اجتماعات مكثفة في الرياض وموسكو لتعزيز الاستثمار بين المملكة والاتحاد الروسي
الرياض – سويفت نيوز:
يتزامن انعقاد منتدى الأعمال السعودي الروسي الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمار السعودية مع اجتماعاتٍ يجريها صاحب السّمو الملكي الأمير محمّد بن سلمان آل سعود، وليُّ وليِّ عهد المملكة العربية السعودية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث سيلتقي وفدٌ تجاريٌّ يتضمن ممثلين عن الهيئة العامة للاستثمار السعودية (SAGIA) مع أبرز النظراء الروس لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتنامية بين البلدين. ويأتي المنتدى بعد اختتام فعاليات أسبوع الأعمال الروسي في المملكة العربية السعودية والذي تم تنظيمه في وقتٍ سابق من هذا العام بالتزامن مع منتدى جدّة للاقتصاد، وحضره ممثلون حكوميون ورجال أعمال.
وسيتضمن منتدى مجلس الأعمال السعودي الروسي، والذي يقام في الفترة بين 17-19 يونيو 2015، عدة اجتماعاتٍ رفيعة المستوى يشرف على عدد منها رؤساء اللجنة المشتركة لمجلس الأعمال السعودي الروسي وهما معالي عبداللطيف العثمان، محافظ الهيئة العامة للاستثمار السعودية والممثل الرسمي لوزارة التجارة والصناعة السعودية؛ ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك.
ووضعت المملكة العربية السعودية خطةً استثماريةً ترمي إلى تحسين القدرة التنافسية العالمية لأبرز قطاعاتها بما في ذلك قطاع الطاقة، والبناء، وتجارة التجزئة، والسياحة، والعقارات، والرعاية الصحية، والنقل، والتعدين. وتتضمن الخطة الاستثمارية للرعاية الصحية وحدها أكثر من 40 فرصةً بقيمة 71 مليار دولار أمريكي.
وبهذه المناسبة، قال عبداللطيف العثمان، محافظ الهيئة العامة للاستثمار السعودية: “نحن حريصون على تطوير علاقات قوية مع روسيا، التي تشكل واحدةً من الأسواق الهامة بالنسبة لنا، من حيث الإمكانات الاستثمارية. وعلى ضوء التنوع الكبير الذي يشهده اقتصادنا، فإننا حريصون على تنمية قطاعاتنا الاقتصادية الداخلية التي لطالما انضوت على مجالات خبرةٍ كلاسيكيةٍ روسية”.
من جهة أخرى قال عبد الرحمن الزامل، رئيس مجلس إدارة مجلس الغرف السعودية ورئيس مجلس إدارة غرفة الرياض للتجارة والصناعة ورئيس مجلس إدارة شركة مجموعة الزامل: ” لا يعد تعزيز التعاون بين المملكة وروسيا أمراً صعباً، فنحن في المملكة نرحب بالأصدقاء الروس في مختلف القطاعات الاقتصادية، وخاصة الصناعات التحويلية وتدريب وتطوير الكوادر البشرية التي تستهدف المملكة تنميتها لتكون قادرة على إدارة القطاعات الاقتصادية المختلفة بالمملكة التي باتت في الوقت الحالي تعتمد على الشباب بشكل كبير أكثر من أي وقت مضى، ولذا فالاستفادة من الخبرة الروسية في تنمية رأس المال البشري ستكون بلا شك محل اهتمام وطلب من قبل المملكة.
وفي هذا السياق، قال فلاديمير إيفتوشينكوف، رئيس مجلس الأعمال الروسي – العربي ورئيس مجلس إدارة جيه إس إف سي سيستيما: ” بناءً على الوضع الراهن في العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والمملكة العربية السعودية، ومع الإرادة القوية يمكننا أن نحقق تعاوناً متميزاً وأكثر نشاطاً في كل مجال من مجالات الأعمال. إن روسيا تمتلك فرصة رائعة لإقامة علاقات جديدة مع الجانب السعودي في قطاعات الزراعة والأخشاب والتقنيات العالية، والهندسة، والمنتجات الصيدلانية والنفط والغاز، والاتصالات، وغيرها من المجالات. والآن بعد أن بدأنا عهداً جديداً في العلاقات بين روسيا والسعودية، فإن الوقت قد حان لتتحول تلك العلاقات إلى شيء حقيقي، إلى مشاريع ملموسة وهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق طموحاتنا وإمكاناتنا”.
وكانت الشركات الروسية قد كثّفت خلال السنوات الأخيرة، استثماراتها في قطاعات الزراعة والأخشاب والأعمال المصرفية والصناعات البتروكيماوية، فيما يتطلع المستثمرون السعوديون نحو قطاعات الرعاية الصحية، والنقل والسيارات وإدارة النفايات الصناعية والطاقة المتجددة. وتشهد الاستثمارات الأجنبية والمحلية في المملكة العربية السعودية نمواً مطرداً بمعدل 16% على أساس سنوي، ليرتفع من 50 مليار دولار أمريكي في عام 2005 إلى 208 ملياراً في عام 2014. وبادرت أكثر من 6000 شركة أجنبية إلى تأسيس عمليات لها في المملكة العربية السعودية خلال العقد الماضي في ضوء الإصلاحات الاقتصادية والتنظيمية التي شهدتها المملكة. وفي ظل عدم فرض ضرائب الدخل وضريبة أملاك، وضريبة المبيعات، أو الضريبة على القيمة المضافة، مع معدل منخفض لضريبة الشركات بنسبة 20%، تتيح سوق المملكة العربية السعودية نسبة ملكية أجنبية 100% للشركات في القطاعات الرئيسية.
وانتقلت روسيا من المرتبة 60[1] إلى المرتبة 24 بين الدول المصدّرة إلى المملكة؛ كما ارتفعت من المرتبة 99 بين الدول التي تستورد منتجات من المملكة العربية السعودية إلى المرتبة 82 في غضون عشر سنوات.