بقلم : الدكتورعبد العزيز بن محمد أبو عباة:
عيد الأضحى من أعظم أيام الله عز وجل فهو يأتي بعد فريضة الحج، وفيه يتقرب العباد إليه سبحانه بالذبائح تقرباً وطاعة لله عز وجل وهي بلا شك من أجل القربات وأعظمها تقرباً إلى لله عز وجل.
والأضحية، هي عبارة عن كل ما يذبح من الأنعام يوم عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة التي بعده، من الإبل والبقر والغنم، والتي يذبحها المسلم تقربًا إلى الله تعالى، وطمعاً في ثوابه، واقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم؛ يقول تعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ( وقد جعل الله هذه النسك هي الفصل بين الحق والباطل يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية’: يأمر الله – تعالى – نبيَّه أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغير اسمه: أنه مخالف لهم في ذلك؛ فإن صلاته ونسكه على اسمه وحده لا شريك له.
وفي هذا دلالة على أن الذبيحة شعيرة من شعائر الله واجب تعظيمها يقول تعالى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ولذا يجب ألا تصرف لغير الله عز وجل، فمن ذبحها تقرباً لله عز وجل فقد حقق قول الله تعالى (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ).
والواجب على كل مسلم أن يتولى الذبيحة بنفسه فقد ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتولى ذبح أضحيته بنفسه صلى الله عليه وسلم، فعن أنس – رضي الله عنه – قال: (ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، فرأيته واضعًا قدمه على صفاحهما، يسمِّي ويكبر، فذبحهما بيده)، وهذه الذبيحة تعد وسيلة للتوسعة على النفس وإدخال السرور والفرح على الجيران والأقارب والأصدقاء، وهي فرصة أيضاً لتحقيق التكافل والايثار بالتصدق على أصحاب الحاجات من الفقراء والمساكين ، وهذه الأفعال فيها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وقال الأمام أحمد : نحن نذهب إلى حديث عبد الله ( ابن عباس ) رضي الله عنهما (يأكل هو الثلث ويطعم من أراد الثلث ويتصدق على المساكين بالثلث )
ويعد عيد الأضحية من أعظم أيام الله تعالى لأن العبد يتقرَّب إلى ربه بإراقة دم الأضحية؛ امتثالًا لأمر الله سبحانه وتعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) كما يعد تعبيراً عن شكر الإنسان لربه على نعمه الظاهرة والباطنة، ومن مظاهر شكر الله عز وجل،
ومن مظاهر شكر الله عز وجل الثناء عليه على نعمة الصحة والعافية ولا سيما هذه الأيام التي يعاني منها العالم من جائحة كورونا، بهذه المناسبة علينا الالتزام بالضوابط والاحترازات التي وضعتها الدولة من الوقاية من هذا الفيروس كالتباعد الاجتماعي، وعدم التجمع بأكثر من 50 شخص في مكان واحد في الاستراحات وغيرها.
فقد تكون هذه الضوابط والقيودات مؤلمة ولكن يجب أن نفرح ونظهر الفرح والسرور والسعادة، واللهو البريء الذي يتوافق مع الشرع الحكيم، وكذلك لبس أفضل الثياب، وتبادل الهدايا، وكذلك التواصل فيما بيننا مع احبابنا واصدقائنا محبة وتقديراً، وان كان يوما يصعب فيه المصافحة، ويشق علينا العناق، فلنكتفي بسلام النظر حتى نعود بحذر، وهذا لا يمنع من مقابلة الاحباب والأصحاب بالترحيب والتهنئة والابتسامة بكل حب وترحاب ولتكن قلوبنا صافية تجاه بعض يقول النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).
وفي ختام هذا المقال أتقدم باحر التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، والشعب السعودي الكريم بمناسبة عيد الأضحى المبارك اعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركات.