تركيبة جديدة من مضادات الفيروسات تُظهِر فعالية ضد «كوفيد 19»
سويفت نيوز_وكالات :
عاد الدواء الشهير «ريمديسفير» مجدداً إلى بؤرة الضوء، من خلال دراسة أميركية جديدة زعمت أن الجمع بينه وبين دواء «بريكونيار» (brequniar) -وكلاهما معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية للاستخدام في حالات الطوارئ- يؤدي إلى تثبيط فيروس «كورونا المستجد»، المسبب لمرض «كوفيد-19» في خلايا الجهاز التنفسي البشرية، وفي الفئران
ودواء «ريمديسفير»، تنتجه شركة «جلعاد» الأميركية، وتم تطويره في الأصل كعلاج لـ«الإيبولا»، واستُخدم في حالات الطوارئ خلال هذا الوباء الذي بدأ عام 2018. وجاء وباء «كوفيد-19» ليعيد إحياء استخدام هذا الدواء، وتضاربت الدراسات حول فعاليته؛ حيث ذهب بعضها إلى أنه فعال فقط مع الحالات الخفيفة من «كوفيد-19»، بينما ذهبت أخرى إلى أنه قد يكون أكثر تأثيراً مع الحالات الشديدة، غير أن منظمة الصحة العالمية أصدرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 توصية بعدم استخدامه لدى مرضى المستشفيات، بصرف النظر عن حدة المرض، لعدم توفر بيانات تثبت أنه يحسن فرص البقاء على قيد الحياة أو الحالة الصحية لدى هؤلاء المرضى
وبعد أن بدأ كثير من الدول في إخراج هذا الدواء من بروتوكولات العلاج، واستبدال خيارات أخرى به، منها دواء «مولنوبيرافير»، جاءت الدراسة الجديدة المنشورة الاثنين الماضي في دورية «نيتشر»، والتي قادها باحثون في مدرسة «بيرلمان» للطب في جامعة بنسلفانيا وكلية الطب بجامعة ميريلاند، لتشير إلى أن «ريمديسفير» أو «مولنوبيرافير» يمكن أن يحققا نتائج متقاربة من الفعالية، عند استخدامهما مع دواء «بريكونيار»
واختبر الباحثون التركيبة التي تضم «ريمديسفير» أو «مولنوبيرافير» مع «بريكونيار» في خلايا الجهاز التنفسي البشرية وفي الفئران، ورغم عدم اختبارها بعد في التجارب السريرية، فإن الباحثة الرئيسية سارة شيري، أستاذة علم الأمراض والطب المخبري، تقول إن مجموعات الأدوية المحددة في الدراسة لديها القدرة على أن تصبح علاجات واعدة للغاية لـ«كوفيد-19»
وتضيف شيري في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمدرسة «بيرلمان» للطب في جامعة بنسلفانيا، بالتزامن مع الدراسة: «تحديد توليفات من مضادات الفيروسات أمر مهم حقاً، ليس فقط لأن القيام بذلك قد يزيد من فاعلية الأدوية ضد فيروس (كورونا)؛ لكن الجمع بين الأدوية يقلل أيضاً من خطر المقاومة»
وتسبب فيروس «كورونا» في إصابة 382 مليون شخص، ووفاة 5 ملايين في جميع أنحاء العالم، والحاجة الماسة إلى علاجات جديدة ازدادت بسبب التهديدات الناشئة للمتغيرات الجديدة التي قد تتجنب اللقاحات
واستجابة لهذا الطلب، قامت شيري وفريق من المتعاونين بفحص 18 ألف دواء، بحثاً عن نشاط مضاد للفيروسات، باستخدام عدوى «كورونا المستجد» الحية في الخلايا الظهارية التنفسية البشرية؛ لأن خلايا الرئة هي الهدف الرئيسي للفيروس. وحدد الباحثون 122 دواءً أظهر نشاطاً مضاداً للفيروسات، وانتقائية ضد الفيروس التاجي، بما في ذلك 16 نظيراً لـ«النيوكليوزيد»؛ أكبر فئة من مضادات الفيروسات المستخدمة سريرياً
ومن بين الـ16 نظيراً لـ«النيوكليوزيد»، وجدوا أن الأكثر فعالية هما دواء «ريمديسفير» الذي يُعطَى عن طريق الحقن في الوريد، وتمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج «كوفيد-19»، و«مولنوبيرافير»، وهو حبة فموية تم ترخيصها للاستخدام في ديسمبر (كانون الأول)
لكن الإضافة الأكثر أهمية التي جاءت في الدراسة، كانت هي الإشارة للفعالية الأكبر عند إضافة «بريكونيار» مع أي من الدواءين
وينتمي «بريكونيار» إلى مجموعة أدوية تعرف باسم «مثبطات التخليق الحيوي لـ(النيوكليوزيد)» المضيفة، وتعمل هذه المثبطات عن طريق منع إنزيمات الجسم من صنع «النيوكليوزيدات»، مما يمنع الفيروس من أن يكون قادراً على «سرقة» وحدات بناء الحمض النووي الريبي (RNA) والتكاثر. ويتم حالياً اختبار هذا الدواء في التجارب السريرية كعلاج لـ«كوفيد-19»، وكجزء من العلاج المركب المحتمل لبعض أنواع السرطان
تقول شيري: «افترضنا أن الجمع بين (بريكونيار) مع (ريمديسفير) أو (مولنوبيرافير)، يجعلهما يعملان (بشكل تآزري) لخلق تأثير أقوى ضد الفيروس؛ حيث تحدث التفاعلات التآزرية عندما يكون التأثير الإجمالي لدواءين أو أكثر أكبر من مجموع التأثيرات الفردية لكل دواء»
وتضيف: «اعتقدنا أن استخدام هذه النظائر النوكليوزيدية مع تقليل مستويات اللبنات النوكليوزيدية للمضيف، قد يعملان معاً لتدمير الفيروس بشكل كبير. إنه لأمر مدهش حقاً أنه عندما تجمعهم يموت الفيروس تماماً»
واختبر الباحثون الأدوية في خلايا الرئة وكذلك في الفئران، ووجدوا أن هذه المجموعات كانت فعالة للغاية ضد سلالات متعددة من فيروس «كورونا»، بما في ذلك نوع «دلتا»، والفريق الآن بصدد اختبار الأدوية ضد «أوميكرون»، وستكون الخطوة التالية هي اختبار مجموعات الأدوية هذه في التجارب السريرية
ويقول ماثيو فريمان، الباحث المشارك في الدراسة: «مع ظهور سلالات جديدة من الفيروس، ستظل الحاجة إلى علاجات جديدة ضرورية. نحن نعلم الآن أن هناك عدداً من تركيبات الأدوية القوية التي لديها القدرة على تغيير مسار الفيروس»