ادم وحواء

المخدرات الرقمية.. وهم نفسي

111102_sonic_drugsأكد متخصصون وأطباء، أن ما يسمى ب»المخدرات الرقمية» مجرد وهم نفسي، ولا يوجد دليل علمي حولها ومدى ضررها، فضلاً عن أن الترويج لذلك جاء من جهات باحثة عن الإثارة وجذب الجماهير.

أكد أستاذ علم النفس في جامعة الملك سعود مستشار الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور نزار الصالح، أن «المخدرات الرقمية» مجرد ضجة إعلامية وهمية، ومن المفترض ألا يُنشر عنها إعلامياً بهذا الحجم، مؤكداً أن «اللجنة الوطنية ستدرس هذه النقطة وستعد بحثاً علمياً عن مدى خطر تلك النغمات على الدماغ البشري».

جاء ذلك بعد أن تناقلت وسائل التواصل الإجتماعي خبراً عن تسجيل أول حالة وفاة بسبب تعاطي «المخدرات الرقمية»،

وذكرت جريدة المياة نقلا عن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني بانه ليس من السهل الإبلاغ عن حالة الوفاة»، مشيراً إلى وجود 20 منطقة صحية، فيها 284 مستشفى، بجانب مراكز صحية عدة.

وأوضح مستشار الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الاستشاري النفسي الدكتور نزار الصالح لـ«الحياة»، إن «المؤثرات الصوتية الرقمية تعتبر من التقنيات القديمة – الجديدة، التي تعتمد على إصدار ذبذبات صوتية لكلتا الأذنين بترددات مختلفة، بهدف التأثير في المتلقي المستمع، واستخدام سماعات خاصة للأذنين». فيما قال مدير مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام الدكتور محمد الزهراني لـ«الحياة»: «لم نستقبل أي حالة». ولفت إلى أن الاستعدادات «غير موجودة حتى الآن»، موضحاً أن ذلك يحتاج إلى «معلومات، وذلك لم يصلني شخصياً»، لافتاً إلى أنهم لم يبلّغوا عن تأثيرات هذا النوع في الدماغ، وكيفية العلاج منه.

وأوضحت رئيسة وحدة الطب النفسي في مستشفى الملك فهد في جدة الخبيرة الدولية للأمم المتحدة في علاج الإدمان الدكتورة منى الصراف، أن «الجزم بوفاة أية حالة تعرضت إلى الإدمان بنوع من أنواع المخدرات الرقمية صعب». ولفتت إلى أنه لا يمكن معرفة أسباب الوفاة إن كانت من الإدمان ذاته، أو من الأعراض التي صاحبت المدمن من تشنّجات أو صرع.

يشار إلي أن”binaural beats” أو “المخدرات الرقمية”.. هي أحدث وسائل الإدمان بين البشر.. تعتمد على جرعات موسيقية صاخبة توحي بنشوة التعاطي بين الشباب.. وتعطيهم إحساسًا بالسعادة غير الدائمة التي قد تؤدي إلى وفاة المستمع..
“المخدرات الرقمية”.. هي نوع من أنواع من الموسيقي الصاخبة تحدث تأثيرًا على الحالة المزاجية يحاكي تأثير الماريجوانا والحشيش والكوكايين، يتم الاستماع إليها من خلال سماعات الأذن أو مكبرات الصوت، ويقوم الدماغ بدمج الإشارتين، ما ينتج عنه الإحساس بصوت ثالث يدعى binaural beat.

وتؤدي إلى خلق أوهام لدى الشخص المستمع لهذه الموسيقى. وتنقل المتلقى إلى اللاوعي، وتهدده بفقدان التوازن النفسي والجسدي.

وتصدر موسيقى “المخدرات” موجات كهرومغناطيسية لا يشعر بها الإنسان، لكن تصل إلى المخ، وتحث الخلايا العصبية لدى الإنسان في فرز هرمون السعادة مثل الدوبامين، وبالتالي يصل المدمن إلى (تحسين المزاج وزيادة السعادة، الشعور بالثمل دون الحاجة لتناول الكحول أو الشعور بصداع، تحسين مهارات التصور والتخيل، زيادة الثقة والتخلص من المثبطات).

نشأتها
نشأت “المخدرات الرقمية”، على تقنية قديمة تسمى “النقر بالأذنين”، اكتشافها العالم الألماني الفيزيائي هينريش دوف عام 1839، واستخدمت لأول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحالات النفسية، لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف في حالة المرضى الذين يرفضون العلاج السلوكي (الأدوية)، ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية، لفرز مواد منشطة للمزاج.

واستخدمت موسيقى “المخدرات” في مستشفيات الصحة النفسية، نظرًا لأن هناك خللًا ونقصًا في المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين، ولذلك يحتاجون إلى استحداث الخلايا العصبية لإفرازها، تحت الإشراف الطبي بحيث لا تتعد عدة ثوان، أو جزء من الثانية وألا تستخدم أكثر من مرتين يوميًا. وتوقف العلاج بهذه الطريقة – آنذاك – نظرًا لتكلفتها العالية.

الاستماع لـ”المخدرات الرقمية”
يخلق المستمع لـ”المخدرات الرقمية”، بيئة مثالية للاسترخاء، بالجلوس في غرفة مغلقة الأنوار، مسترخيًا وواضعًا سماعتي الأذن، معصم العينين، وتصل “المخدرات الرقمية”، إلى الشعور برجفة بالجسم وتشنجات، تؤثر على الحالة النفسية والجسدية، وتؤدي الى انعزال المدمنين عليها عن العالم الخارجي.

خطر المخدرات الرقمية
يتم الترويج إلى المخدرات الرقمية، من خلال ملفات صوتيه في شكل “mb3″، يتم تحميلها من مواقع إلكترونية بمقابل مادي، من أجل الإدمان النفسي.

وتلحق المخدرات الرقمية لمتعاطيها نفس الضرر التى تسببه المخدرات التقليدية التى تؤثر على ردة فعل الدماغ بخلق حالة من الاسترخاء أو القوة عند الإنسان، بعدما تتسبب في إفراز غير طبيعي للمادة المنشطة للمزاج، والتي قد تؤدي إلى تحطم الخلايا العصبية، والإصابة بالتشنجات أو الإعاقة العقلية.

كما أنها تؤدى إلى الانعزال عن عالم الواقع والسعي لنشوة زائفة، وكذلك حدوث عطب بالجهاز السمعي.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى