متابعات – سويفت نيوز:
وضحت استشارية طب النوم بمركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، الدكتورة رانيا الشمراني؛ أن المشي أثناء النوم، هو اضطراب سلوكي ينشأ أثناء النوم العميق، ويؤدي إلى المشي أو أداء سلوكياتٍ معقدة أخرى، بينما لا يزال الشخص نائماً، وهو أكثر شيوعاً لدى الأطفال من البالغين، ومن المرجّح أن يحدث إذا كان الشخص لديه تاريخ عائلي للحالة، أو محروماً من النوم، أو عُرضة للاستيقاظ الليلي المتكرّر.
تستمر لأوقات مختلفة
وبيّنت أنه يمكن أن تستمر نوبات المشي في أثناء النوم من بضع ثوانٍ إلى نصف ساعة مع الانتهاء من معظمها في أقل من 10 دقائق، وقد يعود الشخص إلى الفراش وإلى النوم بمفرده، أو قد يستيقظ مرتبكا، بينما لا يزال خارج السرير.
وأضافت: “لقد وجدت دراسة طويلة الأجل أن 29 % من الأطفال بين نحو 2 إلى 13 سنة عانوا من المشي أثناء النوم مع ذروة في الإصابة بين سن 10 و 13 في البالغين، ويقدر معدل الانتشار بنسبة تصل إلى 4 %، وفي كثير من الحالات، لا يتطلب المشي أثناء النوم أي علاج نشط لأن تكرار حدوثه نادر ولا يشكل خطراً كبيراً على النائم أو المحيطين به، وغالباً ما يكون المشي أثناء النوم أقل تكراراً مع التقدم في العمر، لذلك بالنسبة لبعض الأشخاص، يتم حل المشي أثناء النوم من تلقاء نفسه دون أيّ علاج محدّد”.
عواقب صحية خطيرة
وأشارت “الشمراني”؛ الى أنه في بعض الحالات يمكن أن تكون هناك عواقب صحية خطيرة من المشي أثناء النوم، إذ يمكن أن تحدث الإصابة إذا سقط أو اصطدم الشخص مع شيء أثناء المشي أو الجري، إضافة إلى احتمال سوء التعامل مع الأشياء الحادة أو محاولة الخروج من المنزل، ووجدت الدراسات أن الناس الذين يسيرون أثناء النوم لديهم مستويات أعلى من النعاس المفرط أثناء النهار وأعراض الأرق.
وقالت: “هناك عوامل مختلفة تؤثر في مدى احتمال حدوث هذا النوع من الصحوة الجزئية: التاريخ العائلي والحرمان من النوم، بعض المهدئات، ارتفاع درجة الحرارة، الضغوط النفسية، إضافة إلى بعض اضطرابات النوم كتوقف النفس الانسدادي أثناء النوم ومتلازمة تململ الساقين”.
العلاج بدراسة الحالة
وأشارت استشارية طب النوم، إلى أن العلاج يعتمد على عمر المريض، ومدى تكرار حدوثه، ومدى خطورة الآثار المترتبة على تكرار الحالة، وبالنسبة للأطفال والبالغين، من الأفضل التحدث بشأن المشي أثناء النوم مع طبيب النوم، حيث يمكنه العمل على العثور على السبب الأكثر احتمالاً ووضع خطة علاج مصممة خصيصاً للحالة، وهناك عدد من النهج التي يمكن إدراجها في خطة العلاج، منها التالي:
– إبقاء الأشياء الحادة أو الأسلحة مغلقة بعيداً عن متناول اليد، إغلاق الأبواب والنوافذ، إزالة مخاطر التعثر من الأرض، تركيب أضواء مع أجهزة استشعار الحركة، إذا لزم الأمر، استخدام أجهزة إنذار الباب أو إنذار السرير الذي ينطلق عندما يغادر الشخص السرير.
– علاج اضطرابات النوم إن وجدت، كتوقف النفس الانسدادي أثناء النوم ومتلازمة تململ الساقين.
– إيقاظ الشخص ما قبل الوقت المعتاد للمشي، يمكن أن يمنع حدوث الصحوة الجزئية التي يمكن أن تثير المشي أثناء النوم.
– تحسين عادات النوم يشجع على نوم أكثر استقراراً، ويحد من خطر الحرمان من النوم الذي يمكن أن يؤدي إلى المشي أثناء النوم.
– العلاج السلوكي المعرفي في حالات التوتر والقلق الشديدين.
– في بعض الحالات النادرة والمتكررة، التي لم ينجح معها العلاجات السابقة، يمكن استخدام المهدئات بجرعات صغيرة وتحت إشراف طبيب النوم المختص.