مصري يشكل من جذوع النخيل منحوتات تحكي روائع التاريخ
سويفت نيوز – وكالات
بأدوات بدائية جداً من إزميل ومبرد يستخدم الفنان المصري عادل العمدة بقايا جذوع النخيل ومخلفاته من جريد وأفرع لعمل مجسمات مُبهرة، تخلد روايات تاريخية مصرية. ويُعتبر العمدة من أوائل من حفر على جذوع النخيل في مصر مُنذ 20 عاماً منذ أن استطاع إخراج أول عمل فني يُشكل ثقافة الوادي الجديد في مصر.
موهبة الفنان المصري بدأت مُنذ طفولته حيث كانت موهبته الأساسية الرسم ثم طورها بنحت تماثيل طينية، ومع كل مرحلة كان يستغل كل ما تقع عليه عينه من خامات يمكن استغلالها في عمل مجسمات داخل قريته «تنيدة» التابعة لمركز بلاط بمحافظة الوادي الجديد. ومع تطور موهبة النحت لديه فكر في استغلال جذوع ومخلفات النخيل التي يتميز بها الوادي الجديد، وبالفعل نجح في صناعة عدد كبير من القطع والأعمال النحتية على الفخار وجريد النخيل والمشغولات البيئية والجداريات التي صبغها بصبغة الوادي الجديد وأهله، فحكى عن طريقها تاريخ تلك المنطقة المصرية الفريدة.
ويقول العمدة لـ«الرؤية»: «كانت فكرتي استغلال المخلفات البيئية في عمل مجسمات ومنحوتات تُعبر عن بيئة أهل الوادي وتحكي تاريخ القرية، فاخترت جذوع النخيل وطلبت من أهل القرية الحفاظ على مخلفات النخيل من جريد وجذوع نخيل وغيرها كي أستخدمها في منحوتاتي».
ويُتابع “وظفت مخلفات النخيل التي يمكن أن تؤثر على البيئة بعد حرقها في أعمال فنية بيئية مُتميزة مُعبرة عن أهل الوادي الجديد، وفادتني تلك الخامة لأنها خفيفة الوزن وفي نفس الوقت صلبة، كما أنها خامة مُتاحة فيسهل الحصول عليها وتشكيل منحوتات ومجسمات مصرية خالصة”.
يعتمد العمدة في تشكيل منحوتاته على ما يراه أمامه في قريته، أو حكايات الأجداد عن تراثهم الذي يتخيله وفقاً لحكاياتهم ثم يقوم بتنفيذه كمجسم منحوت، ولحفظ التراث الذي عمل على تنفيذه لمدة 20 عاماً كاملة أسس العمدة بيتاً فنياً حمل اسم “بيت الواحة”، جسد خلاله عدداً من الحرف التي ميزت القرية، كما نفذ بعض العادات القبلية مثل الجلسات العرفية.
وعن ذلك يقول “أكرس كل وقتي لعمل المنحوتات، إضاقة لعملي بالزراعة، وبالرغم من الجهد الشاق الذي أبذله في تحويل المخلفات البيئية لمنحوتات إلا أنني مستمر في هذا العمل، وأتمنى إدراج متحف “الواحة” ضمن الخريطة السياحية بالمحافظة، وتخصيص قطعة أرض لإقامة متحف بيئي كبير لعرض مُنتجاتي لتكون واجهة لقريتي ومحافظة الوادي الجديد بشكل عام”.