مقالات

 تلوث البحار بالزيت وكيفية مواجهته

 

بقلم – دكتور مهندس عبد الرزاق المدني:

يمكننا تعريف التسرب النفطي بأنه عملية إطلاق غير متعمّدة للسوائل النفطية في أحد الموارد البيئة ويعتبر شكلا من أشكال التلوث وهذا المصطلح يشير غالباً إلى إنسكابات النفط في البحار أو الأنهار حيث يُسكب في المياه، وقد يحدث ذلك من الناقلات والسفن أو المنصات البحرية، أو أي عائمة بحرية أو من خزانات الوقود ، بما فيها النفايات النفطية، وقد يستغرق تنظيف هذه الإنسكابات شهورا أو حتى سنوات.

كما يطلق النفط أيضا في البيئة بسبب التسربات الجيولوجية الطبيعية إلى قاع البحر لكن معظم هذه التلوثات تكون من صنع الإنسان في نشاطه على اليابسة ولكن إهتمام المجتمع والقوانين التي يهتم بها يركز بشدة على ناقلات النفط التي تجوب البحار وتكوّن خطراً في حدوث أي تسرب وخاصة التي تحمل كميات ضخمة من النفط الخام

ويعتبر تلوث مياه البحر بالزيوت أحد المشاكل الهامة والتى يواجها العالم الآن ولقد أنشئت جمعيات خاصة للمحافظه على البيئه بالإضافه إلى إهتمامات الحكومات والهيئات والمنظمات الدوليه المهتمه بصناعه النقل البحري وذلك نتيجه للأضرار التى يسببها تلوث مياه البحر بالنسبه لليابسة والحيوانات والنباتات مما يهدد العالم بالقضاء على مصدر أساسى عن مصادر الأغذية والرزق بالإضافه إلى ما قد يصيب الإنسان من أمراض ناتجه عن تناوله للأسماك والمحارات والأحياء البحريه الملوثه.
لذا سارع المجتمع الدولى في دراسه مسببات هذا التلوث وظروفه مع إيجاد الحلول المناسبه لتلافى أضراره ومكافحته وتقليل الأضرار الناتجه عن المكافحه بالكيماويات بقدر الإمكان .

كما تم عقد المؤتمرات وإصدار التشريعات والمعاهدات الدوليه للحد من آثار التلوث برعاية ومتابعة من منظمة عالمية منبثقة من منظمة الأمم المتحدة ألا وهي المنظمة البحرية الدولية (IMO).

ويمكنا التحدث بإسهاب حول تلوث البيئة بالنفط

الأسباب الرئسيه لتلوث مياه البحر:-
ويرجع إسباب تلوث مياه البحر بالنفط إلى الأسباب التاليه:-

1 – الحوادث البحريه وهى قسمان:-

أ ) – حوادث التصادم:-
تزداد حوادث التصادم في الأماكن المزدحمه بالسفن أو التى تكثر حركتها فيها ويقل فيها عرض المجرى الملاحى أو الموانئ النفطية فكلما زادت كثافه المرور زادت إحتمالات حدوث التصادم وتعتبر حوادث التصادم أكبر أسباب التلوث النفطي عندما تكون طرفا في الحادث  إحدى ناقلات البترول أو منصة نفطية .

ب) – حوادث الجنوح:-
وهى ناتجه عن جنوح السفن في الأماكن الضحله أوعلى الشعاب المرجانيه بالقرب من الساحل- ومعظم هذه الحوادث ترجع إلى عجز في المساعدات الملاحيه من قادة السفن أو نتيجه لأعطال طارئه بالسفينه.

2- العمليات البحريه ( الشحن والتفريغ والتموين ):-
وهي التي ينتج عنها تسرب نفطي في أماكن شحن وتفريغ الناقلات مثل الأرصفه العائمه الموانئ النفطية والتى قد تنتج عن خطأ في منظومه الشحن والتفريغ- كما يحدث أيضاً التسرب النفطي أثناء تموين السفن بالوقود أو أثناء عمليات تخفيف وزن الناقلات العملاقه بناقلات أصغر حجماً.

3 – وهى التى تنتج عن نزع السنتينه( التخلص من النفايات النفطية) الخاصه بالسفن والناقلات وهذه المفترض أن تكون عن طريق أجهزة وفلاتر موجودة على السفن للتأكد من عدم إحتوائها على أي مواد تضر بالبيئة.

طرق مكافحة التلوث النفطي
عند حدوث أي تلوث نفطي فأن هناك عدة طرق لمعالجه ومكافحه التلوث البحري بالزيت منها:-

أولا: الطرق الكيميائيه:
العمل على تفتيت بقعه الزيت بالمواد الكيميائيه ثم سحب ما يمكن سحبه إلى بوارج بحرية إلا أن هذه الطرق لها أثآر سلبيه لأنه ينتج عنها تسمم للأحياء البحريه بالأضافه إلى ما تسببه من خسائر وأضرار كما أنها تكلف كثيراً.
ومثال لإستخدام الكيماويات تمكنت شركه البترول البريطانيه (pb )british petroleum من إستخدام بعض الكيماويات على شكل (spray) يحول الزيت إلى نوع من الكاوتشوك أو المطاط يمكن جمعه بواسطه شبكه ويتم إحراقه
ومازالت بعض الجهات تنفق ملايين الدولارات على الأبحاث لتطوير هذه الوسائل لتكون غير مضرة بالبيئة

‎ثانيا:-  التفتيت الناتج عن الطبيعه (ظروف الجو والبحر )
تؤثر لحد كبير حاله الجو والبحر على بقعه زيت, فعند إنسكاب الزيت يتبخر مابين 20 -30%من اجمالى كمية الزيت (حسب نوعه) خلال ال24ساعه الأولى ثم بعد ذلك يأتي دور الرياح والأمواج التى تأدى إلى تفتيت بقعه الزيت إلى كريات صغيره وتزداد فعاليه ذلك عندما يكون الجو دافئا.

ثالثا:- إستخدام الوسائل الميكانكيه:-
تبنى هذه الفكره على محاصرت بقعه الزيت وبعد ذلك يمكن التخلص منها بإستخدام عدة وسائل أهمها:-

أ – إستخدام (loop of boom) وهى عباره عن شبكه طافيه على عائمات مطاطيه ويقوم قاربان بإمساك طرفى الشبكه لمحاصره التلوث بينما يكون قارب ثالث في المنتصف ويقوم بشطف بقعه الزيت.

ب – إستخدام شبكه عرض مترين ويتم تثبيتها بشمندورات الرباط ثم تحوط بقعه الزيت ويقوم القوارب بشفطها.

……. يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى