مقالات

وعاشروهن بالمعروف

بقلم : رباب أحمد إبراهيم زاهد.

لسيدي ووالدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان
وولي عهده الشاب الأمين محمد بن سلمان حفظهما الله .
مناشدتي تنوب عن كل زوجة مضطهدة
في سجون ( أشباه الرجال ) .

تخشع أفئدتنا وتدمع أعيننا بتدبر آيات الله
المنزلة في محكم كتابه الكريم
ونتأمل حزناً هشاشة عجز بعض القوانين الوضعية
ونحن في قرن الواحد والعشرين
التي لا تجرؤ ولا تستطيع حماية تلك الزوجة المعنفة
من ضغوط مرآة العنف الأسري
وحفظ حقها المغتصب من ( سي السيد )
داخل أسوار بيوت وجحور
غرورهم وجبروتهم وتسلطهم
يتلاعبون بأقدار زوجاتهم
لتصبح منذ بدايتها معه وحتى النهاية
زوجة بلا حراك
رمى بها حظها العاثر لتتزوج بزوج من أؤلئك ( أشباه الرجال )
تحيا وتعيش حياتها في حرب ضروس
مع جلاد
لا تجد منه غير الحزن والمرارة ..!
سياطه الممزقة تكيل لها بالإهانات واللكمات والصفعات ….
والحرمان من أبسط حقوقها الإنسانية
المعنوية والنفسية
فلا راحة ولا أمان
ولا اكتفاء مادي يحررها من ذلك الشقاء
الذي لا رحمة فيه ولا مودة
ولا حُسن عشرة ومعاشرة
تفتقر منه كل السلوكيات الأخلاقية
والمعاني الدينية الروحانية ومعاشرتها بالمعروف .
تعيش في سجن لا نوافذ له ولا أبواب
تكبلها قيود الفكر الاجتماعي الرجعي
تارة خوفاً وتارة جهلاً
وغالباً فرط حنانها الفطري من أجل فلذات كبدها
لتتحمل من أجلهم ومعهم أثقل الهموم
وتعض بأناملها حسرة وندماً
تلتئم ذاتها بصلاتها وتسجد لخالقها
لتذرف خفية دموعها وتسكب أشجان آهاتها
مناشدة ولاة الأمر والقضاة
وحقوق الإنسان للنظر في أمرها وإنصافها .
وقد حرم عليها الزوج الاثم قهراً تذوق مباهج الكيان الأسري
وهو لا يفتأ ولا يشبع بالنيل منها
مرات ومرات وتارة تلو الأخرى
يصب بنزين غضبه ونقمه من ضعفه عليها
فلا ترى في مرآته العمياء
غير الظلم والقسوة
وشحوب وجهها وتهتك قواها
وخمول حيويتها وتقلص قدراتها الفطرية على العطاء لتربية جيل سوي ناشيء .
لقد أمضت شبابها وسنين عمرها تجري بدون هوادة
مع مخلوق ذكوري لا إحساس لديه
ولا وازع ضمير
ولا يخاف الله في نفسه ولا في زوجه وأسرته
مرفوع عن وجهه برقع الحياء .
وبكل جرأة ووقاحة وبدون وجه حق
بين عشية وضحاها ( يطلقها )
وكأنها سلعة رخيصة يرمي بها خارج أسواره
مهدراً لحقوقها بعد أن نفخ كرش بطنه من محض عافيتها وصحتها
وملء جيوبه بكنز الأموال التي بخل به عليها
ليكسر ما تبقى لها من أشلاء
غير آبه ولا مكترث لسنينها العجاف التي
تحملت فيها كبرياءه وغروره وتسلط سقطاته وسهواته وسفاهة أخلاقه
مضت حياتها كثيرها وقليلها
حافظة لبيته .. ساترة لعيوبه
ومخمصة قذارة أقدامه
ولسعات سياطه وزفرة لسانه
لتجد نفسها في نهاية المطاف
في أنقاض زوايا ظلم من نوع آخر
فالطلاق مجرد عنوان ماصخ
وعدو آثم لمجتمع متخلف بائد .
أصبحت مضغة بين الأفواه
تختبيء وتحتمي بسواد الليل
تجر معها خيبة ما آل إليه مصيرها
داخلها مظلم مثل خارجها
وكأن بصيص نور النهار يأبى رفقتها
مصدومة مهزومة ضعيفة
تشكوا ضياع كرامتها وفاقة حيلتها
فلا عائل ولا دخل لها ولا بيت وسكن وإستقرار
أصبحت أكثر عجزاً لنيل حقوقها
ترجوا القاضي رأفته وإنصافه
و تعديل الأحكام الوضعية من أجلها
وأجل كل زوجة عانت وتعاني مثلها
لردع وتأديب ( أشباه الرجال )
وإبادة رزاز ألسنتهم القذرة
من التنمر والإستهتار بالحقوق الزوجية الأسرية الشرعية
وحفظ كرامة الزوجة ومكانتها
فيحكم القاضي لها
بنصف
كل ما يملكه الزوج المطلق من موارد ماديه وعقارات عينية .
بحكم قضائي يوقع ويؤرخ بماء من الذهب
في ظل رعاية وحماية ولاة أمورنا
تحفظ حقوق الزوجات المعنفات والمطلقات المغتصب
من كل زوج معتدي آثم حتى الأبد .
وصدق الله العظيم
( فإمساك بمعروف وتسريح بإحسان ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى