فن
مشاركات سعودية في مهرجان أفلام السعودية تتخطي المحلية
الدمام- عبودة البرغوثي:
لليوم الثالث على التوالي استمرت عروض الأفلام القصيرة ضمن مهرجان أفلام السعودية في دورته الثانية، حيث لاقت إقبالا جماهيريا حاشدا في مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام التي شهدت عرض 24 فيلما، استطاع صناع الأفلام من خلالها إبهار الجمهور بأعمال إبداعية ترسخ في الذاكرة.
قسمت العروض على أربع مجموعات حيث عرض في المجموعة الأولى فيلم “حلم” للمخرج حيدر الناصر تناول من خلاله مشكلة مجموعة فضّلوا العيش اعتمادا على الاستجداء وتكفف الناس على البحث عن عمل يوفر لهم ما يحلمون به، أما المخرج عبدالرحمن العايل قدم “غزو” وهو لمجموعة شباب يحاولون الذهاب من جنوب الرياض إلى شمالها، وتم عرض فيلم “الفيلم الكذبي” للمخرج فيصل المهيدلي وهو يعرض قصة رئيس عصابة يأمر معاونه بقتل أحد أفراد عصابته الذي ثبتت عليه خيانته لهم، ولكن تجري الأحداث على عكس ذلك حيث ينتهي الحال بمقتل رئيس العصابة نفسه على يد معاونه، و فيلم “ألبوم صور” للمخرج ماجد عزي يبيّن فيه أنه بإمكان الذكريات الجميلة أن تمحي خلافا قائما بين زوج و زوجته كاد أن ينهي حياتهم الزوجية، وفيلم “سوق القيصرية” للمخرج سعيد الرمضان عن سوق القيصرية الذي يعد أحد أشهر الأسواق في مدينة الأحساء محاولا إيصال فكرة عامة عن السوق ليكون بمثابة دعوة للمشاهد لزيارة السوق، وفيلم “حجر” للمخرج أحمد البن حمضه عن رجل يعيش حياة نمطية ويدور كل شيء من حوله برتابة حيث الاعتياد سمة تغلب على لياليه و أيامه ما يثير التساؤل حول حياته ووجوده، وفيلم “ابن البلد” للمخرج أحمد النعيم ويحكي معاناة شاب سعودي يفتقد هويته الحقيقة، وفيلم “ما وراء الطبيعة” للمخرج أيمن النقيب ويدور حول شابان ينجرفان في نقاش حول أسباب وجودهما دون أن يريا الحقيقة التي تختبئ أمام أعينهما، وفيلم “لماذا؟” للمخرج محمد عبيدالله حول طالب جامعي يمر بحالة نفسية يتخيل فيها أنه يرتكب جريمة قتل لأستاذه في الجامعة، وفيلم “ثلج في الصيف” للمخرج أيمن خوجة الذي يتحدث عن طالب مبتعث في الولايات المتحدة الأمريكية ضعيف الشخصية بسبب قسوة والديه عليه منذ الصغر، ولا يعرف هل يتحدى العرف ويتزوج من زميلته التي أحب الارتباط بها أم يخضع لسلطة والديه ويعود لبلده للزواج من فتاة اختاراها والديه للزواج منها.
وفي المجموعة الثانية تم عرض فيلم “رواحل” للمخرج أسامة الخريجي وهو فيلم وثائقي عن حياة وإنجازات الطلاب السعوديين المبتعثين في أفضل عشر جامعات في أمريكا، ويظهر نماذج واقعية للمراتب العليا التي حققوها، وفيلم “سؤال” للمخرج سلطان المطيري عن قصة حفل تخرج لطالب مبتعث، وفيلم “إنسولين” للمخرج عبدالرحمن صندقجي وهو وثائقي يحكي معاناة طفلة مع مرض السكري وكيف تعيش حياتها بين البيت والمدرسة، ويوصل رسالة من خلاله عن خطورة مرض السكري، وفيلم “سر نفق الربع الخالي” للمخرج محمد الملا وتدور أحداثه حول فريق يحاول فك لغز غامض تشكّله أغطية معدنية ضخمة منتشرة في صحراء الربع الخالي يعتقد أنها تعود لنفق يشق صحراء الربع الخالي إلى الإمارات العربية المتحدة.
