فهد الزهراني .. رحالة سعودي طاف 52 دولة في 3 قارات
يواجه مجتمع الرحالة والمغامرين حول العالم حمولة ثقيلة من المنغصات في زمن الجائحة، لكن الرحالة السعودي فهد الزهراني يعتزم حالياً خوض مغامرة جديدة في زمن الجائحة، برحلة عبر دراجته النارية إلى كيب تاون عاصمة جنوب أفريقيا، معتبراً أن هذه الرحلة بمثابة تحدٍ كبير نتيجة الظروف والإجراءات الصحية التي تمر بها البلاد، حيث يصفها بأنها أصعب الدول المانحة لتأشيرة الدخول إلى أراضيها، لعدم وجود قنصليات وسفارات تمثلها في المملكة، من دون أن يخفي فهد فصول المعاناة في ممارسة هوايته التي يطوعها لتمثيل وطنه، وخدمة قضايا مجتمعية ومبادرات إنسانية تحمل في جوهرها قيم تسامح ونفحات ثقافة ورسائل سلام تخاطب وجدان الشعوب.
خاض فهد رحلات داخلية في المملكة على متن دراجته النارية، بهدف التعريف بجوهر معالمها وجمال أماكنها التاريخية ومواقع جذب تحمل كنوزاً تراثية وثقافية، وكشف في حديثها لـ “العربية.نت” عن مغامرة يعيشها كل شهر لاستكشاف جغرافيا المملكة وتوثيقها بالفيديو، ثم يشاركها للمتابعين على سوشيال ميديا، مشيراً إلى أنه طاف جميع مدن ومحافظات المملكة
قصص وتجارب كثيرة عاشها فهد فصولها أبرزها رحلات وظفها لخدمة مبادرات مجتمعية تطوعية مثل التبرع بالدم في عمان، وزيارة جمعية المكفوفين بالأردن، كما شارك الزهراني في حملة للتوعية بسرطان الثدي في دبي، وقام بزيارات لجمعيات الأيتام، ومصحات التوعية بأضرار التدخين والمخدرات، كما يحرص على المشاركة بفعاليات اليوم الوطني للمملكة كل عام، ويحرص على التطوع في العديد من مهرجانات الرياضة والسياحة والترفيه.
فهد خريج جامعي بمهنة معلم، طاف نحو 52 دولة منذ عام 2014، ويطمح إلى يمر بدراجته على دول العالم كله، فبعد رحلاته بدراجته النارية إلى الأردن ودول الخليج ومصر، وخاض مغامرات وصفها ” أغلى ذكريات العمر” التي صنعت شخصيته ومنحته قدرات خاصة للتكيف والتعايش في أقسى الظروف وأحلكها، فقد نجح في طواف 3 قارات حول العالم، هي إفريقيا وآسيا وأوروبا على متن دراجة نارية.
اعتبر فهد أن أصعب أيامه كانت في زمن الوباء، مشيراً إلى أن الجائحة ساهمت في تعطيل مشاريعه ورحلات كثيرة كان يعتزم القيام بها، نتيجة ما يتطلبه السفر من فحص pcr وتطعيم، وتحصيل جواز صحي لتجاوز رحلة التعافي التي يخوضها أكثر من 7 مليارات إنسان.
دول أوروبا بكاملها تمثل بالنسبة للزهراني قارة الإلهام، بوصفها حاضنة العجائب وموطن الطبيعة البكر، وقال فهد: “الممتع في رحلاتي إلى القارة العجوز أنها علمتني فن الحياة ومنحتني فرصة لاستكشافها بدراجتي النارية، فاستوقفني سحر إيطاليا، وأذهلتني طبيعة بولندا، وغمرتني التشيك بأجوائها الملحمية وعظمة تاريخها الشاهد على دراما الحرب العالمية الثانية، ووقفت مدهوشاً أمام طبيعة نابضة وجبال كثيفة بالخضار في دولة مونتينيغرو “الجبل الأسود”، أغرقتني بحيرات سويسرا التي تخطف الحواس، وعشت بهجة الثقافة والفنون أمام عراقة معالم النمسا الثقافية ومواقعها الأثرية.
أصعب تحدٍ خاضه فهد في ألبوم مغامراته المفتوح على العالم، يكمن في الدعم المادي والحصول على الفيزا ببعض الدول، كذلك صعوبات التنقل والجمارك، ويقول: “كل رحلة هي سيناريو متعة لا ينتهي، ولا تكتمل أي مغامرة من دون بعض المنغصات أو التحديات”. مؤكدا: “جميع البلدان التي زرتها كان لها أثر وجداني وإنساني انطبع في وعيي، ذلك أن كل مكان له ثقافته وتاريخه الغني”.
ويكمل: “يجذبني استكشاف طباع وسلوكيات العائلة في كل بلد، كذلك منهجهم وقيمهم في التفكير والتعليم، كما تشدني مظاهر الفرح في حياتهم وألوان الكفاح والمهن ونمط العيش وآفاق الأحلام والآمال وتوثبهم نحو المستقبل”.
لا تخلو أي رحلة أو مغامرة يخوضها فهد، من دون شعار مجتمعي أو رسالة أو مبادرة، فمثلًا رحلة 2016 كانت باسم “الإرهاب لا دين له”، والرسالة كانت تصحيح الصورة النمطية عن العرب والمسلمين، ويضيف: “لقد نجحت في التعبير عن أن المسلمين أمة مسالمة تحب الخير وتتميز بأنبل القيم والأخلاقيات الروحية، فليسوا متطرفين أو إرهابيين، وهو ما يتناغم مع رؤية حكومتنا الرشيدة التي تدعم الدول المنكوبة، عوضاً عن أن المملكة من أوائل الدول التي تحارب الإرهاب.
ليس ثمة جهة تمول رحلات فهد ومغامراته بالدراجة النارية، فكلها من جيبه الخاص، باستثناء رحلة 2017 التي دعمه فيها الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة،