أحاديث حظرٍ معقّمة (130)
بقلم – عدنان صعيدي
كتاب ( غداً . . سوف تكبر ــ قصة غربتي أيام طفولتي ) للأستاذ محمد أحمد مشاط ــ الذي أوردت جزءاً من أحد فصوله متعلق باللهجات في الحديث (128) هو سيرة ذاتية لطفولة الأستاذ مشاط التي عاشها بين المدينة المنورة وسكاكا ومكة المكرمة، وهو الإصدار الحادي عشر فقد سبق للأستاذ مشاط اصدار عدد من الدواوين الشعرية وكتب في الاقتصاد والبترول بالإضافة إلى قصص وروايات، وتمتاز كل اصداراته بنفس أناقته واتزانه، وهو أمر يغبط عليه، فكثير من الكتاب تختلف طباعهم وأسلوب حياتهم عن محتوى اصداراتهم.
ما أكتبه هنا عن الأستاذ الشاعر والأديب والكاتب ليس تعريفاً به ولا هو اشادة وانما هو الإعجاب بشخصه واصداراته حيث لا يتعمد الظهور اجتماعياً وثقافياً ولا يحرص على صخب الدعاية لإصداراته التي يحرص عليها كثير منا بغية الانتشار والترويج.
ربما تَنقُله في طفولته بين ثلاثة مدن، ودراسته للسنة الأولى من المرحلة الابتدائية ( ثلاث مرات ) عامل او سبب فيما يتمتع به الأستاذ مشاط من صفات شخصية، وقد أشار هو بذاته إلى ذلك في مقدمة الكتاب حيث يقول : ( سيجد القارئ بأن هذا الكتاب لا يحكي سيرة حياة طفل فقط، وإنما يذكر ما جرى حوله من أحداث محلية، وعربية، وسياسية، واجتماعية عايشها؛ فأثرت فيه كثيراً، وأثرت طفولته. وقد تميزت حياته عن سير أطفال كثيرين بحدوثها في ثلاثة أماكن . . . )، ( ولذلك فإن تبدل تلك الأماكن، واختلاف مجتمعاتها، والأحداث التي مرت على الفتى فيها، كانت عاملاً قوياً في تشكيل تلك الطفولة، فصبغت ذاته بألوانها ).
جدة / السبت 13 يونيو2021 م ــ 3 ذو القعدة 1442هـ .ِ