وزير الحج والعمرة يزور مقر منظمة التعاون الإسلامي
جدة – واس:
زار معالي وزير الحج والعمرة، الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، اليوم ، مقر منظمة التعاون الإسلامي، التقى خلالها بمعالي الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه، ومندوبي وممثلي وقناصل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وأجهزتها المتفرعة.
وعقد معالي وزير الحج والعمرة أثناء زيارته للأمانة العامة، بحضور الأمين العام للمنظمة، لقاءً مع مندوبي وممثلي وقناصل الدول الأعضاء بالمنظمة وأجهزتها المتفرعة، تطرق إلى الجوانب المتعلقة بجهود وترتيبات المملكة العربية السعودية لحج هذا العام 1444هـ والتعريف بالمبادرات والإجراءات التي يتم اتخاذها لتوفير أفضل الظروف لحجاج بيت الله الحرام لأداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة.
وأكد معالي وزير الحج والعمرة خلال اللقاء أن المملكة منذ تأسيسها تشرفت بخدمة الحرمين الشريفين، وأصبحت قيمة راسخة تحظى بالاهتمام المباشر من قبل الحكومة السعودية التي جعلت من خدمة ضيوف الرحمن منهجاً تاريخياً حظي بإشادة دول العالم قاطبة.
وأشار الدكتور الربيعة إلى أن منظومة الحج والعمرة شهدت سلسلة من النجاحات الكبيرة التي شاركت فيها جميع الجهات الصحية والتنظيمية والخدمية واللوجستية والأمنية، حيث دشّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- برنامج خدمة ضيوف الرحمن كأحد أهم برامج رؤية السعودية 2030م، بهدف رفع مستوى جودة الخدمات وكفاءتها لضيوف الرحمن وإثراء تجربتهم.
وأضاف أنه من بين المشاريع الكبرى التي تخدم ضيوف الرحمن، توسعة الحرم المكي بتكلفة تجاوزت 200 مليار ريال سعودي كأكبر بناء في التاريخ، وإنشاء قطار الحرمين لتحسين تجربة ضيوف الرحمن للسفر والتنقل بتكلفة تقدر بـ 60 مليار ريال سعودي، والذي اختصر المسافة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى قرابة الساعتين، إضافة إلى تطوير مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة بأكثر من 64 مليار ريال سعودي، وتطوير المساجد التاريخية والأماكن الأثرية الإسلامية، بهدف خلق تجربة إيمانية ثرية لضيوف الرحمن بمختلف فئاتهم.
وبالتزامن مع المشاريع الكبرى التي نفذتها حكومة المملكة العربية السعودية لخدمة منظمة الحج والعمرة وتطوير المشاعر المقدسة، أوضح معالي وزير الحج والعمرة أن حكومة المملكة نفذت حزمة من المبادرات النوعية والتشريعات لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين من أنحاء العالم لتأدية مناسك الحج والعمرة، لإثراء التجربة الإيمانية، فضلاً عن تخفيض التكلفة النهائية على الحاج والمعتمر.
وقال ” إن المملكة قامت بفتح المنافسة بين شركات مقدمي خدمات الحج، ما أسهم في تخفيض التكلفة على الحجاج، ورفع مستوى كفاءة الخدمة المقدمة لهم وفق أعلى مستوى للجودة، وتخفيض مبلغ التأمين للمعتمرين بنسبة 63 في المائة وللحجاج بنسبة 73 في المائة مع المحافظة على استدامة الخدمات الصحية المتميزة لهم، مشيرًا إلى إطلاق المملكة مبادرة “طريق مكة” التي تهدف إلى تقليص وقت انتظار الحجاج في المطار إلى 15 دقيقة، حيث استفاد من هذه المبادرة سبع دول هي: باكستان، ماليزيا، إندونيسيا، المغرب، بنجلادش، تركيا، وكوت دي فوار، مؤكداً في الوقت ذاته أن الجهات ذات العلاقة في المملكة تدرس توسيع نطاق هذه المبادرة لتشمل دولاً أخرى في المستقبل.
وأعرب معالي وزير الحج والعمرة عن سروره بزيارة منظمة التعاون الإسلامي ولقاء معالي الأمين ولقاء جميع المندوبين والسفراء لـ 57 دولة ، مؤكداً على أن اللقاء كان مثمراً وجرى الحديث خلاله عن فرص التعاون وفرص توفير الخدمات لضيوف الرحمن سواء الحجاج أو المعتمرين، وكذلك الخطط التي تقوم بها المملكة لتسهل وصول جميع ضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم.
من جانبه رفع معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين – حفظهما الله – ، وإلى حكومة المملكة العربية السعودية، ووزارة الحج والعمرة، وكافة قطاعات الدولة على ما يبذلونه من جهود في سبيل تسهيل الإجراءات لحجاج ومعتمري وزائري الحرمين الشريفين لأداء فريضتهم على أكمل وجه.
وقال ” إن الله تعالى شرف المملكة العربية السعودية وكرَّمها أن تكون راعيةً للحرمين الشريفين، وخادمةً لحجاج ومعتمري بيت الله الحرام وزائري المسجد النبوي الشريف ، فلم تتوانَ في تذليل كل الصعاب لهم، حيث تجند طاقاتها وخبراتها وهمة كوادرها لإنجاح مواسم الحج كل عام، وتحقيق تجربة روحانية متميزة للحاج والمعتمر وأداء النسك بصحة وأمن”.
من جهته، ألقى المندوب الدائم لجمهورية جيبوتي لدى المنظمة، عميد السلك الدبلوماسي في المملكة العربية السعودية السفير ضياء الدين بامخرمة، كلمة نيابة عن المندوبين الدائمين، أشار فيها إلى أن المملكة قدمت منذ فجر تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – وإلى العهد الحالي خدمات وتوسعات للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وأمّنت وصول الحجاج والزوار والعمار إلى المشاعر المقدسة ليؤدوا نسكهم بكل أمن وسلام وطمأنينة.
وشهد اللقاء عرض فيلم رحلة العمر الذي يستعرض رحلة أداء مناسك الحج ويتناول موضوعاته بأسلوب مبسط وشيّق.
الجدير بالذكر أن المملكة أطلقت حزمة من المبادرات الهادفة إلى تيسير قدوم المسلمين إلى المملكة العربية السعودية من بينها إصدار التأشيرة خلال أقل من 24 ساعة، وتمديد تأشيرة العمرة من 30 يوماً إلى 90 يوماً، وإطلاق تأشيرة الترانزيت لمدة أربعة أيام، وإتاحة أداء نسك العمرة للحاصلين على كافة أنواع التأشيرات، وتمكينهم من التنقل بكل أريحية داخل أرجاء المملكة للتعرف على التنوع الثقافي الفريد.
كما تم في الوقت ذاته إطلاق منصة “نسك” التي تقدم أكثر من 120 خدمة متنوعة بتسع لغات لتسهيل إجراءات قدوم ضيوف الرحمن لمكة المكرمة والمدينة المنورة وإثراء التجربة الروحانية للحجاج والمعتمرين والزوار تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.