لماذا تعاطفوا مع أسرة القصيبي !؟
بقلم – محمد البكر:
منذ اللحظة الأولى للإعلان عن توصل مجموعة القصيبي لتسوية تنهي القضايا المعلقة بينها وبين الدائنين والتي استمرت لسنوات ، تناقل أهل الخبر بشكل خاص والمنطقة بشكل عام هذا الخبر بشيء من الفرح والسرور كما لو كانت هذه القضية قضيتهم الخاصة . وقد تبادر لذهني سؤال رأيته يستحق الطرح ، باعتبار ما حدث ، لم يسبق أن سمعت عن مثله من قبل ، وهو : لماذا تعاطف الناس مع أسرة القصيبي !؟
لعل ما غردت به السيدة سماح القصيبي على حسابها في التويتر ، والتي أكدت في تلك التغريدة أن أسرتها غُمرت في الأيام الماضية بحب فاق حدود التصور وبكلمات حانية داعمة من جميع من يعرفونهم ومن لا يعرفون ، ما يؤكد أن هذه الأسرة حظيت بما لم تحظ به أسر عريقة كثيرة . ولهذا يبقى السؤال: لماذا هذا التعاطف مع القصيبي حتى من أولئك الذين لا تربطهم بهم أي علاقات !! .
يقول صديق طرحت عليه ذلك االسؤال .. ” أهل خير ، وأبوابهم وقلوبهم مفتوحة للفقراء والمحتاجين ، وكان لهم دور كبير ومؤثر في حياة ومسيرة عدد من رجال الأعمال في المنطقة” .
الناس لا تنسى من يعمل الخير ، من يساعد الضعفاء ، من يفتح بابه للناس ، من يساهم في فتح مكاتبه ومصانعه لأبناء البلد ، كي يعملوا ويسترزقوا . وهذا ما كانت تفعله تلك الأسرة العريقة . لقد زرعوا الخير ، وهم اليوم يحصدون ما زرعوا . إنه درس لجميع الناس غنيهم وفقيرهم ، يتعلمون منه بأن من زرع حصد ، وأن الناس شهداء الله في أرضه .
أسرة القصيبي ومنذ أن كنا أطفالاً في الخبر الشمالية ، نعرف مكانتهم ومواقفهم ، كما نعرف الكثير من قوائم الفقراء الذين كانوا يعيشون بمساعدة هذه الأسرة ، في الوقت الذي لم يكن فيه إعلام ، أو منصات للتواصل الاجتماعي كما هي عليه الآن . أي أن الأعمام من أسرة القصيبي رحمهم الله ، لم يكن يهمهم أن يعلم الناس ماذا يقدمون لأولئك الضعفاء ، بقدر ما يهمهم إسعاد الآخرين لوجه الله .
لقد عاش الكثير من شباب الخبر مع أبناء القصيبي دون أن يشعروا لحظة بالفوارق المادية بينهم ، فكما كان الآباء متواضعون ، كان الأبناء كذلك .
لعلني أوردت ما رأيته وما تذكرته منذ طفولتنا وحتى هذه اللحظة . ولكم تحياتي