يوم العلم
بقلم – أ.د يحيى الوزنة:
اليوم الذي أقر فيه الملك عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ العلم (اللون الأخضر يتوسطه كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسوم الله) وأسفلها رمز السيف بشكله الحالي الذي نراه اليوم يرفرف في الآفاق عاليا خفاقا بكل ما يحمل من معاني ودلالات عظيمة التي تشير إلى كلمة التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء في بلاد الجزية العربية والتي وحدها المؤسس لتصبح المملكة العربية السعودية دولة بين أكبر الدول في العالم.
الاحتفال بيوم العمل:
ولقد جاء الأمر الملكي في عام 2023م بأن يكون يوم العلم هو مناسبة وطنية تحتفل بها المملكة العربية السعودية، بأن يكون يوم الحادي عشر من شهر مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعلم إذ يوافق هذا اليوم الموافق ليوم السابع والعشرون من شهر ذي الحجة للعام 1355هـ الموافق للحادي عشر من شهر مارس للعام 1937م وهو اليوم الذي أقر فيه الملك عبد العزيز آل سعود العلم السعودي بشكله.
مواصفات العلم:
وللعلم السعودي مواصفات معينة تم اعتمادها رسميا يجب الإلزام بها عند التصميم في أي زمان ومكان، وهي التزامات معينة لأطوال العَلم السعودي، على أن يكون العلم في شكل مستطيل عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر، يمتد من السارية إلى نهاية العلم ويتوسطه شهادة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله) وأسفلها سيف مسلول، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم.
تصميم العلم السعودي عبر مراحل مختلفة:
مر علم المملكة العربية السعودية بالعديد من المراحل خلال الحقب التاريخية الماضية قبل أن تتشكل بصورتها النهائية، فقد تأصلت جذورها منذ عهد الدولة السعودية الأولى التي تأسست على يد الإمام محمد بن سعود عام (1139هـ/1727م).كانت راية الدولة السعودية الأولى خضراء مشغولة من الخز والإبريسم مكتوب عليها شهادة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وقد عقدت على سارية بسيطة. وكان الإمام عبد العزيز بن محمد، وابنه الإمام سعود بن عبد العزيز يبعثان الرسل إلى رؤساء القبائل، ويحددان لهم يوماً ومكاناً معلوماً على ماء معين، وتتقدمهما الراية، فتنصب على ذلك المورد، فلا يتخلف أحد من رؤساء القبائل.
كما كان للعلم ظهورٌ بارزٌ في عهد الدولة السعودية الثانية التي تأسست على يد الإمام تركي بن عبد الله عام 1240هـ/1825م، فكان الإمام تركي عندما يرغب بفتح المدن يرسل في بادئ الأمر رسله إلى أمراء البلدان ورؤساء العربان ويتفق معهم على يومٍ محددٍ، ثم يسند الراية بالقرب من باب قصره قبل خروجه بمدة زمنية تتراوح بين اليوم والثلاثة أيام، وقد سار الإمام فيصل بن تركي على نهج والده فيما يخص الراية.
وعندما بدأ الملك عبد العزيز مسيرة التوحيد استند على راية أجداده واتخذها راية له وكانت مربعة الشكل والجزء الذي يلي السارية منها أبيض وفيه جزءٌ أخضرٌ وكتب في منتصفها شهادة التوحيد، التي يعلوها سيفان متقاطعان ثم تغير شكلها ليكون رايةً خضراء تتوسطها شهادة التوحيد وأعلاها سيفٌ مسلول.
ثم أصبحت الراية مستطيلة الشكل عرضها يساوي ثلثي طولها، وظلت متمسكةً بلونها الأخضر وتتوسطها شهادة التوحيد والسيف المسلول باللون الأبي وعلى الرغم من مرور ثلاثة قرون متتالية إلا ان العلم السعودي ظل محتفظاً بملامح هويته المتجذرة.