أحاديث حظرٍ معقّمة (105)
بقلم – عدنان صعيدي
عندما كنت موظفاً في الإذاعة واكلف بمهمات خارجية خاصةً في مكة المكرمة او المدينة المنورة او الطائف فإن الإذاعة تكلف احد السائقين التابعين لحركة الوزارة بمرافقتي، وهذا اجراء ليس خاصاً بي بل لكل المذيعين وغيرهم من الموظفين الذين تقتضي طبيعة وظائفهم العمل خارج مقر العمل.
احد السائقين كان اسمه العم محمد عدس، وكنت اعتقد انه من مكة المكرمة والتي بها اسرة عدس، فاخبرني انه من الباحة وان اسم عدس هو اسم شهرة اطلقه عليه الشيخ محمد بن لادن ــ يرحمه الله ــ حيث كان يعمل في شركته او مؤسسته.
يقول العم محمد عدس : ( بن لادن كان رجل خير فعندما يقوم بتفقد المشاريع يجدني أقوم بطبخ طعام لي، فيسألني ماذا تطبخ ؟ فأجيب رز وعدس، فيجلس معي ويتناول الطعام، وقد حدث ذلك اكثر من مرة فاطلق علي اسم ــ محمد عدس ــ ، الشاهد في الموضوع ان الشيخ بن لادن يرى اثناء تفقده لأعمال التعبيد مسافات جانبية للطريق غير معبدة فيسأل المهندس عن السبب ؟ فيجيب المهندس ان هذه المسافات ليست من ضمن المشروع، فيأمر الشيخ بن لادن بتعبيدها وتزفيتها مثل المسافات التي كلف بها دون ان يطالب بقيمتها ) .
اليوم عندما يتم تكليف أي مؤسسة بتزفيت الطرق داخل المدن او انشاء جسر فإن الشركة لا تقوم بتزفيت المسافة _ وهي قصيرة _ ما قبل الجسر او بعده حتى اننا نلحظ ذلك حيث تتأثر إطارات السيارات بنعومة ما قاموا به وخشونة المسافة قبل الجسر وبعده . . رحم الله الشيخ محمد بن لادن . . يتبع .