دول الخليج تواجه تحديات صناعة المياة
دبي – هشام رفعت:
تشهد منطقة الخليج على صعيد المياه تغيرات جذرية تتيح للمنطقة إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه بشكل مستدام بحلول منتصف هذا القرن، مما يطرح فرصاً هائلة وتحديات كبرى لسلسة التوريد في صناعة المياه.
وبحسب ما قاله السيد إدموند أوسوليفان، رئيس مؤتمر المياه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من تنظيم شركة ميد للفعاليات، الذي سينعقد من 8 إلى 10 يونيو 2015 في فندق سوفوتيل على كورنيش أبوظبي، فإن “الجميع يعلم أن الجزيرة العربية واحدة من أفقر مناطق العالم من حيث المياه. فلا توجد أنهار متدفقة باستمرار، وهناك ندرة في الأمطار، كما أن مخزون المياه الجوفية محدود ويتعرض لاستهلاك متزايد وطلب مرتفع. وسوف يركز المؤتمر على التطورات التنظيمية والتقنية المدهشة التي يمكن أن تنعكس إيجاباً على رصيد منطقة الخليج من المياه”.
وسيلقي المؤتمر الضوء على ثلاث قضايا رئيسية تواجه صناعة المياه في منطقة الخليج، وتشمل فصل توليد الطاقة عن تحلية المياه. وفي هذا السياق يقول السيد ستيف جريفيث، نائب المدير التنفيذي لشؤون الأبحاث بمعهد مصدر في أبوظبي: “اعتمد إنتاج المياه بشكل عام في الخليج على الإنتاج المشترك مع الطاقة. وقد حان الوقت لاستحداث أساليب جديدة لإنتاج المياه ونحن نبحث حالياً في التقنيات التي تنطوي على استخدام الأغشية”. وسوف يستمر استخدام الكهرباء لتحلية المياه، إلا أن كثافة الطاقة المستخدمة ستنخفض، ولن يعتمد إنتاج المياه بشكل كبير كما هو الحال الآن على كمية الطاقة المنتجة. وبحسب خبراء المياه، فإن هذا الفصل قد يكون أحد أهم التطورات في تاريخ قطاع المرافق بالمنطقة.
والجدير بالذكر أن السيد كورادو سوماريفا، المدير التنفيذي لشركة ILF Consulting Engineers في الشرق الأوسط، سيلقي كلمة خلال المؤتمر حول إمكانات التحلية عبر الطاقة النظيفة.
كما ستجري مناقشة مسألة أخرى ألا وهي الاستخدام المتزايد لمياه الصرف المعالجة. وضعت أبوظبي لنفسها هدفاً يتمثل في استخدام مياه الصرف المعالجة بنسبة 100% خلال خمس سنوات. وتستثمر كافة دول مجلس التعاون الخليجي في أنظمة المعالجة وشبكات الأنابيب اللازمة لتنقية وتوزيع المياه على المستخدمين المحتملين. وتعليقاً على هذه النقطة، قال السيد جريفيث: “إننا نبحث في أنواع مختلفة من تقنيات إعادة استخدام المياه. ولتحقيق الأهداف الموضوع لإعادة استخدام المياه، لابد أن نفهم أولاً علام ينطوي الأمر وكيف يمكننا الاستفادة من ذلك”.
وفي الختام، سيقوم المتحدّثون في المؤتمر والخبراء بالتّركيز على مسألة إدارة الموارد المائية.تكثف دول الخليج بحثها في حجم وهيكل مخزون المياه الجوفية لديها. وقد اتخذت البحرين بالفعل خطى ثابتة نحو تقليل استنزاف مخزوناتها بمقدار النصف. ويتجه الانتباه بشكل متزايد الآن نحو المبادرات المصممة للحفاظ على استدامة مياه البحر المستخدمة في التحلية، وخاصة في الخليج. ويشمل ذلك تأثير الاستخدام المتزايد لمياه البحر في التحلية، والتخلص من الأملاح الناتجة عن عملية التحلية، والتلوث الذي تسببه صناعة النفط والصناعات الأخرى، بالإضافة إلى إدارة المياه المنقولة بحراً والعابرة للحدود البحرية.
سيكون من بين المتحدثين في المؤتمر المهندس توفيق الجعافرة، الأمين العام لسلطة المياه في الأردن؛ د. محمود أبوزيد، رئيس المجلس العربي للمياه؛ والسيد عاطر عزت حنورة، رئيسالوحدةالمركزيةللشراكةمعالقطاعالخاص بوزارة المالية المصرية.
رائع ومرتب.