دبي – سويفت نيوز:
بوتيرةٍ متسارعة تلعب الكاميرات الحرارية اليوم دوراً متنامياً في دعم الجهود الدولية لمكافحة انتشار فيروس “إيبولا” الفتّاك، خاصةً مع بدء العديد من دول العالم تطبيق هذه التكنولوجيا المتطورة في مطاراتها لرصد المسافرين الذين يعانون من الحمى الملازمة للمرض.
وفي منطقة الشرق الأوسط، قامت دولة قطر باعتماد هذا النوع من الكاميرات في مطار حمد الدولي، فيما أعلنت العديد من الدول الأوروبية والآسيوية نيّتها تبنّي هذا التوجّه، في إطار جهودها لمنع تسرب الفيروس القاتل عبر منافذها الحدودية. وحتى الآن، راح أكثر من 1600 شخص ضحية “إيبولا” منذ بدء تفشّي الفيروس في دول غرب أفريقيا مطلع العام الجاري.
بدوره اعتبر مروان خوري، مدير الاتصال والتسويق للشرق الأوسط وأفريقيا في شركة “آكسيس كوميونيكيشنز” الرائدة عالمياً في مجال كاميرات المراقبة الشبكية، أن تكنولوجيا الكاميرات الحرارية قد تشكّل “أداةً فعّالة” في عملية مكافحة المرض ومحاصرته.
وأوضح خوري أن: “كاميرات التصوير الحراري تقيس النشاط الحراري للأفراد، وهو ما يعني أنها قادرة على تحديد الأشخاص الذين يعانون من الحمى وارتفاع حرارة الجسم؛ حيث يمكن استخدام تلك المعطيات لإخطار السلطات بحالات اشتباه الإصابة بفيروس إيبولا، خاصةً إذا ما كانوا قادمين من مناطق موبؤة بالمرض أو عابرين فيها.”
وفي دولة الإمارات، شهدت كاميرات التصوير الحراري إقبالاً متزايداً خلال الأعوام القليلة الماضية. وبعد أن كان استخدامها مقتصراً على المجالات العسكرية، واصلت كلفة هذه التكنولوجيا الانخفاض في السنوات المنصرمة بالتزامن مع التنامي السريع لتطبيقاتها.
ويتميز هذا النوع عن غيره من كاميرات المراقبة التقليدية بالقدرة على رصد المخاطر في البيئات ذات الإنارة الضعيفة، وحتى في الظلام الدامس، والظروف الجوية المضطربة كالضباب الكثيف والغبار ووهج الشمس الساطع، وحتى بوجود الغطاء النباتي الكثيف.
أما طريقة عمل كاميرات التصوير الحراري فتقوم على مبدأ تسجيل الأشعة تحت الحمراء (الحرارة) المنبعثة من الجسم ضمن سلسلة من الصور، التي تتدرّجضمن طيف من الألوان؛ بحيث تظهر المناطق الأكثر حرارة باللون الأحمر، فيما تكون المناطق الباردة باللون الأزرق، وتبدو المناطق الدافئة باللون البرتقالي أو الأصفر.
وحول زيادة انتشار الكاميرات الحرارية، قال خوري: “إلى جانب استخداماتها في أمن المطارات، يدرس العديد من العملاء في الشرق الأوسط الاستعانة بكاميرات التصوير الحراري في قطاعات النفط والغاز، والأمن، والموانئ، والمجمّعات الصناعية العملاقة، بحيث يتكامل أداؤها مع منظوماتهم الأمنية القائمة.”
وأضاف خوري: “رغم أن كلفتهافي الماضيكانت مرتفعة مقارنةً مع الكاميرات التقليدية، أصبحت أسعار الطرازات الحديثة من الكاميارت الحرارية المتوفرة اليوم في المتناول. ونحن نرى اليوم انتشاراً أوسع لكاميرات التصوير الحراري باعتبارها تكنولوجيا مكمّلة قادرة على التعامل مع العديد من العوامل والظروف البيئية.”
وفيما تعد الكاميرات الحرارية الخيار الأمثل في الظلام الحالك، يمكنها أيضاً أن تكون خياراً ممتازاً في المناطق التي تصعب إنارتها بشكل فعّال كالواجهات البحرية، والمرافئ، أو أي مساحات مفتوحة على المسطحات المائية. وبما أن هذه الكاميرات لا تعتمد على الإنارة، يمكن استخدامها في حلول المواصلات المرورية مثل أنفاق القطارات، ومدرجات المطارات، أو حتى الشوارع العادية.
وختم خوري بالقول: “بالنتيجة، يمكن لكاميرات التصوير الحراري أن تكون المكمّل المثالي لمنظومات المراقبة الشبكية بالفيديو، بحيث تضمن رصد الأجسام، والأفراد، والتحركات دون توقّف وعلى مدار الساعة.”