سمو رئيس الوزراء البحريني يؤكد أنّ الأمم المتحدة تسهم في تعزيز جهود التنمية في مواجهة الأزمات
المنامة – جمال الياقوت:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، أن مكانة الأمم المتحدة ترسخت على مدى أكثر من سبعة عقود، كمنظومة عالمية فاعلة لإدارة وتنسيق العمل الجماعي المشترك الهادف لحفظ السلام والأمن والاستقرار العالمي،..وقد ساهمت الأمم المتحدة عبر هذه العقود في تعزيز جهود التنمية وتقديم العون الإنساني النبيل في مواجهة الأزمات والكوارث ومختلف التحديات التي تهدد حاضر ومستقبل العالم.
وقال سموه: ” إن الاحتفاء بالذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة، هو احتفاء بعقود ممتدة من التضامن والتعاون الإنساني من أجل عالم ينعم فيه الجميع بالاستقرار والرخاء”.
وأكد سموه أن مملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، حفظه الله ورعاه، حرصت على توطيد علاقات التعاون مع الأمم المتحدة وتساند جهودها في نشر السلام والاستقرار، إدراكًا من المملكة لأهمية دور الأمم المتحدة كإطار دولي جامع يجب الحفاظ عليه حتى يؤدي رسالته النبيلة في خدمة الانسانية و تطورها.
وشدد سموه على أن الظروف الراهنة التي يعيشها العالم لا تقل في خطورتها عن تلك التي كانت سائدة قبل خمسة وسبعين عامًا، عندما نشأت الأمم المتحدة، مع اختلاف في طبيعة الخطر الماثل الذي يتم التعامل معه، حيث حل الخطر الصحي العالمي حاليا مكان التهديد العسكري المدمر الذي مثلته الحرب العالمية الثانية.
ودعا سموه في رسالة إلى العالم بمناسبة يوم الأمم المتحدة الذي يوافق يوم بعد غد السبت 24 أكتوبر الجاري، إلى تعزيز التعاون الدولي المشترك من أجل مواجهة التحدي الراهن الذي تمثله جائحة فيروس كورونا المستجد، مؤكدا سموه أن هذه الجائحة وضعت العالم أجمع أمام تحد مصيري للبشرية لا يمكن مواجهته بشكل منفرد.
وأعرب سموه عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها الأمم المتحدة وأجهزتها ووكالاتها المتخصصة على مدى العقود الماضية، وما قامت به من دور فعال في إنهاء الصراعات والتخفيف من وطأة الأزمات العالمية، ومساندة جهود الدول لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وأهداف التنمية المستدامة 2030، التي شكلت منطلقاً لتحقيق المنافع المشتركة للشعوب.
وقال سموه إن جائحة فيروس كورونا جددت التأكيد على أهمية تطوير مسيرة التعاون العالمي لتكون أكثر تضامنًا وتنسيقاً في استشراف المستقبل ووضع تصورات لسبل مواجهة الطوارئ والأزمات غير التقليدية من منطلق إنساني يتجاوز أية اعتبارات سياسية أو اجتماعية.
وأضاف سموه: “إن توقف واضطراب الحياة والتأثيرات الجمة التي طالت شعوب العالم أجمع يجب أن تذكرنا بمدى تشابك مصالحنا والمصير المشترك الذي يربط بيننا، وأن بمقدورنا أن نبني وأن نمضي قدماً في صناعة مستقبل واعد تتحقق فيه معاني الأخوة الإنسانية النبيلة”.
ونوه سموه إلى أن جائحة كورونا شكلت ولا تزال اختبارًا صعبًا للبشرية وقدرتها على الحفاظ على ما تحقق من منجزات، وأن المسئولية الأخلاقية تحتم أن يتحرك الجميع وتحت قيادة الأمم المتحدة لمواجهة هذا التحدي وفقا لقيم الضمير الدولي كأساس يعزز السلام والاستقرار.
وأعرب سموه عن الاعتزاز والفخر بالجهود التي تقوم بها مملكة البحرين في التصدي لجائحة كورونا وما حققه فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء من نجاحات عبر مجموعة من المبادرات والإجراءات التي أسهمت في احتواء تداعيات هذه الجائحة بأعلى درجات الكفاءة.
ونوه سموه إلى أن مملكة البحرين عملت على توفير الرعاية والعناية والعلاج لجميع المواطنين والمقيمين بلا استثناء أو تفرقة، بما يجسد القيم البحرينية الأصيلة والوجه الحضاري المشرق للبحرين وشعبها.
وأكد سموه أن التعاون بين مملكة البحرين والأمم المتحدة أثمر خلال ما يربو على 50 عامًا عن نجاحات عديدة في المجالات الاقتصادية والصحية والتعليمية والثقافية والتنموية، وأن المملكة تفتخر باحتضان عدد من المقرات الاقليمية التابعة للأمم المتحدة والتي تجد من المملكة كل الدعم والمساندة.
ونوه سموه إلى أن مواجهة جائحة كورونا يجب أن لا تشغل العالم عن أهمية وجود تنسيق مشترك في مواجهة التحديات التي تمثل أيضا تهديدا مباشرا لحاضر ومستقبل البشرية ومن بينها الصراعات والنزاعات المسلحة، ومحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول، والارهاب والعنف والتطرف والتغير المناخي وغيرها.
وشدد سموه في هذا الصدد إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي في المجالات التي تخدم تقدم البشرية وتعافيها من الازمة الراهنة، وفي مقدمتها تحقيق الأمن الصحي، الذي بات يحتل أولوية قصوى.
وحث سموه على أهمية بلورة رؤى مستقبلية شاملة لتحقيق الأمن والسلام والتعاون في مجالات التنمية التي تسهم في تحقيق المصالح المشتركة للدول والشعوب وبناء مستقبل أكثر استقرارا ونماء للأجيال القادمة.
وفي ختام رسالته، دعا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى الحفاظ على اهداف الأمم المتحدة والعمل على تطوير آلياتها وفق مستجدات العصر وبما لا يتنافى مع مقاصدها النبيلة، لاسيما وأن المنظمة الدولية أثبتت على مدى عقود قدرتها على الصمود في مواجهة التحديات التي هددت الأمن والاستقرار العالميين.