سالم الحجوري .. سعودي جمع 100 ألف قطعة أثرية على مدار 30 عاما
ينبع – سويفت نيوز:
نجح السعودي سالم الحجوري بجمع أكثر من 100 ألف قطعة تراثية والاحتفاظ بهاعلى مدار30 عاما حتى أنشأ متحفاً خاصاً في منزله بمحافظة ينبع التابعة لمنطقة المدينة المنورة.
وأوضح سالم الحجوري : “أسست المتحف واستطعت الحصول على رخصة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عام 1429 هجرية، حتى أصبح المتحف معلماً مهماً من معالم ينبع السياحية”.
وأضاف أن “هذه الهواية أخذت مني الكثير من المال والجهد حتى تمكنت من بناء هذا الصرح الكبير كمتحف خاص، والذي أعمل على تطويره بشكل مستمر”، لافتاً إلى أنه “في السنوات الأخيرة كان المتحف يتطور باستمرار، حتى أصبح مزاراً تراثياً فخماً يرتاده العديد من الزوار والمهتمين من محبي التراث وعشاقه من ينبع والسعودية ومختلف دول العالم”.
5 أقسام
واستطرد الحجوري الحديث قائلاً: “المتحف يضم أكثر من 100 ألف قطعة تراثية، ويضم 5 أقسام رئيسية هي المتحف التراثي ومتحف العملات والمتحف البحري، إلى جانب متحف لقاء رضوى ومتحف درب الحاج”، مؤكداً أن “جميعها تنطوي تحت اسم رضوى الجبل العظيم الشامخ بمحافظة ينبع”.
كذلك أشار إلى أن “الزائر يجد في أقسام المتحف المتنوعة العديد من المقتنيات الجميلة والرائعة، التي تمثل الحياة الاجتماعية في منطقة الحجاز وينبع بصفة خاصة، والسعودية بصفة عامة في سنين مضت”.
مرحلة مهمة من تاريخ السعودية
وأضاف: “المتحف يوثق مرحلة مهمة من تاريخ السعودية، خاصة فيما يتعلق بالمواقع الجغرافية والتاريخية التي تقع ضمن محافظة ينبع، مثل طريق الحاج شمال ينبع، حيث تجد الدنانيير الذهبية والفضية والدراهم والأفلاس، وبقايا ما تركه الحجيج في طريقهم لبيت الله الحرام”.
كما تابع: “يحتفظ المتحف أيضاً بين جنباته تفاصيل مهمة عن لقاء الملك عبد العزيز والملك فاروق رحمهما الله في سفح رضوى في 10 صفر 1364 هجرية”، قائلاً إن “هذه الزيارة صدر عنها فكرة جمع العرب في مكان واحد هو الجامعة العربية، وجرت مشاورات تأسيسها في اجتماع شهير بسفح رضوى شمال ينبع عام 1945م”، لافتاً إلى أن “وثائق متحف رضوى النادرة والتاريخية تؤكدها أيضاً”.
المتحف البحري
إلى ذلك أوضح الحجوري إلى أنه “في قسم آخر من المتحف، يوجد المتحف البحري الذي يضم كائنات بحرية محنطة من البحر الأحمر، مثل القروش المفترسة والمختلفة والسلاحف وبيضها والأسماك المختلفة والدلافين المحنطة وعروس البحر الشهيرة، والأدوات البحرية، ومقهى البحارة وبيت النوخذة”.
وقال إن “المتحف البحري يتيح للزائر التعرف على تجارة اللؤلؤ وأدواتها والوثائق البحرية القديمة للتجارة البينية بين ينبع والموانئ الأخرى على البحر الأحمر، مثل السويس وعدن وبور سودان والحديدة، حيث كانت تجارة الفحم والبطيخ والتمور والحناء وغيرها، رائدة في تلك الأيام وتمثل أهم الصادرات التي تحظى بطلب متزايد في دول الجوار”.
كما يضم المتحف المراكب المختلفة ووسائل الصيد وحبال السفن الشراعية وأبواب الوكالات البحرية ونماذج للسفن المختلفة والأدوات البحرية المساعدة التي كان البحارة القدماء يستخدمونها.
الذهب والفضة
أما في القسم التراثي، فذكر الحجوري أن “الزائر يجد الحلي من الذهب والفضة الذي كانت تستخدمه النساء إلى جانب أدوات الصائغ وميزانه. كما يضم القسم الأسلحة القديمة بأنواعها من بنادق وسيوف وخناجر ولوازم الحروب القديمة من عتاد حربي قديم ودروع.
وأضاف أنه “توجد أيضاً أدوات الأكل والشرب والملابس الشعبية، وكتب التراث والصحف والمخطوطات، فضلاً عن الحارة القديمة بكل تفاصيلها، والمهن الرائجة في ذلك الوقت، عبر دكاكينها كالنجار والفوال والمزين (الحلاق) والخياط والمصوراتي، والقطان وبائع الكتب والعطار والصائغ، وقسم خاص للملابس القديمة والبئر القديمة والفخار بأنواعه والحلي والمجوهرات والنحاس، وأدوات المطبخ ولوحات السيارات القديمة وأجهزة الاتصال كالتلفونات والمبرقات، والوثائق مثل جوازات السفر ورخص القيادة”.
كذلك يحتوي المتحف على الأجهزة الصوتية والأسطوانات القديمة للمطربين الشعبيين من ينبع وغيرها. كما توجد غرفة العروس وملابسها وعطورها، وكل تفاصيل الحياة اليومية في البيت الحجازي. وهناك أيضاً المقهى الشعبي التراثي الذي يحكي واقع الحياة الاجتماعية في ذلك الوقت، وكيف كانت المقاهي منتديات ثقافية رائعة في العديد من المدن السعودية، وفق الحجوري.
التاريخ النقدي للسعودية
ويجد الزائر لمتحف رضوى التاريخ النقدي للسعودية حاضراً منذ دخول الملك عبد العزيز رحمه الله إلى مكة المكرمة حتى يومنا الحاضر. كما يعرض النقود الذهبية والفضية التي تم تداولها في جزيرة العرب منذ قيام الحضارة الإسلامية، بحسب الحجوري. ويختص المتحف أيضاً في عرض نقود ذهبية وفضية وافلاس تعود للحجاج العابرين لطريق الحاج شمال ينبع.
كذلك يضم مكتبة ثقافية رائعة تحوي كتباً ذات قيمة عالية وصحفاً سعودية كالمدينة والندوة والبلاد وصوت الحجاز واليمامة وأم القرى وعرفات وحراء، وهي صحف متنوعة لأزمان مختلفة. كما يوجد عدداً من قطع السجاد اليدوي المتناثر في جنبات المتحف، بالإضافة إلى مركاز العمدة والتسجيلات القديمة لأشهر المطربين على أسطوانات من الحجر والبلاستيك، إلى جانب اقتناء عدد من السيارات ووسائل النقل كالدراجات.