دبي- هشام رفعت:
شهدت الدورة الثالثة والعشرون من معرض دبي العالمي للقوارب، التي يُسدل الستار على فعالياتها مساء اليوم السبت، أعداداً كبيرة من الزوار من مختلف دول العالم، وقد أفاد عارضون جدد وقدامى بأنهم حققوا عائدات جيدة نتيجة مشاركتهم، وقالوا بأنهم اغتنموا فرصاً تجارية عديدة أتيحت لهم على مدار الأيام الخمسة للحدث الأكبر في قطاع الملاحة البحرية والترفيهية في المنطقة.
وقالت شركة “الشعالي مارين” الإماراتية إنها تتوقع بيع ثلاثة يخوت على الأقل من يختها الفاخر AS100، الذي أماطت اللثام عنه في أول أيام المعرض، والذي تبلغ قيمة الواحد حوالي 20 مليون درهم، علاوة على سبعة قوارب أخرى متوسطة الحجم، وذلك بحلول نهاية الحدث، فيما يُنتظر أن تشهد الأسابيع المقبلة بلورة مزيد من الفرص وإتمام صفقات بيع أخرى. وأكّد سلطان الشعالي، الرئيس التنفيذي للشركة تحقيق هذه الإنجازات بالقول: “لطالما كان معرض دبي العالمي للقوارب ولا يزال يُشكّل نقطة استقطاب مهمة للمشترين الجادّين، وهو الأمر الذي شهدناه هذا العام أيضاً، وقد تجاوزنا تحقيق المبيعات في اليخوت الفاخرة والقوارب، إلى إبرام ثلاث اتفاقيات وكالة لشركتنا، أحدها في المنطقة واثنين في أوروبا، لتزويد مزيد من المشترين حول العالم باليخوت الفاخرة عالية الجودة المبنية بفخر في دولة الإمارات”.
كذلك شهد المعرض في يومه الرابع بيع اليخت الراقي “ديلوكس77” ذي المنصة العلوية المغلقة، الذي يُعدّ أكبر يخوت شركة “ريفييرا” وأكثرها فخامة وتقدماً تقنياً على الإطلاق، وذلك عبر وكيلها الحصري في الشرق الأوسط، شركة “إس إف لليخوت”. وفي اليوم نفسه، قالت شركة “آرت مارين”، كبرى الشركات ذات الاهتمام الشامل باليخوت في منطقة الشرق الأوسط، إنها باعت اليخت الإيطالي الفاخر “فيارت 47” البالغة قيمته حوالي 3.2 مليون درهم إماراتي.
وبدورها أكدت شركة سان لورينزو الشرق الأوسط ممثلة بشركة “إيه سي إي مارين”، بيع يختها “إس إل” والذي يبلغ طوله 26.45 متر وتصل قيمته إلى 5.6 مليون يورو أي ما يعادل 22.3 مليون درهم، وذلك في اليوم الأول من الحدث، إلى جانب الدخول في العديد من المفاوضات الجادة مع مشترين محتملين لبيع يخوت أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال طارق خليل، المدير التنفيذي في شركة “إيه سي إي مارين”: “كانت مشاركتنا هذا العام مثمرة بشكل كبير انطلاقاً من النتائج التي حققناها حتى الآن. إذ أتاح لنا المعرض فرصة التواصل مع مجموعة كبيرة من المشترين الجادين، وعدد من أثرياء دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج. ونحن الآن نتطلع لدورة العام القادم لكي نحجز مشاركتنا في هذا الحدث الدولي الهام”.
وشهدت شركة “صن ريف” لليخوت، المتخصصة في اليخوت الشراعية الفاخرة ويخوت الكتمران العاملة بالمحركات، والتي تتراوح أطوالها بين 60 و200 قدم، اهتماماً كبيراً بيخت الكتمران الفاخر “دامراك II” العامل بالمحركات والبالغ طوله 70 قدماً، والذي تزيد قيمته على 8.8 مليون درهم.
وقال فرانسيس لاب، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “صن ريف”: “استطعنا تأمين تجربتي ركوب من مشترين جادين رغبوا في اختبار الملاحة على متن هذا اليخت الأنيق، علاوة على اهتمام كبير لمسناه باليخوت الأكبر حجماً التي نقوم ببنائها بحسب الطلب في مدى 115 و200 قدم”.
مبيعات قوية
وأفاد مصنعون للقوارب الصغيرة والمتوسطة والمراكب الترفيهية الأصغر حجماً، بتحقيق مبيعات قوية، بعدما أثبتت هذه الأحجام نجاحاً كبيراً وإقبالاً رائعاً في أوساط الزوار، في وقت يواصل مجتمع الملاحة الترفيهية الاستفادة من النمو الحاصل في قطاع الممرات المائية الداخلية والمراسي في المنطقة.
وفي هذا الإطار، أعلنت الشركة الإقليمية المتخصصة “دلما مارين”، أنها سجلت مبيعات إجمالية قدرها 12 مليون درهم عبر فئات منتجات شملت محركات “ميركيوري” الفريدة من نوعها، والدراجات البرمائية “كوادسكي”، والقوارب الرياضية “بوسطن ويلر”، واليخت “كابو” الذي تبلغ قيمته نحو 3.67 مليون درهم.
