مقالات وآراء

أحاديثُ حظرٍ معقمة (77)

بقلم – عدنان صعيدي

بصورة مباشرة أو غير مباشرة بحديث الأمس عن رسائل (واتساب) التي تقدم النصائح لعلاج الأمراض من خلال الوصفات الشعبية والتي قد يكون منها تجربة شخصية للمرسل فقد وصلني كما وصل لكثير من الناس مقطع مصور يتحدث فيه صاحبه بانزعاج شديد عن الذين يقومون بإفساد المتعة.

والمتع التي تحدث عنها صاحب المقطع ليست من المحرمات وانما هي قناعات أو ما نطلق عليه المزاج، وقد ضرب امثلة عدة عن انزعاجه من الذين يفسدون عليه المتعة مثل شرب الشاهي بسكر فيأتي من يقول له : ( لو شربته بدون سكر لكان أفضل )، وصاحب المقطع يؤكد أنه يعلم أن السكر مضر لكن تنبيهه يعتبر افساداً لمتعته، وكذا الحال فيما لو أنه قام بتحضير طبق من الفول يخلط معه البصل والطماطم وما يعتقد انه يضيف طعما مختلفاً يناسبه فيأتيه من يفسد عليه تلك المتعة بقوله : ( انت تتعب نفسك ولو انك ذهبت الى مكان كذا لوجدت الفول بهذه الطريقة دون ان تتعب او تخسر قيمة الإضافات ).

حقيقة المقطع مضحك وخاصة في الأداء لكنه يعبر بصدق عن تدخل بعض الناس بتطفل في حياة وسلوك الآخرين بطريقة مستفزة واحيانا مملة ومتعبة لإصرارهم على تطبيق نصائحهم وتجاربهم الشخصية دون مراعاة لظروف الناس او كما قال صاحب المقطع هو افساد المتعة على الناس بعاداتهم او أسلوب حياتهم او مزاجهم، وهو نفس الدور الذي نقوم به عندما نبعث برسائل ( واتساب ) لمن لا يطلبها ولا يرغب في محتواها وخاصة تلك التي تصور حوادث العنف والقتل فنفسد على الناس متعة راحة البال . . يتبع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى