مهلا أيها الصغير
دينا شحاته
يوما ما جلست أتأمل الموبايل في يدي وبدأت أفكر وقلت لنفسي كيف لهذا الشيء الصغير الذي اخترعه البشر أن يكون محور حياتي ومحور حياة الملايين غيري .. لماذا يتهافت الناس على شراء الحديث منه دائما رغم ان القديم منه يفي بالغرض وهو قول كلمة (ألو)
كيف لهذا الشيء أن يتحكم بحياتي إذا وجد سارت ميسرة الخطى واذا اختفى ارتبكت حركة سيرها؟
فالموبايل أغلى ما أملكه بحياتي فأحرص دائما على مجاورته لي في نومي وفي يقظتي لا أبعده عن يدي والأهم من ذلك أنني أسعى دائما لأروي عطشه حتى لا أسمع رصيدك منخفض وإشباع جوعه حتى لا أرى البطارية منخفضة.
وأحرص على تأنقه أكثر من تأنق نفسي وبين الحين والاخر أشتري له الاكسسوارات ليبدو في أجمل حلة أتعجب من حالي وحال غيري من الناس كيف وصلنا الى هذا المرحلة.
ولكنني لا يمكن أن اتخيل حياتي بلا هذا الصغير فأذكر مرة أنه غاب عني لبضع دقائق وإذا بي أتلفت باحثة عنه خائفة من فقدانه وكأنني أبحث عن قطعة مني.
لقذ استحوذ هذا الاختراع الصغير على حب الملايين وجنونهم .. فكم راح أناس ضحية لهذ الموبايل عند فقدانه أو سرقته فلا يصون صاحبه ويبوح بأسراره للشخص الجديد وكم من صديق قتل صديقة لاختلافهما عليه وكم من أب ذهبت أمواله في تسديد فاتورة صغيره وصغار أولاده .. يالحالنا كم أنت عجيب.
فلنفكر لحظة هل ما نتعامل معه ونعطيه كل هذا اللاهتمام بشر من دم ولحم مثلنا لقد أصبحنا نعامل هذا الشيء أفضل من معاملة الانسان لأخيه الانسان لا أملك سوى أن أقول للموبايل(مهلا أيها الصغير).