أما المجموعة الثالثة فتضمنت فيلم “عطوى” للمخرج عبدالعزيز الشلاحي يتحدث عن شاب يشق طريقه خلال الصحراء فيستوقفه رجل مسن يقف على قارعة الطريق، فيعرض الشاب عليه المساعدة ليكتشف فيما بعد أن المسن لم يكن سوى شخص من نسج خياله، و فيلم “صفر” للمخرج علي الشويفعي، ويحكي قصة صامتة لشابين يعانيان من قصور عقلي الأمر الذي يعرضهم لسخرية المجتمع بينما يجمعهما تعاطف عفوي ناتج عن الفطرة، وفيلم “الحمال” للمخرج محمد الشاهين وهو عن حياة رجل مغترب يعمل بمهنة حمّال في أحد أسواق الخليج، تمر به عدة ظروف في اليوم الواحد إلا أنه يمسي سعيداً نهاية كل يوم، وفيلم “انتقام أب” للمخرج طارق الرويلي لأب ينتقم من ممرضة تسببت في موت زوجته وطفلته، أثناء محاولتها الهرب تدخل في حوار مع فتاة صغيرة لترى الأشياء على غير ما تظن، وفيلم “جراثيم” للمخرج خالد الصقر عن رجل مهووس بالنظافة يفقد المعقم الذي يلازمه ويبدأ في البحث عنه ليضطر في النهاية البحث عنه في كيس قمامة.
فيم استعرضت المجموعة الرابعة، فيلم “بصيرة” للمخرج المهند الكدم و تقع أحداث الفيلم عن المستقبل للعام ٢٠٣٤ عندما تتطور التقنية و يصبح بالإمكان علاج أي مرض عن طريق زراعة شريحة إلكترونية في الجسم ، سارة تعيش مع زوجها جون خارج المدينة الفاضلة “ وينتر سيتي “ بسبب فقدان بصره و تقرر أن تجبره على إجراء عملية استعادة البصر بطريقة غير نظامية ليأتي دور سارة التي تعيش مع زوجها جون خارج المدينة الفاضلة “ وينتر سيتي “ بسبب فقدان بصره و تقرر أن تجبره على إجراء عملية استعادة البصر بالطريقة نفسها، وفيلم “دوامة” للمخرج علي الضيف وهو يصور حي شعبي تحدث فيه جريمة غامضة تجعل ساكنيه يعيشون في دوامة، وفيم “كاميرا من الماضي” للمخرج محمد الملا وهو عن وصي أبو خليفة وهو على فراش الموت ابنه بمقابلة رجل يحمل أمانة استودعها عنده، وفيلم “قابر” للمخرج مفيد المهنا وهو يصوّر حياة شخص اسمه قابر يعيش وحيداً مع والده، ويعاني من صعوبة التأقلم مع أقرانه بسبب عمل والده الذي لا يناسبه، متطلعاً لحياة جديدة، و فيلم “كيس بلاستيك” للمخرجة ليان الميمان وهو عن رحلة قصيرة لكيس تتقاذفها الرياح.
وقد تكونت بعض الملاحظات لدى الجمهور حول الأفلام المعروضة من بينها أنها عرّفتهم على مواهب في التمثيل لم تكن معروفة لديهم من قبل، ورأوا أنه من غير المنصف أن يتم التركيز على الجودة والتقنية وإغفال دور الممثلين في النهوض بمستوى الفيلم، بينما ذهب البعض إلى انتقاد ما عبروا عنه بـ(المبالغات) التي حدثت في بعض الأفلام وتساءلوا حول مدى مطابقتها للواقع.
وعلى الصعيد نفسه عبرت الفنانة ليلى سلمان عن سعادتها بحضور العروض، وأبدت تفاؤلها بمخرجات المهرجان، متمنية أن لا تطول رحلة وصول صناع الأفلام السعوديين إلى مستويات تتعدى المحلية من حيث المشاركات وحصد الجوائز.