دكان الفريج
بقلم – محمد البكر:
استرجعوا يوميات الطفولة والمراهقة . حينما لم يكن لديكم أجهزة تكييف ، ولا تلفزيونات ، أو إنترنت . حيث النوم على الأسطح في عز الصيف ، على فراش ممدود منذ غروب الشمس، عله يكتسب البرودة أو بعض الرطوبة .
في الصباح إن كنت من المحظوظين ، فستقود دراجتك للذهاب للمدرسة، وإلا فإنك ستمتطي قدماك لأكثر من نصف ساعة كي تصل لمدرستك ، ثم تعود ظهراً تحت الحر اللاهب أو البرد القارس لمنزلك . تنتظر اكتمال نصاب العائلة على سفرة من الخوص لغداء طهته أمك بكل مهارة .
تخرج عصراً للحارة . تلتقي بجيرانك الشباب ، على دكة دكان صغير ، قبل أن تذهبوا للعب الكرة في ملعبكم الترابي . ومع أذان المغرب يعود كل منكم لبيته ، وكأنه حاز الدنيا وما فيها .
قبل صلاة العشاء تجتمع العائلة ثانية على السفرة ذاتها لتناول الوجبة الأخيرة . ليس هناك وجبات سريعة ، ولا خدمات توصيل ، ولا مشويات ، أو مندي أو مظبي . بعدها ينتهي اليوم ، ليتكرر السيناريو في اليوم التالي بسعادة وسرور .
” الأسرة ” .. كانت هي محور الحياة . هي الأمان الذي يبدد الخوف . هي اليد التي تمتد إليك متى ما احتجت للمساعدة . هي الطمأنينة من غدر الزمان . هي سكينة النفس وأساس كل مجتمع .
لا قيمة للإنسان ، ولا سعادة له ، بدون أسرة . فالأسرة هي تراحم وتكاتف . هي مشاركة في الأفراح ، وسند في الأتراح . احرصوا على أسركم . لا تفوتوا فرصة الجلسات العائلية . فكل شيء يذهب لا يعود .
لا تسمحوا لمغريات الدنيا ، بأن تهدم أسركم وتفكك مجتمعاتكم . فمنها يبدأ البناء ، ومنها تنهار المجتمعات . ولكم تحياتي