هل كان من الممكن تجنب حدوث الموجة الغبارية التي عطلت الحياة في الكويت؟
الكويت-سويفت نيوز:
ضربت عاصفة رملية وموجة غبارية كثيفة دولة الكويت يوم الأحد (13 يونيو) مترافقة مع رياح وصلت سرعتها إلى 93 كيلومتراً في الساعة، وبلغت بعض هباتها 109 كيلومترات في الساعة، مما أدى إلى انخفاض مستوى الرؤية الأفقية إلى (الصفر) في بعض المناطق، وتوقفت الحركة في الشوارع والمؤسسات، وشهدت الطرقات وقوع عدة حوادث
وقد أظهرت بعض مقاطع الفيديو تغطية الرمال للطرقات وتحوّل السماء نهاراً إلى ليل. كما أعلنت مؤسسة الموانئ الكويتية، توقف حركة الملاحة البحرية مؤقتاً في موانئ الشويخ والشعيبة والدوحة، بسبب العاصفة الرملية
سبب العاصفة الرملية والغبار الكثيف
تشكلت موجة الغبار أمس الأحد، في الأجزاء الجنوبية من العراق، بسبب نشاط كبير لرياح “البوارح” المثيرة للرمال والأتربة، ورياح “البوارح” هي رياح شمالية غربية شديدة الجفاف، تثير الغبار والأتربة، وتصل سرعة الرياح فيها أحياناً إلى أكثر من 55 كيلومتراً في الساعة، وقد تؤدي إلى تشكل العواصف الرملية في الحالات الشديدة
وتنشأ رياح البوارح بسبب ارتفاع الضغط الجوي السطحي على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وانخفاضه الشديد فوق شرقي الجزيرة العربية وصحراء الربع الخالي، مما اسهم في اندفاع الرياح من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، مع إثارة الغبار والعواصف الرملية
وبعد أن تشكلت الموجة الغبارية في الأجزاء الجنوبية من العراق، تحركت نحو الكويت والأجزاء الشمالية الشرقية من السعودية لتتمركز على مشارف الأجزاء الشمالية من الرياض
سبب تكرار العواصف الرملية على المنطقة العربية
تغطي الصحاري 90% من مساحة الوطن العربي، وهذا يجعلنا أكثر مناطق العالم عرضة للعواصف الرملية بشكل متكرر، بالاضافة لذلك تتعرض المنطقة العربية لرياح سواءً موسمية او بسبب ظاهرة جوية كالعواصف الرعدية والجبهات الباردة والتي بدورها تُنشئ العواصف الرملية
ومن بين هذه الرياح الموسمية المسببة للعواصف الرملية هي رياح البوارح التي تهب من العراق نحو الخليج العربي وشرق الجزيرة العربية خلال فصل الصيف والتي تنشأ كنتيجة لاختلاف قيم الضغط الجوي بين المنخفض فوق الخليج العربي والمرتفع فوق بلاد الشام، وما بينهما ينشئ رواق هوائي تهب عبره رياح شمالية غربية قوية احيانا
هل كان من الممكن تجنب حدوث الموجة الغبارية التي عطلت الحياة في الكويت؟
بما أن رياح البوارح تهب في منطقة محددة فيمككنا تحديد مصدر الغبار الذي يتطاير مع الرياح ويشكل العواصف الرملية، وبالتالي يمكننا تخفيف تبعات هذه العواصف الرملية باضعاف مسبباتها قبل نشوئها وذلك من خلال تشجير المناطق التي تصدر الغبار
وغالباً ما تكون مصادر الغبار والعواصف الرملية المرافقة لرياح البوارح من الاراضي الصحراوية جنوب العراق والكويت، ويمكننا تخفيف كمية الغبار المتطاير من هذه المناطق بتغطيتها بالاشجار والنباتات المناسبة للنمو في المناخ الصحراوي الجاف والمُقاوِمة للرياح القوية
(صورة من الأقمار الصناعية بتاريخ 13 يونيو 2021 ، تظهر مصدر الغبار – المشار له بالدوائر – خلال العاصفة الرملية، لو كانت هذه المناطق مزروعة بالأشجار لما تشكلت العاصفة الغبارية)
دور الأشجار في الحد من تكون العواصف الرملية
تعمل الأشجار كمصدات تقلل من سرعة الرياح
زراعة الأشجار في التربة الصحراوية يساهم في تماسك التربة، وبالتالي يصعب على الرياح حمل الغبار منها
تساهم الأشجار في تلطيف الأجواء وخفض درجات الحرارة