محليات

المانجروف.. «كنز بيئي» تحاصره الأنقاض

دعا صيادون بالمنطقة الشرقية إلى ضرورة الحفاظ على ما تبقى من أشجار القرم أو المانجروف، ووضع قوانين وغرامات مالية لمن يتعدى عليها، محاولا إيذاء هذه الثروة بكل وسيلة، كرمي المخلفات المتنوعة وخاصة أنقاض المنازل بجانبها، لما لها من أهمية لبقاء الثروة السمكية في المنطقة.

وأكد كبير الصيادين بـ «فرضة القطيف» رضا الفردان، أن ما تتعرض له أشجار القرم في جزء من غابة مانجروف تاروت، أمر مؤسف للغاية، مشيرا إلى تقلص نسبة الشجر إلى نسبة 90% بحسب الخبراء وسجلات شركة أرامكو، على مدى 50 عاما. وقال «الفردان»: «زرت قبل أيام الغابة وتحديدا عند قرم نيوبيش، بالقرب من مركز الزور بتاروت، ووجدت أن المخلفات وأنقاض البناء تحاصر الأشجار التي تقاوم الحياة في أكثر من 5 مواضع»، مشيرا إلى أن هذه الغابة تمنح المكان الجمال والشموخ فضلا عن تنقية الأجواء من الكربون والملوثات، كما تعطي البيئة البحرية والكائنات المتواجدة فيها التكاثر والنمو.

وأكد أن هذه الشجرة لها قيمة وطنية قد لا يدركها الكثير من الناس. ولفت «الفردان» إلى أن هذه الأشجار هي الحاضن الأول للبيئة البحرية، وإن حافظنا على ذلك ستزداد كميات الأسماك في بحار المنطقة، وكذلك الروبيان.

وطالب «الفردان» البلدية والمسؤولين في الزراعة بالمحافظة على ما تبقى من أشجار القرم، وفرض العقوبات الصارمة والمخالفات المالية على من يتعدى على هذه الشجرة، سواء كانت مؤسسة أو مواطنا، فالردم والتجريف، وصل إلى هذه الغابات التي تمد البيئة البحرية بالعطاء.

جهود كبيرة وبين كبير الصيادين بالمنطقة الشرقية وعضو اللجنة الزراعية بغرفة الشرقية محمد المرخان، أن العمران والمشاريع غزت غابات المانجروف بالمنطقة الشرقية، وفي نواحٍ مختلفة في المنطقة لذلك تقلص تواجدها، مشيرا إلى أن شركة أرامكو تقوم بمجهودات كبيرة للمحافظة على إبقاء هذه الشجرة بالاستزراع، إذ قامت بزراعة 2 مليون شتلة عام 2020. وأشار «المرخان» إلى أن هناك صورة فضائية أخذت من قبل شركة أرامكو عام 1973م لبعض أجزاء المنطقة، وقورنت بصورة فضائية أخرى أخذت لاحقا، تبين أن المساحة المتبقية من أشجار المانجروف «القرم» فقط 10 %بالمنطقة الشرقية، ومعظم هذه الأشجار تتواجد في المناطق المتاخمة لشركة أرامكو السعودية وأكد أن الثروة السمكية وجميع الكائنات البحرية تعتمد على أشجار المانجروف التي وهبها الله تعالى لوطننا الغالي، مشددا على أهمية المحافظة على هذه الشجرة، والالتفات إليها، ووضع القوانين الصارمة لمن يتعدى عليها.

وقال: إن السنوات الثلاث الماضية اهتم المسؤولون بهذه الشجرة فازدادت الثروة السمكية عما كانت عليه، ونرى ذلك جليا هذا العام في موسم الروبيان الذي زاد بنسبة 150 %عن العام الماضي، واعتبر موسما ناجحا بكل المقاييس، ويرجع للحفاظ على البيئة البحرية. وطالب المسؤولين بالاهتمام بأشجار القرم في كل مكان وخاصة غابة تاروت، التي ينالها التدمير من قبل ضعاف النفوس، فقبل أيام ضرب جزءا منها حريق، وهذا العبث في هذه الغابة سوف يؤدي إلى عواقب كبيرة على الحياة البحرية برمتها، فيجب مراقبتها جيدا من المسؤولين.

حملات متواصلة من جهتها، أوضحت بلدية محافظة القطيف أن البلدية تواصل جهودها في متابعة ومراقبة المنطقة، لحماية الشواطئ وشجرة المانجروف التي تعتبر ثروة وطنية، وأساسا للبيئة البحرية، ولذلك نفذت البلدية حملات كبيرة لتنظيف مواقع المانجروف في تاروت وآخرها قبل أيام، كما تشدد لمتابعة المخالفين في هذا الجزء، وفي كل جزء بالمحافظة، مشيرة إلى أنه خلال شهر يناير تم ضبط 4 مخالفين، وتقوم البلدية بالإجراءات الرسمية والقواعد التنظيمية تجاه المخالفين، وإلزامهم بتنظيف المنطقة وما أحدثوا من أضرار للبيئة ورفع الأنقاض. وقالت البلدية إنه رغم الجهود المبذولة إلا أن هناك تكرارا للمخالفات في المنطقة، مشيرة إلى أنها بصدد تركيب كاميرات مراقبة لحماية الشواطئ والمحافظة على البيئة البحرية خلال الفترة القادمة، داعية المواطنين إلى الإبلاغ عن أي مخالفات في المنطقة، لأن الكل مسؤول عن الحفاظ على مقدرات الوطن ومكتسباته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى