الخليج أو دولة قطر، وستترك إرثاً دائماً لأجيال قادمة. ومع تنافس أكثر من 1400 من أعظم أبطال ألعاب القوى في العالم، من أكثر من 100 دولة، في العاصمة القطرية خلال شهر أكتوبر، سوف يتاح للجمهور فرصة لمشاهدة نماذج حقيقية تثبت انتصار الرياضة على الشدائد، وهو ما يعد أمراً محفزاً ومشجعاً للآخرين في جميع أنحاء العالم بأن يحذو حذوهم ويشحذوا هممهم لتحقيق أحلامهم.
وتسعى اللجنة المنظِّمة إلى تسليط الضوء على قصص ملهمة لبعض الرياضيين المتنافسين في البطولة، سعياً منها وحرصاً على تحفيز المجتمعات المحلية في دولة قطر وجميع أنحاء المنطقة. وتعتزم اللجنة هذه المرة عرض قصة كفاح بطل ألعاب القوى القطري عبد الرحمن عبد القادر، ونجاحه في التأهل للمنافسة في أكبر بطولة رياضية يخوضها في حياته أمام جمهوره.
بدأ الرياضي القطري البالغ من العمر 27 عاماً، عبد الرحمن عبد القادر، رحلته المذهلة ليصبح أحد أبطال ألعاب القوى على مستوى العالم عن طريق الصدفة تقريباً حين كان يتلقى العلاج الطبيعي من الشلل الدماغي، والذي كان يشكل تحدياً كبيراً له في كل يوم من حياته. ولم تبدأ مشاركته في ألعاب القوى حتى أخبره عنها طبيب العلاج الطبيعي الدكتور/ محمد العزولي: “أخبرني الطبيب المعالج عن اللجنة البارالمبية القطرية وسعيت حتى تواصلت معها وسجلت نفسي ضمن الفريق. وفي ذلك الوقت، كانت ألعاب القوى هي الرياضة الوحيدة المتاحة أمامي فبدأت بها وأحببتها ومن ثم أكملت مشواري فيها”.
يتمثل الشلل الدماغي في مجموعة من اضطرابات الحركة الدائمة التي تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة ولها علامات وأعراض متنوعة تختلف باختلاف المصابين بالمرض. وغالباً ما تشمل الأعراض ضعف الاتساق في الحركة، وتصلب العضلات وضعفها، والرُعاش، بالإضافة إلى العديد من المشاكل الأخرى التي يمكن أن يسببها الشلل الدماغي. ولم يسمح عبد الرحمن لحالته الصحية بأن تقف في طريقه، وأثنى ثناءً كبيراً على ألعاب القوى، وكيف تغيرت حياته معها، وكيف ساعدته في التغلب على حالته الصحية: “الرياضة أثّرت في حياتي من عدة نواحي، فقد ساعدتني على إدارة الوقت، ومع مرور الوقت شعرت بتغير في جسدي – أصبحت أكثر صحة، وفقدت بعضاً من الوزن الزائد، وأصبحت أقوى مما سبق، ومنحتني الرياضة طاقةً وحماساً”.
حقق بطل ألعال القوى القطري طوال حياته المهنية نجاحاً كبيراً لكنه لم يكن دائماً على هذا النحو. ففي بداية حياته المهنية قضى عبد الرحمن عبد القادر أوقاتاً صعبةً في التكيف مع القدرات التنافسية المطلوبة في رياضات ألعاب القوى: “كانت المشاركة في المسابقات والبطولات وتحقيق نتائج سيئة من بين أصعب الأشياء التي كنت بحاجة للتغلب عليها”، ولكن مع مرور الوقت تحسن أداءه أكثر وأكثر، وأصبح ما هو عليه اليوم: “مع مرور الوقت والتزام التدريب المتواصل والعمل الشاق تمكنت من تحسين أدائي حتى تكللت جهودي بالنجاح وتُوجت بالميدالية الذهبية في رمي الجلة خلال دورة الألعاب الآسيوية لذوي الإعاقة”.
يعد الفوز بالميدالية الذهبية في منافسات رمي الجلةF34 في دورة الألعاب الأسيوية لذوي الإعاقة واحداً من أبرز إنجازات عبد الرحمن حتى الآن: “أعتبر أعظم إنجازاتي المشاركة في مختلف البطولات الدولية، وأبرزها المنافسة في دورة الألعاب البارالمبية لندن 2012 وحصولي على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية لذوي الإعاقة 2014 في كوريا الجنوبية”. يعاني الرياضي القطري من ضعف يؤثر عادة على القدرة في التحكم في الساقين والجذع والذراعين واليدين. وكلما انخفض رقم التصنيف، زادت أهمية تقييد النشاط الرياضي. وبصفته رياضياً ينافس ضمن الفئة F33 / F34، يتنافس عبد الرحمن فقط في الفعاليات الميدانية ويستخدم كرسي رمي لمساعدته في المنافسة.
وعند سؤاله عن بطولة العالم المقرر عقدها في قطر، علق عبد الرحمن عما يعنيه هذا الحدث الكبير بالنسبة له وأعرب عن سعادته بتنافسه وسط عائلته وأصدقائه: “تمثل المنافسة أمام الجمهور المضيف شعوراً جميلاً بالنسبة لي وسيكون وجودهم محفزاً ومشجعاً لبذل أقصى ما لدي من مهارات للفوز بالميداليات. ومن بين أكثر الأشياء التي تحمسني للمنافسة في الدوحة وجود عائلتي وأصدقائي بجواري لتحفيزي وتشجيعي على النجاح”.
ومع استضافة بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة في العاصمة الدوحة للمرة الأولى في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، أثنى عبد الرحمن عبد القادر على هذا الحدث التاريخي وعلى تأثيره الإيجابي على المنطقة: “سوف يكون لبطولة العالم تأثير لا يصدق على الأشخاص ذوي الإعاقة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، وستزيد من الوعي حول ألعاب القوى لذوي الإعاقة وتلفت الانتباه إلى أهمية الاهتمام بالرياضيين”. ويرغب عبد الرحمن في توجيه رسالة إلى الذين يفكرون في المشاركة في الرياضة:” الرياضة هي حق للجميع، وبمقدور الجميع الاستفادة منها”.
وتعد بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة، آخر حدث رياضي رئيسي في بطولات ألعاب القوى قبل انطلاق دورة الألعاب البارالمبية ريو 2016، البطولة سوف تتحدى المستحيل وستتيح الفرصة أمام الجمهور لمشاهدة كوكبة من أبطال العالم لألعاب القوى وهم يتنافسون فيما بينهم ويظهرون مهاراتهم وقدراتهم الرائعة في المنافسات، إثباتاً وتأكيداً لمهاراتهم الرياضية الرفيعة وقوة إرادتهم التي لا تلين.
لمشاهدة فيلم “قصص تتحدى المستحيل” للبطل عبدالرحمن: http://bit.ly/1LlqIvu
شاهد جميع أفلام “قصص تتحدى المستحيل” عبر الرابط: http://bit.ly/1OeK6vm