احاديث حظر معقمة (79)
بقلم – عدنان صعيدي
في الحلقة السادسة من هذه الأحاديث قلت : ( قراءتي لكتاب الأستاذ حسين بافقيه ( عبروا النهر مرتين ) جعلتني اتردد في كتابة هذه الحلقات لأنها وفق التصنيف الادبي والفني الذي ذكره الأستاذ حسين بافقيه تعتبر سيرة ذاتية او موضوعية حيث أتعرض في هذه الحلقات لشيء من معاشي مع حرصي ان ابتعد عن (انا) لكن لا مناص من العبور بلطف في الحياة الخاصة والتي في الغالب لن تقدم او تؤخر في قيمة العمل من الجانب الادبي . . ) .
ولقد واتتني الفرصة الان للكتابة عن موضوع السير الذاتية بسبب ما تم طرحه في مجموعة ( ثقافة) على ( واتساب ) حيث دار النقاش بسبب تساؤل الأستاذة اعتدال : ( ما رأيكم في السير الذاتية هل لها مصداقية فعلاً او انها للتلميع الشخصي ؟ )، وقد شاركت في الإجابة والنقاش مع كل من الأستاذ محمد الرويلي، والدكتور سعد سعيد الرفاعي، وليس بالضرورة ان اذكر هنا ما تم من نقاش لكني سأذهب الى القول : إننا بحاجة الى تكوين مجموعة تكون مهمتها نقد النقاد، فجميع النقاد متفقون على ان الاعمال الأدبية لابد ان يكون فيها ابداع لكنهم يختلفون الى شعوب وقبائل عند تحديد مستوى او نوعية الابداع، فالبعض ينظر الى النص الإبداعي بتجرد، واخرون يرجحون قيمة الابداع بالقيم الأخلاقية، واخرون ينفون الابداع أصلا اذا تضمن النص الإبداعي مقاطع او أجزاء تنافي الاخلاق، والنقاد ذاتهم يجمعون على ان النقد يجب ان يبتعد عن الايدلوجية والشخصنة وما الى ذلك من عبارات تجعل النقاد انفسهم متناقضين ويحتاجون الى مجموعة تترصدهم لنقد نقدهم .
قلت وأكرر لست ناقداً لكني من حقي القول : إن كل عمل ادبي اخل بقواعد الاخلاق هو ليس ابداعاً بل سفه لو تجنبه كاتب العمل لما اخل ذلك بحبكته الدرامية في الرواية او مصداقية السيرة الذاتية او وزن القصيدة او توثيق الحدث فيما لو اعتبر البعض ان الاعمال الأدبية تعتبر وثائقية . . يتبع .