كيف تحول الرياح الموسمية شبه القارة الهندية من أرض قاحلة إلى فيضانات خلال فصل الصيف؟
الهند-سويفت نيوز:
تتأثر شبه القارة الهندية بفيضانات موسمية تزامناً مع بداية فصل الصيف ناتجة عن هبوب رياح جنوبية غربية رطبة أو ما تُعرف برياح المونسون، تجلب هذه الرياح الأمطار الغزيرة التي تعمّل على تشكل السيول والفيضانات في العديد من المناطق، كما تُشكّل هذه الأمطار معظم الهطول المطري خلال العام كاملاً على الهند، إذ تتميز الهند بمناخ استوائي الأمر الذي يعني سيادة شتاء جاف تماماً نظراً لهبوب رياح شمالية شرقية باردة وجافة خلال فصل الشتاء
أسباب هبوب الرياح الموسمية نحو الهند
تزامناً مع بداية فصل الصيف، يتزايد تأثير الاشعاع الشمسي بأنواعه المختلفة على الهند، فتكتسب صحراء الهند الكبرى حرارة عالية خلال الصيف بخلاف مياه المحيط الهندي التي تبقى أبرد بشكلٍ واضح، الأمر الذي يُسبب انخفاض كثافة الهواء فوق الصحراء الهندية وبالتالي تشكل مناطق ذات ضغط جوي منخفض، لتندفع على إثره رياح جنوبية الى جنوبية غربية محملة بكميات كبيرة من الرطوبة، وسرعان ما تصل هذه الرياح الرطبة الى السواحل الهندية حتى تبدأ بالتكاثف وتكون سحب رعدية ماطرة تتعمق بين حينٍ وأخر نحو المناطق الداخلية
علاوةً على ذلك، ونتيجة لتقابل الرياح التجارية من نصفي الكرة الشمالي والجنوبي، يتقدم الفاصل المداري ITCZ)) خلال فصل الصيف نحو عُمق شبه القارة الهندية، ليُساهم في تعزيز مركز الضغط الجوي المنخفض، وازدياد تدفق التيارات الاستوائية الدافئة والمُحملة بكميات كبيرة من الرطوبة، لتزداد وتيرة الأمطار الغزيرة لتشمل مُعظم أجزاء الهند، حيثُ يبلغ ذروة تعمق الفاصل المداري خلال شهر أغسطس/آب من كل عام
وتستقبل بعض المناطق هطولات مطرية غزيرة تتجاوز حاجز 2000 ملم لاسيما المناطق الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي، تلك المُحاذية لجبال غاتس وجبال الهيمالايا، نتيجة التقاء الرياح الموسمية مع الرياح الدافئة القادمة من السلاسل الجبلية، لتتكاثف السحب الركامية والتي تؤدي الى هطولات مطرية كبيرة لتتشكل الفيضانات والسيول في تلك المناطق
العوامل المؤثرة في قوة الرياح الموسمية
يُعدّ المرتفع الجوي الواقع جنوب شرق القارة الأفريقية هو مصدر هبوب الرياح الموسمية، إذ أن مدى تعمق هذا المرتفع الجوي عاملاً مهماً يحدد شدة الرياح الموسمية القادمة إلى الهند، إذ كُلما ارتفع الضغط الجوي في تلك المنطقة يؤدي ذلك إلى زيادة وتيرة هبوب الرياح الموسمية
ومن جهةٍ أخرى، يتزايد هطول الأمطار الموسمية بالتزامن مع إيجابية في معامل ثنائية القطب الهندي (+IOD) حيث تصبح مياه غرب المحيط الهندي أكثر دفئًا بالتزامن مع برودة أكبر في الجزء الشرقي من المحيط الهندي، الأمر الذي يؤدي إلى تزايد كميات الرطوبة وبخار الماء في الأجواء واندفاعها الى داخل شبه القارة الهندية، لتزيد كميات هطول الأمطار الموسمية بالإضافة إلى زيادة نشاط أيام الرياح الموسمية
تأثير الرياح الموسمية على الجزيرة العربية
تتدفق الرياح الموسمية من مناطق الضغط المرتفع الواقعة في جنوب شرق القارة الافريقية نحو المحيط الهندي، إلا انها تنكسر بالاتجاه الشمال الشرقي نحو الهند نظراً لتأثير كوريوليس الناجم عن دوران الأرض، ولكن مع اندفاع الفاصل المداري نحو جنوب الجزيرة العربية لاسيما خلال شهري يوليو وأغسطس تتوغل الرياح الموسمية بشدة تختلف من موسم لآخر لتؤثر على مرتفعات غرب الجزيرة العربية وجبال الحجر، حيث تزداد قيم الحمل الحراري وتتشكل السحب الركامية وتهطل زخات رعدية من الأمطار في تلك المناطق
الجدير بالذكر أن العديد من الباحثين يعتقدون أن كلمة مونسون مشتقة من الكلمة العربية “موسم”، إذ تم استخدامها لأول مرة من قبل الملاحين العرب لوصف الرياح الموسمية لبحر العرب