دبي تستضيف أكبر دورة من معارض “الخمسة الكبار” و”المصانع والآليات والمركبات” و”الشرق الأوسط للخرسانة”
دبي – هشام رفعت:
تستعدّ دبي في السابع عشر من الشهر الجاري لاستضافة الدورة الكبرى من معرض “الخمسة الكبار”، أكبر معرض دولي للبناء والتشييد في المنطقة. ويتزامن الحدث الذي سيقام في مركز دبي التجاري العالمي، مع معرضين مصاحبين هما “المصانع والآليات والمركبات” و”الشرق الأوسط للخرسانة”، في أكبر دورة لكل منهما.
ومن المنتظر أن تُرسي دول الخليج مشاريع إنشائية بقيمة تُقدر بنحو 195.67 مليار دولار هذا العام، بزيادة نحو 35 مليار دولار عن العام الماضي، وفقاً لتقرير أعدته شركة “ڤنتشرز الشرق الأوسط” في خضمّ الاستعدادات لإقامة الحدث الكبير. وقالت الشركة في تقريرها إن دول الخليج تقيم ما وصفتها باستثمارات ضخمة “بغضّ النظر عن أرصدة ميزانياتها”.
وتوقع تقرير “ڤنتشرز” أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات زيادة قدرها 4 بالمائة هذا العام ليتجاوز 400 مليار دولار، بدافع من قطاعات أبرزها قطاع البناء والتشييد المزدهر في البلاد.
ومن المنتظر أن يستضيف معرض “الخمسة الكبار”، والمعرضان المصاحبان له، في دورته المرتقبة بين 17 و20 نوفمبر الجاري، أكثر من 2,700 شركة عارضة من 60 دولة، بزيادة قدرها 25 بالمائة مقارنة بالعام 2013. وكان الحدث قد استقطب أكثر من 74,000 من المختصين في هذا القطاع من 124 دولة، بحسب آندي وايت، مدير مجموعة الفعاليات في المعرض، الذي يتوقع أن يزداد هذا العدد زيادة ملحوظة هذا العام.
ونوّه آندي وايت بما قال إنه “برنامج تثقيفي حافل بورش العمل والجلسات المتخصصة سيكون مصاحباً للمشاركة القياسية من العارضين”، وأضاف أن هذا البرنامج زاد استقطاب الجمهور واستطاع جذب مجموعة أكثر تنوعاً من الزوار، موضحاً أنه سيشتمل على أكثر من 55 ورشة عمل يُمنح المشاركون فيها شهادات في التطوير المهني المستمر، ما يتيح لهم كسب المعرفة والحصول على الاعتراف المهني.
ويستضيف برنامج ورش العمل، على مدى أيامه الأربعة، متخصصين رفيعي المستوى يتناولون مجموعة من المواضيع تشمل المباني الخضراء وإدارة المشاريع وقرارات التمويل والتعاقد القائمة على الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وقال وايت: “أشركنا إدارات الموارد البشرية مباشرة هذا العام لضمان إدراكها للقيمة التي سوف يكتسبها موظفوها من خلال التطوير المهني المتاح في برنامج ورش العمل ذي سيقام على هامش المعرض”.
من جانب آخر، يستضيف المعرض في يوميه الثاني والثالث مؤتمراً يتناول مسألة التصميم والبناء المستدامين. ويأتي المؤتمر في وقت احتضنت المنطقة خلال السنوات الخمس الماضية الممارسات الخضراء المستدامة، ما فتح الباب واسعاً أمام متطلبات تنظيمية تُفرض على شركات البناء والإنشاءات.
وقال ماريو سينيفيراتني، المدير التنفيذي لشركة “غرين تيكنولوجيز”، وزميل برنامج الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED)، وعضو لجنة تحكيم جوائز Gaia في معرض الخمسة الكبار لتكريم المنتجات والحلول الخضراء المستدامة: “إن التطور التقني الحاصل ضمن القطاع إلى جانب تنامي الطلب من العملاء على بناء مشاريع بمستويات متقدمة، ساهم في زيادة سرعة نمو الخدمات والمنتجات وتعقيدها، حيث باتت الكثير من الشركات في المنطقة تتجه بشكل متسارع إلى تبني مفاهيم الاستدامة البيئية في أعمالها، خصوصاً في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تشهد تطوراً كبيراً في مجال الأبنية الخضراء”.
وكان من بين الضيوف المتحدثين خلال المؤتمر الصحافي، إنجي جابر، المهندسة المعمارية المتخصصة في مجال الاستدامة، والتي كانت جزءاً من فريق أنجز أول فندق في أبوظبي يكسب شهادة “استدامة” بتصنيف لؤلؤتين. وأعربت جابر عن ثقتها بأن القطاع سيشهد كثيراً من المتطلبات، وأن اللوائح سوف تصبح أكثر صرامة، موضحة أن الناس “يدركون أنه حتى لو زيدت اللوائح فإن المطورين سيظلون حريصين على الالتزام بما فيه مصلحة الجميع”.
ومن المنتظر أن يشهد اليوم الثالث من أيام “الخمسة الكبار” مؤتمراً بشأن ممارسة التجارة في دولة الإمارات. وسيتحدث في المؤتمر عادل الزرعوني، النائب الأول للرئيس للمبيعات في المنطقة الحرة بجبل علي والمنطقة الاقتصادية، من بين متحدثين آخرين. وسيقدم الزرعوني لمحة حيال الطريقة التي تعمل بها المناطق الحرة، مستعرضاً الكيفية التي يمكن بها للشركات الأجنبية العمل بغير قيود في هذا المناطق.
وأوضح الزرعوني أن المنطقة الحرة بجبل علي تقدّم الدعم للشركات كي تحقق النجاح، مضيفاً أن التواصل المنقطع النظير مع الخارج، عبر البر والبحر والجو، يسمح للشركات بالوصول إلى عملائها أينما كانوا في أرجاء العالم.