ما هي مواصفات الكمامة المثالية للوقاية من كورونا؟
رصدت دراسة أمريكية جديدة مواصفات الكمامة التي قالت إنها يمكن أن تحمي بنسبة 96% من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.
وأوضحت الدراسة التي أجراها معهد جورجيا للتكنولوجيا الأمريكي، أن ارتداء قناع الوجه أو الكمامة يمكن أن يحميك والآخرين من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لكنها أكدت أن عدد طبقات النسيج المستخدم في تصنيعها، وخامات هذا النسيج يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مخاطر الإصابة، وذلك بحسب موقع “ساينس ديلي” العلمي.
وقال الموقع، في تقرير نشره الجمعة، إن الدراسة قامت بقياس كفاءة ترشيح الجسيمات الدقيقة البالغ حجمها أصغر من 1 ميكرون (قُطر شعرة الإنسان يبلغ نحو 50 ميكروناً)، التي تمر عبر مجموعة متنوعة من الخامات المختلفة من الأقمشة.
وتم استخدام نتائج الدراسة، التي نُشرت في دورية (Aerosol Science and Technology) العلمية، لتشكيل التوصيات الخاصة بأقنعة الوجه في الولايات المتحدة.
واختبر الباحثون 33 خامة مختلفة، بما في ذلك الأقمشة المنسوجة أحادية الطبقة مثل القطن والبوليستر المنسوج، والأقمشة المخلوطة، والخامات غير المنسوجة، والخامات القائمة على السليلوز، والخامات المستخدمة في المستشفيات.
ونقل الموقع عن الأستاذة في كلية الهندسة الكيميائية، والمشاركة في الدراسة، سالي لي، قولها: “يمكن للجسيمات الدقيقة أن تبقى عالقة في الهواء لعدة ساعات وأيام، وذلك اعتماداً على التهوية، ولذلك فإنه إذا كان لديك غرفة سيئة التهوية، فإن هذه الجسيمات الصغيرة يمكن أن تبقى عالقة فيها لفترة طويلة جداً من الوقت”، مضيفة: “وقد علمنا من خلال الدراسة أن هناك الكثير من التباين في فاعلية الترشيح حتى في استخدام نفس النوع من الخامات”..
كما نقل الموقع عن الباحث المشارك في الدراسة أيضاً، ريان ليفلي، قوله: “لقد وجدنا أن الخامات المستخدمة في القناعات الجراحية توفر مستويات مقبولة من قابلية عدم مرور الجسيمات الدقيقة مع الحفاظ على تدفق الهواء للشخص، حيث تجمع هذه الخامات بين كثافة ألياف النسيج، وهيكل يشبه المتاهة، وسطح يمنع مرور الجسيمات دون الميكرون بشكل فعَال.”
ونصح الباحثون بضرورة تجنب استخدام الأكياس المفرغة في تصنيع الأقنعة، ما لم يتم التأكد من كونها خالية من الألياف الزجاجية التي مكن أن تطلقها في كثير من الأحيان ويمكن استنشاقها، كما تشمل المواد الأخرى التي يجب تجنبها في تصنيع الأقنعة هي الأقمشة ذات النسيج الفضفاض، أو اللباد، أو الصوف، أو الأقمشة اللامعة، أو الأكياس البلاستيكية القابلة لإعادة الاستخدام.
ووجدت نتائج الدراسة أن أداء الكمامات متعددة الطبقات كان أفضل بكثير من تلك التي كانت أحادية الطبقة فقط، حيث أظهرت العينات المكونة من طبقتين و3 طبقات، التي تم اختبارها، كفاءة ترشيح بلغت حوالي 50٪ للجسيمات دون الميكرون.
وشددت الدراسة على ضرورة الانتباه إلى قابلية الكمامة للتنفس بشكل جيد، قائلة إنه من المهم أيضاً أن تكون مناسبة لحجم الوجه وذلك لأنه يمكن أن تتسرب الجزيئات بسهولة من خلال الفجوات الموجودة في الأنف أو عبر جوانب القناع.
وأظهرت النتائج أن الأقنعة المصنعة من خامات جيدة ومتعددة الطبقات، والمناسبة لحجم الوجه، تمتع مرور 84٪ من الجسيمات من شخص لا يرتدي قناعاً وآخر يرتدي قناعاً بهذه المواصفات، وفي حال ارتدى الشخصان هذه الأنواع من الأقنعة فإن تقليل انتقال الجسيمات بينهما يصل لـ 96٪.
ورأت سالي أن: “أفضل طريقة لحماية أنفسنا والآخرين هي تقليل انتشار جزيئات النَفس من المصدر، والمصدر هو وجهنا، وهو ما سننجح في تحقيقه عندما يبدأ الجميع في ارتداء الأقنعة”.
وتابعت: “لا يدرك الجميع خطورة انتقال الفيروس الموجود في الهواء، وأهمية ارتداء الكمامة، ولكن آمل أن تستمر هذه الممارسة للمساعدة في تقليل إطلاق هذه الجسيمات الفيروسية في البيئة والمساعدة في حماية الآخرين”.