محليات

أكياس البلاستيك.. «قنبلة» تلوث موقوتة توشك على الانفجار

سويفت نيوز_الدمام

8حذرت باحثة سعودية مختصة في البيئة من أخطار بيئية تهدد حياة الإنسان والحيوان والنبات نتيجة الإفراط في استخدام أكياس البلاستيك، لاحتوائها على مستويات عالية من الرصاص تتجاوز معيار السلامة الذي حدده الاتحاد الأوروبي، وغياب التشريعات المنظمة لتصنيعها وفق اشتراطات بيئية تضمن سلامة المستخدمين والتخلص الآمن منها، وكشفت الباحثة الدكتورة ماجدة أبو راس نائب رئيس جمعية البيئة السعودية وأستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز عن الآثار الضارة على الصحة والبيئة لاستخدام أكياس البلاستيك غير القابلة للتحلل الحيوي التي ينتج عن مخلفاتها الصلبة والتي تحتوي في تركيبها النهائي على مواد الكربون والهيدروجين والكلور والنيتروجين وغيرها، وخلصت الباحثة أبو راس في دراستها إلى ضرورة الاعتراف بخطورة المشكلة التي تمثل تهديداً لصحتنا وبيئتنا، وأظهرت حجم النفايات البلاستيكية التي تصل إلى 17.5٪ من معدل نفايات الفرد الواحد 1300-1600 جرام/ اليوم أي تمثل 280 جراما في اليوم الواحد لكل فرد مايعادل  280 طنا/ اليوم/ مليون نسمة.

وطالبت المسؤولين والمعنيين بالبيئة في المملكة بحماية بيئتنا وصحتنا من سيطرة الأكياس البلاستيكية، دون الاكتفاء بالتنديد، وشددت على ألا نقف مكتوفي الأيدي أمام مادة تفكّك في ظرف ألف سنة، وتساءلت عن القوانين التي تحمي المستهلك؟! وعن النظام العام للبيئة، ولماذا لاتطبقه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة؟! وأوصت الباحثة بإلزام مصانع البلاستيك إضافة المواد الحيوية التي تعمل على الإسراع في تحلل البلاستيك، وإيجاد الآليات المصاحبة لتدوير وإعادة تصنيع هذا النوع من النفايات.

وللخروج من دائرة التلوث التي تسببها أكياس البلاستيك طرحت الباحثة فكرة تكوين لجنة من الأرصاد وحماية البيئة وهيئة المواصفات والمقاييس والغذاء والدواء ووزارة التجارة والصحة والشؤون البلدية والقروية  وجمعية البيئة السعودية كممثل للمجتمع المدني تكون مهمتها العمل على إقرار واعتماد المعايير والمواصفات الخاصة بمنتج البلاستيك، وإلزام مصانع البلاستيك في المملكة بالمعايير المعتمدة لصناعة البلاستيك بإضافة المواد الخام الحيوية التي تعمل على تحسين خصائصه وسرعة تحلله، وفرض مخالفة لعدم التطبيق.

من جانب آخر أشارت الدراسة إلى أهمية الحد من إفراط المتاجر ومطاعمُ الوجبات السريعة في استخدام الأكياس البلاستيكية، وطالبت الباحثة بالالتفات إلى أجيال المستقبل بدعم البرامج التوعوية المستدامة للتعريف بهذا الخطر والعمل على تجنبه، ونوهت إلى الخطر الناجم عن عدم قابلية المخلّفات البلاستيكية للتّحلل، وصعوبة جمعها، الأمر الذي يشكل خطراً على الحيوانات البرية والبحرية حيث تقضي على ملايين من الطيور البحرية سنويا بالإضافة إلى الآلاف من الثدييات البحرية وأعداد لا حصر لها من الأسماك حول العالم.بسبب ابتلاعها للبلاستيك، حيث تشكل البلاستيك ما بين 60٪ و85٪ من النفايات الموجودة في قاع الأنهار والبحار.

وقالت أبو راس إن المواشي والأبقار والتي تقوم بأكل أكياس البلاستيك التي تصادفها أثناء الرعي وأيضاً المعلقة بالأشجار معرّضة للمرض والنفوق، إضافة إلى أنها تؤدي إلى بيئة خصبة للطفيليات الممرضة، ولفتت إلى خطأ حرقها في أماكن تجميعها للتأثيرات التي تتسبب في إطلاق  أكاسيد الكلور والكربون ومركبات غازية أخرى وأحماض ومركبات سامة عديدة ضارة بالبيئة وبصحة الإنسان وتسبب الكثير من الأمراض.

وقالت إن وزنها الخفيف مع الاستهلاك المفرط لها سبب تلويث المساحات المفتوحة والميادين العامة والشوارع الرئيسة داخل وخارج المدن وعلى شاطئ البحر وداخل مياهه وبقاءها في البيئة لسنوات دون تحلل، ومع سهولة تطايرها في الهواء وانتشارها في مساحات شاسعة الأمر الذي يُشكل عائقاً في القدرة على تجميعها والتخلص منها إضافة إلى تشويه المظهر العام، وعرجت الدراسة على الأضرار الصحية مؤكدة  أن أخصائيي التغذية يحذرون من استخدام أكياس البلاستيك أو النايلون لحفظ الطعام؛ لإمكان حدوث تفاعل بين المادة الكيمائية، التي تدخل في تركيب أكياس النايلون الشفافة أو الملونة مع المادة الغذائية، التي بداخلها خاصة إذا كانت المادة قادرة على الانزلاق داخل الكيس لتتضاعف كمية المواد الغذائية المسرطنة المنحلّة والتي سوف تتجانس مع الطعام داخلها، فتذوب المواد الضارة في الغذاء وتنتج عناصر وراثية، تسبب سرطان الكبد والرئة والدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى