تكنولوجيا المعلومات وحماية النسل
بقلم / الدكتور سامح أبو طالب
النسل هو الطريق التي بواسطتها تخرج الكائنات الحية أمثالها، لتحفظ نوعها، وهي ميزة من ميزاتها وحلقة الاتصال بينها أيضًا، والذرية التي تعقب الآباء وتخلفهم في بقاء المسيرة للنوع البشري ، وهو من أهم المقاصد الشرعية الضرورية التي عملت الشريعة الإسلامية على تحقيقها وصيانتها وحفظها عن كل ما يهددها.
ومقصد حفظ النسل يراد به: حفظ خلفة النوع البشري من التعطيل والفناء، وعدم التوالد، وحفظه من اختلاط النسب المفضي الى انقطاع تعهد الولد والباعث على عدم إبقائه والقيام به، والمقصود بذلك حفظ التوالد، بحيث يخلف النوع البشري بعضهم بعضا دون انقطاع، ولا يتصور حفظ النفس البشرية دون اعتبار حفظ النسل بهذا المعنى ويشمل أيضأ حفظ الأنساب ومن ورائها حفظ الفروج.
دور تكنولوجيا المعلومات في حماية النسل:
نظرًا للأهمية التي يتمتع بها مقصد حفظ النسل فإنه يلزم لتحققه توافر عدد من الأمور التي تساهم في حصول هذا المقصد سواءً من جانب الوجود أو من جانب العدم، وهذه الوسائل يمكن لتكنولوجيا المعلومات أن تساهم فيها بشكل إيجابي وفعَّال، ويمكن توضيح ذلك في النقاط التالية:
1- توجيه الأفراد عبر تكنولوجيا المعلومات إلى أول الوسائل التي شرعها الإسلام لتحقيق مقصد حفظ النسل وهي الزواج الشرعي، فهو ذلك العقد الذي يتم بين رجل وامرأة تحل له شرعًا لتكوين أسرة مستقلة هدفها حفظ النوع البشري ومـا يتبعه من النظم الاجتماعي.
2- يمكن لوسائل تكنولوجيا المعلومات أن ترشد الأفراد إلى ضرورة حفـظ النسـل وتنميـة أسـبابه، وذلك عبر اللجوء إلى الطـرق المسـتحدثة للإنجاب، كتناول الأدوية المخصبة أو التلقيح الصناعي، وذلك في حالة تعــذر الحصــول علــى الذريــة بالطريــق الطبيعيــة التــي شــرعها الله تعالــى.
3- يمكن استخدام وسائل تكنولوجيا المعلومات في حماية النسل والمحافظة علية بتوعية الأفراد بأهمية تنظيم النسل واستخدام الوسائل المشروعة في ذلك، ومنها جميع الوســائل الطبيــة الحديثــة التي تنظم الحمل بصفة مؤقـته، شريطة ألا تودي تلك الوسـيلة إلـى عقـم دائــم أو اســتئصال عضــو التناســل.
4- العمل عبر وسائل تكنولوجيا المعلومات على تأكيد صيانة النسل وحرمة الأفعال التي تفضي إلى اختلاط الانساب كما في كبيرة الزنا، ذلك أن المزاحمة على الابضاع تفضي لاختلاط الأنساب المنفي الـى انقطـاع النسل وارتفاع النوع الانساني من الوجود.