“كاوست” تطلق قمرًا اصطناعيًا متطورًا لدعم الأبحاث المتقدمة في مجال رصد الأرض
جدة – واس:
أطلقت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” بنجاح قمرًا اصطناعيًا صغير الحجم من نوع كيوبسات “Cubesat” بالتعاون مع شركة تحليل بيانات الفضاء السحابية سباير غلوبال “Spire Global”؛ وذلك خلال مهمة مكوك الفضاء “SpaceX Transporter-7” الذي أطلق من قاعدة فاندنبرغ الفضائية في الولايات المتحدة.
ويهدف القمر الاصطناعي الذي أطلق عليه اسم “6U” إلى جمع بيانات عالية الجودة وعالية الدقة للنظم البيئة الأرضية والساحلية والمحيطية حول العالم لمساعدة المملكة العربية السعودية على مراقبة وتوصيف مواردها الطبيعية الفريدة، الذي يضم كاميرا متطورة تعمل بتقنية التصوير فوق الطيفي فضلاً عن وحدة معالجة متقدمة، وجهاز استشعار بنظام الملاحة العالمي للأقمار الاصطناعية خاص بشركة سباير.
وستسهم هذه التقنيات بجمع بيانات تفصيلية عن سطح الأرض مثل حالة الغطاء النباتي والتربة والمياه، وعلى الرغم من أن المهمة الأساسية للقمر الاصطناعي هي تصوير وجمع بيانات لشبه الجزيرة العربية والمنطقة المحيطة بها، إلا أن لديه القدرة أيضًا على جمع المعلومات والصور من أي مكان على الأرض.
وأوضح أستاذ الاستشعار عن بعد والأمن المائي، ومدير مبادرة المناخ وقابلية العيش في “كاوست” البروفيسور ماثيو مكابي؛ أن إطلاق “كاوست” لهذا القمر الاصطناعي يعكس الاهتمام المتزايدة لقطاع الفضاء في المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن الهيئة السعودية للفضاء لديها خطط طموحة لتطوير اقتصاد الفضاء المحلي في المستقبل؛ والحاجة تدعو لتطوير الابتكار والتقنية، وتدريب الجيل القادم من العلماء والمهندسين، وتسهيل أبحاث استكشاف الفضاء في المملكة.
وأشار إلى أن الجامعة أطلقت تقنية متطورة على منصة الأقمار الاصطناعية هذه، التي ستمكنها من جمع صور فائقة الوضوح لسطح الأرض، وتحليلها في الوقت ذاته حتى قبل إرسالها إلى الأرض.
وبين أن قدرة هذا القمر الاصطناعي لا تقتصر في تحسين عمليات وأبحاث رصد الأرض فقط، بل سينتج بيانات يمكنها أن تساعد على تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، لا سيما تلك المتعلقة بحماية البيئة وترميمها. على سبيل المثال، يمكن استخدام نظام التصوير فوق الطيفي على القمر لتوصيف الأنظمة الأرضية والبحرية، مما يسمح بتقييم حالة المراعي والتربة وأشجار المانغروف والمجتمعات النباتية الأخرى، فضلًا عن تقديم بيانات يمكن استخدامها لفهم النظم البيئية الفريدة في المنطقة، وتحسين إدارتها ورصد صحتها.
وأكد مكابي أن المعلومات التي يقدمها هذا القمر الاصطناعي هي «معرفة مشتركة ومورد مجتمعي مشترك. خصوصًا أن تطوير مجتمع من العلماء والمتعاونين الذين يمكنهم الوصول إلى هذه البيانات سيجلب وجهات نظر عالمية فريدة، ويقدم رؤى وحلولاً للقضايا المحلية والإقليمية التي نحاول معالجتها.