في السياق ذاته، قالت شركة “الحارب مارين” الإماراتية إنها باعت أربعة قوارب بقيمة إجمالية بلغت 8 ملايين درهم،
كما أعلنت الشركة الإماراتية المصنعة لقوارب الصيد ذات التصاميم الفريدة، “آي إم جي”، أنها وقعت اتفاقيتي بيع لقاربي صيد بتصميمين خاصين، أحدهما بطول 52 قدماً بسعر 2.4 مليون درهم، وآخر رياضي بطول 40 قدماً بسعر 1.1 مليون درهم. مع توقعات بوضع اللمسات الأخيرة على مزيد من الطلبيات في اليوم الأخير من المعرض.
اقبال كبير على شراء قوارب التزلج
من جهتها، قالت شركة “برودي بوتس”، التي شاركت للمرة الأولى في معرض دبي العالمي للقوارب، والوكيل لقوارب “مومبا” و”سوبرا” الخاصة برياضات التزلج على الماء، إنها حققت بالفعل عائدات كبيرة على الاستثمار في المعرض.
وأوضح جيك برودي-ستيدمان، المدير العام للشركة، أنه بات لدى شركته أكثر من خمسة طلبيات شبه مؤكدة من مشترين متنوعين للقوارب الخاصة برياضات التزلج على الماء، والتي تتراوح قيمتها بين 200 ألف و400 ألف درهم، وقال: “وجدنا اهتماماً بقواربنا من مقيمين يعيشون مع أسرهم في المنطقة ويرغبون بأن يشارك أطفالهم في الرياضات المائية، كذلك لمسنا اهتماما كبيرا من مواطنين خليجيين بالمشاركة في أنشطة التزلج على الماء”.
وتوقع برودي-ستيدمان تحقيق عائدات لا تقل عن مليوني درهم في ختام المعرض، والمزيد من العائدات المرتقبة عقب انتهائه، وأضاف: “نعمل كذلك على الصعيد التجاري لإبرام اتفاقات توزيع في دول مجلس التعاون الخليجي، يمكننا بموجبها البدء في استيراد القوارب إليها، وهذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا معرض دبي العالمي للقوارب”.
من جانبها، أعلنت شركة “إم تي إم باور سبورتس”، الموزع لدراجات “سي دو” المائية ودراجات “كان-آم” الصحراوية، أنها باعت أكثر من 12 دراجة “سي دو” واثنين من القوارب النفاثة الوحيدة المبنية في الشرق الأوسط والتي تبلغ قيمة الواحد منها 840 ألف درهم، بحسب المدير التجاري للشركة باسم وظافي، الذي قال: “أصبحت الرياضات المائية أكثر شعبية في المنطقة، وقد رأينا انعكاس هذه الشعبية على زيادة مبيعات الدراجات المائية والقوارب كل عام، ونحن نعتبر أن معرض دبي العالمي للقوارب هو أفضل وسيلة نتمكن من خلالها من عرض تشكيلة منتجاتنا أمام المشترين المحليين والإقليميين والدوليين الباحثين عما هو أكثر من قارب كبير أو يخت”.
صيد الأسماك والإبحار الشراعي والرياضات المائية تحقق مبيعات جيدة
وعلى صعيد آخر، أفاد عارضون مشاركون في أقسام صيد الأسماك والإبحار الشراعي والرياضات المائية، التي تقام لأول مرة في معرض دبي العالمي للقوارب هذا العام، بتحقيق مبيعات جيدة على مدى أيام الحدث.
وقالت ستيرين بورغس، المالك والرئيس التنفيذي لشركة “سي يو”، المختصة بالمعدات غير الآلية للرياضات المائية، إن قوارب الكاياك كانت الأكثر رواجاً في المبيعات، موضحة أن الشركة باعت أربعة قوارب في اليوم الأول من الحدث ومضت في بيع المزيد منها كل يوم، وأضافت: “كانت عائدات مشاركتنا هذا العام رائعة وسوف نشارك بالتأكيد في معرض العام المقبل”.
من جانبه، أفاد هاني دحلان، المدير التنفيذي لمجموعة دار التواصل، بأن شركته، الموزعة لمراكب “سي بريتشر” الفريدة، باعت أكثر من 30 من هذه المراكب في الأيام الثلاثة الأولى للمعرض، مع توقعات ببيع المزيد بحلول نهاية الحدث، وقال: “حظينا بعملاء مهمين من المواطنين والمقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي، وحتى من السياح، ممن يزورون المعرض ويطّلعون على تشكيلة القوارب والمنتجات الملاحية التي نعرضها ويسارعون بالشراء، ما جعل مشاركتنا ناجحة بامتياز”.
ويواصل معرض دبي العالمي للقوارب، الذي شاركت به أكثر من 800 شركة وعلامة تجارية عارضة من 54 بلداً، وعُرض فيه 430 يختاً وقارباً، وزاره ما يزيد على 26 ألف شخص، ريادته كأهمّ منصة للمبيعات بقطاع الملاحة الترفيهية في الشرق الأوسط. وشهد الحدث هذا العام عدداً من عمليات التدشين على المستويين العالمي والإقليمي، وإقامة أنشطة وفعاليات متنوعة، وعقد صفقات وإبرام اتفاقيات على جميع الصُعد.
