آثار العقير.. إطلالة على البوابة الشرقية لتجارتنا
سويفت نيوز_الخبر
تتكئ العقير على إرث تاريخي وحضاري امتد لآلاف السنين ولعل الآثار الموجودة تقف شاهداً على ذلك العمق الضارب في القدم، وتأخذ هذه الآثار زائرها قسراً إلى التأمل في أول بوابة تجارية في شرق المملكة، حين كان هذا المكان يضج بالسفن الذي تذهب وتغدوا من شواطئ السند والصين وإيران وحضرموت وزنجبار، وتحمل على ظهرها الأخشاب والمواد الغذائية والبن والهيل والبهارات والملابس والعطور والبخور والصندل، فيما تعود محملة بمنتجات واحة الاحساء “هجر آنذاك” من التمور والدبس وفسائل النخيل وسعفها والصوف والمواشي، وبعض المنتجات اليدوية كالفخار.
ذلك الضجيج التجاري وصل صداه إلى نجد، فكانت القوافل التي تنطلق من فرضة العقير وتمر في الاحساء لا تتوقف إلا في الدرعية، فكانت بوادي نجد تأخذ خيراتها مما يأتيها من العقير، حيث كانت ميناء العقير يرتبط قديماً بواحة الأحساء بطريق تجاري بري شيدت عليه قلاع عدة وآبار للمياه، وشيدت هذه القلاع لحماية القوافل التجارية وتزويدها بالمياه، إذ تقدر المسافة بين العقير ووسط الأحساء بمسيرة يوم على الإبل، وساهم قرب المياه الجوفية من سطح الأرض في دفع القوافل لسلوك هذا الطريق إذ يمكن استخراج الماء من عمق بسيط.
وبحسب المؤرخين فإنه تقدر عدد الأحمال التي تغادر ميناء العقير إلى الأحساء ما بين 250 إلى 300 حمل جمل تحمل أصناف البضائع من حيث ترد من الهند والصين وإيران والعراق واليمن وحضرموت وعمان.
وحتماً فإن وجود مثل هذه الآثار التاريخية الهامة ستضيف بعداً سياحياً قوياً للمشاريع التي ستقام على شواطئ العقير مما سيمنحها ميزة فريدة ستجذب مزيد من السياح من الداخل والخارج، الذين يعتنون كثيراً بالآثار تفتقر إليه كثير من الوجهات السياحية الأخرى في المنطقة، ويشدد مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار علي بن طاهر الحاجي على اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بالعقير كوجهة سياحية أولى في المنطقة، مذكراً بما حظيت به من دعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – وتخصيص ميزانيات ضخمة للبنى التحتية، وما سيتبعها من مشاريع سياحية واعدة ستتاح للمستثمرين.
وفي جانب آخر أشاد الحاجي بجهود أمانة الأحساء ممثلة في أمينها م. عادل الملحم لتطوير جانب من شاطئ العقير التابع للأمانة، حيث بات يمثل وجهة ومتنفس لأهالي الاحساء وبعض مدن المنطقة الشرقية، لافتاً إلى أن ذلك أتاح الفرصة لمنظمي الرحلات والمرشدين السياحيين لتنظيم رحلات للشاطئ والآثار الموجودة فيه، مرحباً في ذات السياق بالتعاون مع أمانة الأحساء لتنظيم فعاليات في ساحة الخان أو غيرها خلال أيام العيد أو على مدار العام.
ويشير وليد الحسين مدير وحدة الآثار إلى أن آثار العقير مفتوحة للزوار خلال أيام عيد الأضحى المبارك من الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساء، مبيناً يمكن لزائر العقير مشاهدة مواقع أثرية منها الفرضة، ومبنى القلعة ويتكون من قصر الإمارة، وجنوبه مسجد، ثم مبنى الخان غرب الميناء وكان استراحة للمسافرين ويحتوي على قاعات لعرض البضائع، وهناك عدة أبراج حماية كبرج أبو زهمول.