كان حلماً… وأصبح واقعاً
بقلم – عائشة العبيدان:
وَعدت فوفيْت، وتكلّمت فصدَقت، وخططت فأنجزت، وحوربت فتجاوزت، فهناك هدف وهناك مستقبل ورؤى، ومتى كان الهدف كانت الإرادة لتحقيق مستقبل مستدام، فتحقق الهدف بقوة الإرادة.
إنها قطر بأميرها، حاضنة العالم بشعبها وعاداتها وتقاليدها، وبأرضها وسمائها، ببرها وبحرها، من يجوب شوارعها اليوم يرى التمازج الثقافي والفكري والفنّي والتراثي، يرى التسامح والوحدة والتكاتف العربي، والتجمهر العالمي الآسيوي والأفريقي والأمريكي، يرى جاهزيةالتنظيم والأمن وفخامة ودقة الترتيبات
والكرم وسعة الصدر، يرى التمسك بالموروث واللغة والدين والخلق، يرى كيف تجاوزت قطر السرعة الزمنية لتتحول إلى مدينة عصرية أخرى مختلفة، من المشاريع والإنجازات وجماليات الملاعب بجمالها الهندسي التراثي، أبهرت في رؤيتها العالم بالحديث والكلمات والأغاني والأهازيج، تفاعلاً وحبّاً ومشاركةً وإعجاباً، “ارحبو” الكلمة الترحيبية صدحت نغماتها الفضائيات، بالترديد والتكرار ترحيبا ووحدة وتآلفا، بالرغم من سهام الإحباط والتصغير والادعاءات الكاذبة والفتن والتهديد، وغيرها من الإرهاصات الإعلامية على مستوى الدول والأفراد والمنظمات التي وجهت إلى قطر مع الإعلان عن فوزها باستضافة المونديال.
يوم ديسمبر 2010 إلى هذا اليوم، حملات التشويه والافتراءات الباطلة ضدها تسير سيرها، وأجندة العمالة وحقوقهم موضع إثارة واستثارة، وما زالت قطر تقابلها بالتجاهل والتجاوز والإنجاز… لتحقق الوعد.
…. اليوم ستنطلق صافرة المونديال معلنة عن مصداقية الوفاء بالوعد بالحدث الرياضي وستتوجه الجماهير الرياضية إلى مدينة الخور، وسيرفع الستار من استاد البيت ليعلن عن البداية، هذا النموذج التراثي للخيمة العربية البدوية الذي يؤكد الأصالة والتمسك بالموروث في صياغته الخارجية والداخلية، الموشح بعبق الماضي، ولمسات هندسية فريدة، الكل هنا منبهر، والكل ينتظر، والكل شد رحاله إلى أرض البطولة الرياضية.
…. اليوم ستحتوي الخيمة الجماهير الرياضية ورؤساء الدول ومسؤولي الفيفا والشخصيات الرياضية الهامة، بنقوش سدوها، وجمال هندستها، تلك هي قطر ومنهجها في الاهتمام بالتراث الذي تشهد لمساته هندسة المشاريع العمرانية والشوارع ومسمياتها، وغيرها كما هو اهتمامها بالمنظومة القيمية الدينية والاجتماعية وتفعيلها ضمن الملصقات واللوحات والبوسترات ذات مضامين مستمدة من الدين الإسلامي الحنيف، توضح القيم التي تدعو للتسامح والخلق القويم، عدا استخدام التكنولوجيا في نشر تعاليم الدين من خلال وضع “الباركود” في عدد من غرف الفنادق، جهد يشكر القائمون عليه، وبسبب استضافة قطر لكأس العالم تم اعتماد اللغة العربية في الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” وهذا من إيجابيات استضافة الحدث الرياضي. كما هي اللمسة الإنسانية في الإعلان عن توفير مناطق للمشجعين في مراكز اللجوء والنزوح حول العالم يهدف إلى مشاركة اللاجئين والنازحين فرحة العرب بمونديال 22 في العراق واليمن والأردن والسودان ولبنان وتركيا. وستبقى القضية الفلسطينية حاضرة بحضور الجماهير الفلسطينية من الأراضي المحتلة، وسيرفع العلم الفلسطيني.
…. … صور واقعية نراها اليوم في ساحات المواقع التي جهزت لاستقبال الجمهور الرياضي باختلاف الأنشطة الترفيهية والإعلامية والثقافية، حوارات ولقاءات وفعاليات ثقافية وفنية لمختلف الشعوب. وإعلام متحرك ومتواجد باختلاف القنوات العربية والدولية، جهود متحركة بتباشير النجاح لمونديال 22 على أرض قطر…. هذا الواقع الذي نعيشه اليوم بفرحة وسعادة بإنجازات ومشاريع مستدامة يحق لنا أن نفتخر وقد أصبحت قطر نموذجًا يحتذى به بشهادة من رأى الواقع، والوقوف في وجه من يسيء الى قطر، بالكتابة والتداول والنشر عبر وسائل التواصل التكنولوجي في الداخل والخارج، قطر اليوم تحدت العواصف والأمواج بسفينة السلام والبناء لترسم صورة مشرفة من الإرادة والقدرة للعالم العربي والإسلامي، أمام الغطرسة الأوروبية والعصبية الأوروبية التي تمارس مع نجاح قطر في استضافة المونديال. وبالرغم من الإنجاز العمراني في جمال هندسة العمران والطرق ومترو الدوحة إلا أن القيادة السياسية في قطر نجحت في التنمية البشرية استثمرت في العقول القطرية الطموح والعطاء وهذا ما تحقق اليوم على أرض الواقع …. شكرا لسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة الذي رفع سقف الطموح القطري وهو ما واصل عليه حضرة صاحب السمو الأمير المفدى الشيخ تميم في عملية الاستعداد لهذا الحدث الرياضي الكبير.
Wamda.qatar@gmail