جار الله التميمي .. صاحب الكاريزما و رجل المبادرات في الستينات (1-2)
بقلم – خميس بن عبدالرحمن الهزيم:
جار الله بن محمد التميمي أحد أبناءعائلة التميمي المنحدرة من عنيزة بالقصيم والذي نشأ وتربى في مدينة الخبر,يعد أحد أبنائها المتميزين والبارزين في الستينات من القرن الماضي، إنه أحد المثقفين الحاصلين على شهادة من كلية فيكتوريا بالإسكندرية وهي من أقدم الكليات المعروفة والمشهورة،
يتميز باطلاعه الواسع ولغته الإنجليزية المتميزة، وقد دفعه حبه وعشقه المتجذر للخبر وأبنائها الى بذل الكثير من الجهد والوقت للمساهمة بدور فاعل كناشط اجتماعي وثقافي ورياضي في العصر الذهبي لمدينة الخبرفي بداية الستينات من القرن الماضي, في تلك الحقبة من الزمن حيث لم تكن الموارد المعرفية والمالية متوفرة كما هو الحال اليوم عندما شغل منصب الرجل الثاني لنادي الشعلة الرياضي بالخبر لعدة سنوات.
صاحب كاريزما، حيث كان له حضور وتأثيرعلى من حوله في المكان الذي يتواجد فيه، كما كانت له القدرة على قيادة وتوجيه المجموعة وإدخال السرور عليها بل كانت له القدرة على تحسين الأجواء والجلسات التي كان يشارك فيها، أذكر جيداً مبادراته الرياضية المتعددة للرفع والرقي بأداء النادي نتيجة خلفيته التعليمية وتمتعه بثقافة رياضية متميزة نظراً لاطلاعه وبحث هومتابعته المستمرة للرياضة العالمية وأحداثها في ذلك الوقت.
رجل المبادرة وتحمل المسؤولية له دور فاعل في توجيه ومساندة الاخرين من أبناء النادي سواءًفي مسيرتهم الدراسيةأو العملية او غيرها من جيل الستينات وخصوصاً أبناء الخبر الجنوبية،
أحبه الصغير واحترمه الكبير وتأثر به العديد من الشباب لأنه كما ذكرت صاحب كاريزما،وصاحب مبادرات إيجابية نحو الاخرين وخاصةعندما شغل منصب السكرتير العام (نائب الرئيس) لفريق الشعلة في الخبرفيمجلس الإدارة التي ضمت الى جانب الرئيس علي بن محمد البلوشيوعبد الرحيمالحسنومحمد الحبيب وناصر الداود وناصرحميض يرحمهماالله،
كان لجار الله التميمي تأثير واضح في مسيرة النادي المتميزة مقارنة بالأندية الأخرى في المنطقة وربما المناطق الأخرى حيث كان سعيه واضحاً نحوالتغيير والتجديد والخروج عن المألوف،فلم يكن نهج النادي التركيز على لعبة كرة القدم فقط بل إن الاهتمام شمل الجانب الاجتماعي الذي كان شغله الشاغل ,أذكر جيداً كيف كنا نحرص على التواجد في النادي صباح كل جمعة , كنا نمشي حتى في أيام الصيف من الخبر الجنوبية (الصبيخة)الى شمال الخبر حيث مقر النادي من اجل الجلسة الودية (الاجتماعية )الأسبوعية التي تضم رئيس النادي المميز السيد علي البلوشي وسكرتير النادي صاحب القلم المبدع محمد الحبيب ومجموعة من اللاعبين والمشجعين المحبين للنادي يتبادلون أطراف الحديث يتناقشون ويضحكون ويمارسون بعض الألعاب مثل تنس الطاولة والكيرم وغيرها , لازلت أتذكر خادم القوم وسيدهم بقهوته المنعشة أبو جورجراشد بن عبدالله ابن الخبر المتيم في حب نادي الشعلة ومن ثم القادسية في ذلك المجلس الأسبوعي الرحب الذي لم يعد له وجود في أروقة الأندية هذه الأيام.
