أحاديث حظرٍ معقّمة (133)
بقلم – عدنان صعيدي
لم تكن الإذاعة السعودية عند تأسيسها وفي كل مراحل تطورها وحتى اللحظة قادرة على تخصيص مذيعين لجوانب مختصة من العمل الإذاعي ( الصحة، السياسة، الاقتصاد، الاجتماع، الحروب والكوارث ….الخ. )، والسبب هو أن الإذاعة لا تملك جهازاً ادارياً ولا فنياً (معهداً) للتدريب الإذاعي والتلفزيوني. فالمعهد هو الجهة المختصة بالتدريب المهني العام وأيضا تخصيص دورات للتخصص في أي مجال تحتاجه الإذاعة والتلفزيون، وقد طالبنا بذلك كثيراً ومازلنا نجدد المطالبة مع كل مرحلة تطويرية او تولي وزير جديد لوزارة الإعلام او رئيس لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وحتى مستقبلاً لن يكون من بين مذيعي العمل الإذاعي والتلفزيوني مذيع متخصص في مجال ما الا باجتهاده الشخصي وليس بقدرة الإذاعة وادارتها .
المذيع الملتحق بالعمل الإذاعي سابقاً وحالياً ومستقبلاً ــ إن لم تغير الأجهزة المعنية استراتيجية عملها ــ يتدرب فقط على مهنة المذيع بشكل عام في الأداء وتنفيذ الفترات وقراءة الأخبار وتقديم البرامج وأحياناً النقل الخارجي وفق أسلوب تقليدي هو عبارة عن روتين إداري فني ليس اكثر، والمحظوظ من المذيعين من يتقبله احد السابقين في المهنة ويقوم بتبنيه وتوجيهه .
المذيع الملتحق بالعمل الإذاعي والتلفزيوني وفق نظام الخدمة المدنية يعامل معاملة أي موظف ويخضع لكل الأنظمة دون تمييز لمهنته ولا قدرته ولا تميزه وبالتالي فإن حضوره وانتظامه في العمل هو الفيصل لاستحقاقه المردود المالي والإداري في الترقية وفي المحاسبة وتقاعده عند بلوغه السن المحددة للتقاعد، ولم تعمل الإذاعة منذ تأسيسها وحتى اللحظة على استحداث نظام خاص بالمهنة كالأطباء او المعلمين بل لم تراع حتى داخل اروقتها بصلاحية مسؤوليها أن تجعل للمهنة تميزها إلا في حالات نادرة يعود تحقيقها لوعي مسؤول مميز . . يتبع .
جدة / الخميس 17 يونيو2021 م ــ 7 ذو القعدة 1442هـ .ِ