العقل قبل النفط
بقلم – حامد العطاس:
نعم لقد أصبح العقل أهم بكثير من النفط تحت مظلة رؤية المملكة 2030، وبات الاهتمام بالإنسان أهم بكثير من البحث عن المال، واستمرت السعودية في تنمية الموارد البشرية للمواطن السعودي، وشددت على ضرورة زيادة الصادرات غير النفطية إلى 50% من حجم الصادرات السعودية وتحويل الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد معرفي بحلول عام 2030، مع تمكين المرأة وتقليص البطالة.
تجاوزت رؤية المملكة 2030 عددا كبيرا من التحديات، واستطاعت أن تكون على مستوى الطموحات والآمال التي وضعت عليها، فقد عملت خلال الثلث الأول من عمرها الذي بدأ في أبريل 2016، على زيادة فعالية الحكومة واستجابتها، من خلال الاستثمار في التحول الرقمي الحكومي، وخلقت فرصا للنمو والاستثمار، واستحدثنا عددا من القطاعات الاقتصادية الجديدة، ورفعت مستوى جودة حياة المواطنين، وقلصت نسب البطالة بشكل لافت، ورفعت ترتيب السعوديين في مؤشر السعادة العالمي، حيث باتت تتصدر القائمة عربيا، وتأتي في المركز 21 عالميا بعد أن تقدمت 7 مراكز دفعة واحدة على الصعيد الدولي، والأجمل في رأيي أن كل تلك الإنجازات تمت بأيدي أبناء هذا الوطن وبناته.
أثبتت الرؤية بعد 5 سنوات من إطلاقها، أنها حدث غير مسبوق في تاريخ المملكة، وبات الشباب من الجنسين والمرأة السعودية الأكثر ربحا من رؤية الوطن التي أسهمت في تسريع وتيرة الإنجاز وأعطتهما فرصاً استثنائية تاريخية لم تتحقق خلال العقود الخمس الماضية، فالمرأة بالذات عاشت أفراحا استثنائية منذ الإعلان عن السماح لها بقيادة السيارة، وتعزيز فرص تمكينها على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، فقد حصلت على فرص كبيرة للتوظيف والحصول على التدريب والتأهيل، مثلما نالت أعلى المناصب في سنوات قليلة، وشاركت بفاعلية في كل برامج التنمية، وتحولت من مقعد المتفرج إلى المشارك واللاعب الرئيس في مختلف مجالات الحياة، وبات لها دور بارز في صناعة القرار من خلال أكاديميات ونشطات سعوديات في مجلس الشورى و3 سفيرات وعدد كبير من الدبلوماسيات والمسؤولات في مختلف الوزارات.
إن ما حققته المملكة خلال الأعوام الخمس الماضية في ظل رؤية المملكة 2030 من إنجازات أبهرت العالم أجمع، كانت أحلاما ورؤية حالمة تحققت على أرض الواقع بدعم القيادة الرشيدة وعزم وحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورؤية ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، كانت تحتاج إلى عقود طويلة حتى تتحقق في ظل برامج التنمية التقليدية، لقد حفزت الجميع على العمل بأقصى طاقتهم لتحقيق أعلى درجات الإنجاز واستثمار الوقت بصورة مثالية.