اذكر جيداً الأسماء من أبناء الشعلة الذين كانوا يحرصون على الالتقاء والتواجد في ذلك المجلس يتقدمهم رئيس النادي آن ذاك الأستاذ على البلوشي الذي لا يزال يلعب دوراً اجتماعيا في التواصل مع الرياضيين القدامى.
ومن الأسماء التي لاتزال عالقة في ذهني وأكن لهم كل الود والاحترام:
_احمد بن سعد النصار اللاعب الأنيق والخلوق الذيدرس في أمريكا وشغل فيمابعد منصباً رفيعاً في شركة أرامكو السعوديةولفترة طويلة من الزمن.
-الدكتور إبراهيم بن عبد الله المطرف،الذي أصبح فيما بعد أستاذاً في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كما تقلد عدة مناصب قيادية أخرى فيما بعد.
_ الدكتور صالح بن جاسم الدوسري الذي أصبح مديراً عاماً للتعليم في المنطقة الشرقية، ثم عضواً في مجلس الشورى.
_ المهندس خالد الزامل الذي أصبح رئيس مجلس إدارة شركات الزامل في المملكة،
-المهندس عامر السليم، الذي تقلد منصب المدير التنفيذي للخدمات الصناعية في شركة ارامكوالسعودية.
-المهندس احمد البسام رحمه الله الذي أصبح مديراً عاماً لمصلحة المياه في المنطقة الشرقية.
– الأستاذ عوض النوبي الذي تولى منصب مدير عام الشؤون الإداريةفي بترومينللتسويقبالظهران.
-عبد الله بن محمد جاسم (المعروف بالشؤون)الذي احترف اللعب في نادي النصر في الرياض لفترة من الزمن كما تقلد فيما بعد منصب مدير منتخب الناشئين على مستوى المملكة.
-ناصر عيد اول هداف في الدوري السعودي، وصالح المسعري الذي أصبح ضابطاً في القوات الحربية السعودية بعد تخرجه من الكلية الحربيةبالرياض، وعبدالعزيز المقيطيب الذي اصبح مهندساً وشغل منصب رئيس مصنع سافكو ,وعبد الرحمن باخشب الذي انتقل الى قطر
مدرباً لأحدالفرق المعروفةهناك.وخالد ضيف المدني الذي اصبح طياراًحربياً,
وعلي عبدالرحمن الملا الذي أصبح كابتن طيار في الخطوط السعودية، وعبدالمحسن الشبلالذي عمل في أرامكو بعد حصوله على شهادة الماجستير من أمريكا .
-سعيدجلال وعبد الرحمن بشير وفهد البسام، وسالم الماص وراشد الحوطي والأخوين سالم ومحمد زايد -إبراهيم المريخي،وغيرهم الكثير ممن لا تحضرني أسماءهم الآن مع الأسف واعتذر منهم،لكنهم حتماً جميعاً شاركوا بشكل أو بآخر في خدمة هذا الوطن المعطاء وكانوا يلعبون في فريق واحد وعلى ملعب رملي عادي مزروع بالمحبة والبساطة والتآلف وهو فريق الشعلة بالخبر.
تخيل عزيزي القارئ هذه الأسماء قبل أكثر من خمسين سنة عندما كانوا في عمر الزهور، ومع مرور الزمن وبتوفيق من الله ثم تأثرهم بمن حولهم في بيئتهم الرياضية والإجتماعية فكان حصاد ذلك أن تقلدوا مناصب متميزة في الدولة وفي شركة أرامكو السعودية وغيرها، هل كان الأمر بمحض الصدفة أم أن تأثير مجتمع النادي الذي كان يضم نخبة متميزة من حيث الخلفية العلمية والاجتماعية ذات التوجه الإيجابي (AttitudePositive) نحو الآخرين أمثال جارالله التميمي وعبد الله جمعه وعلي البلوشي ومحمد الحبيب وعبدالمحسن المشيقح وأبناء البسام والزامل وغيرهم.
وفي الحلقة القادمة نواصل سرد تأثير هؤلاء جميعا في مجتمعهم حيث كانوا جميعهم رواد في مجالاتهم وساهموا مساهمة بناءة وفاعلة في مسيرة الوطن