مقالات وآراء

أحاديثُ حظرٍ معقمة (55)

 بقلم – عدنان صعيدي

يقولون . . .
يقال . . .
هي آفة كل زمان عندما تحدث أزمة او حدث كبير يمس حياة الناس، وبكل أسف تجد أذآناً صاغية ومتطوعين كثر لترديد يقولون ويقال دون أن يكون لذلك القول مصدر معروف أو توثيق مثبت .

وفِي زمن التقنية راجت كلمة يقولون ويقال اكثر مما نتوقع لأنها لم تعد حديث مجالس وانما انتشار لا يمكن السيطرة عليه ومع كثرة الانتشار كثر المستمعون ووصل بهم الحال الى التصديق دون تدقيق او تأكد من المصدر ودون الاكتراث بالنتائج السلبية لتناقل يقولون ويقال .

وفِي زمن (كورونا) اتسعت الدائرة لتشمل كل العالم واصبح الأمر واقعاً تجب مواجهته خاصة وان يقولون ويقال اصبحت مدعومة بالصوت والصور حيث تم اختيار مقاطع واحزاء من واقع لا علاقة له بموضوع ما قالوا ويقال ومواجهة الامر تصعب وتحتاج الى جهد مضاعف عندما يتعلق القول بالصحة والأمن والأقتصاد والحياة الاجتماعية .

كلنا نواجه ذلك يومياً ونعاني منه ولا يمكن التغلب عليه الا بامرين الاول صدور البيانات الرسمية من جهة الاختصاص لتنفي يقولون ويقال، والثاني تجاهل اي قول غير صادر من الجهات الرسمية المختصة، وهذا كلنا نردده لكن على ارض الواقع كثير من الناس لا يطبقه خاصة وان الكثير من موروثنا الشعبي وكثيراً من تاريخنا الشفوي معتمد على يقولون وقيل غير ان ذلك الموروث وذلك التاريخ يتم توثيقه من قبل مختصين استمعوا الى ثقات في القول والرواية ومنهم من كان هو ذاته صاحب الفعل او مشاركاً فيه او شهده بعينيه .

يقولون وقيل اصبحت من سلبيات التقنية التي نتفاخر في كل لحظة انها خدمة الانسان ومما يزيد الامر تعقيداً ان ما يقال محفوظ في ذاكرة الشبكة العنكبوتية يمكن استعادته في في اي يوم ليصبح جزءً من التاريخ ذي الكتاب المفتوح لكل المستويات المستخدمة للتقنية. . ترى هل تستطيع التقنية يوماً ما ان تتغلب على آفة يقولون ويقال ؟ . . يتبع

الرياض / الثلاثاء 2 مارس 2021م ــ 18رجب 1442هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى