دبي – سويفت نيوز:
قدر مختصون حجم هدر الطعام في الدولة بأكثر من 10 مليارات درهم سنوياً، و30% من هذا الهدر يقع في شهر رمضان من كل عام.
وطالبوا أفراد المجتمع باستبدال ثقافة التبذير بالتدبير، في الوقت الذي تستهدف فيه استراتيجية الدولة للأمن الغذائي تقليل هدر الطعام بنسبة 15%، بحلول عام 2021، فيما أكدت دائرة الشؤون الاسلامية والعمل الخيري في دبي أن الإسراف حرام شرعاً، ويخالف توجيهات ولي الأمر.
وأوضح مدير عام مشروع حفظ النعمة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سلطان الشحي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «حجم الهدر والإسراف في الطعام، سنوياً، بالدولة يتجاوز الـ10 مليارات درهم، نحو 30% منها في شهر رمضان فقط»، مشدداً على «ضرورة انتقال أفراد المجتمع إلى ثقافة التدبير، بدلاً من التبذير».
وشدد على ضرورة تحلى الأسر والأفراد بالسلوكيات الحضارية، والتعاليم الإسلامية المتعلقة بالحد من ثقافة الهدر وعدم الإسراف، مشيراً إلى أن مشروع حفظ النعمة بدأ قبل عامين، بتنفيذ خطة توعوية تثقيفية لعلاج هذه الظاهرة، من خلال مبادرة سفير حفظ النعمة، التي شملت الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة على مستوى الدولة.
ولفت إلى أن جهود مكافحة ظاهرة الإسراف والهدر، أيضاً، شملت المناهج الدراسية، من خلال التنسيق مع وزارة التربية والتعليم، لتضمينها في المناهج الدراسية، بهدف ترسيخ ثقافة الحفاظ على النعمة في أذهان الأطفال منذ الصغر.
وذكر أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تعمل، من خلال برنامج أنماط الحياة الإيجابية، وبرنامج سلامة البيئة، على تعزيز السلوك الاسترشادي والتوعية بمخاطر الأمراض التي قد تنتج عن اتباع أساليب غذائية سلبية، قد تكون ناتجة عن الإسراف والمبالغة في الغذاء، دون اتباع أسلوب غذائي صحي، وممارسة الأنشطة الرياضية، ما قد ينجم عنه التعرض لأمراض أهمها السكري.
وأوضح الشحي أن الهلال الأحمر، متمثلة في مشروع حفظ النعمة، تطبق إجراءات جديدة، لتحقيق الاستفادة القصوى من كميات الطعام المهدرة، تقوم على شقين: الأول من خلال إعادة تدوير متبقيات الطعام لتذهب إلى الأسر الفقيرة والمتعففة كما هو مطبق بالفعل منذ سنوات، فيما يتمثل الشق الثاني، وهو المبتكر، في أن يستفاد من الأغذية غير الصالحة للاستخدام في صناعة أسمدة للنباتات وطعام للحيوانات.
وأكد أن غياب الثقافة المجتمعية بشأن الاستهلاك الأمثل للطعام هو العائق والسبب الأكبر وراء ارتفاع نسبة الهدر، وتقليص هذه النسبة للحد الأدنى يبدأ بتغيير هذه الثقافة، وغرس قيم حفظ النعمة.
وقالت مدير إدارة التوعية البيئية في هيئة البيئة بأبوظبي، خنساء البلوكي: «مع حلول شهر رمضان، سنوياً، تجدد الهيئة دعواتها إلى ترشيد الاستهلاك اليومي من المواد الغذائية، وخفض حجم النفايات المنزلية، والتأكيد على أهمية احترام النعمة وضمان حفظ الأطعمة وسهولة تصريفها، من خلال الاستفادة من بقايا الأطعمة الصالحة للاستهلاك الآدمي».
وأوضحت البلوكي، لـ«الإمارات اليوم»، أن تغيير نمط الاستهلاك والشراء، يمكن أن يتم من خلال ست خطوات، تشمل: عدم الإفراط في الشراء، وتتبع ما اشتراه الفرد واستهلاكه، والتحقق من تواريخ الطعام الطازج عند الشراء ما يمكّن من استهلاكه فقط قبل انتهاء صلاحيته، والتخطيط لما سيتم طهيه، وكيف سيتم استخدام بقايا الطعام، وتجميد الفواكه والخضراوات الفائضة بموسمها، كذلك الخبز والأطعمة التي لن يتم استعمالها قريباً، والبدء بتناول حصة صغيرة من الطعام، وإضافة أخرى إذا احتاج الأمر، بالإضافة إلى التبرع بالطعام الفائض للمحتاجين أو حفظه في الثلاجة.
ودعت البلوكي إلى الاستفادة من إعادة تدوير الطعام في المنزل، من خلال إعادة استخدام بقايا الطعام في وصفات جديدة، والاستثمار في جهاز «كومبوست»، لتحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي، يتم استخدامه في الزراعة المنزلية.
من جانبه، أكد كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء، الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، أن الإسراف حرام شرعاً، ويخالف توجيهات ولي الأمر، مشيراً إلى أن توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعدم الإسراف في متطلبات الحياة كافة، خصوصاً في الطعام والشراب، والولائم والملبس، هو منهج الإسلام المعتدل الوسطي في كل شيء، ومنه ما يحفظ الإنسان ومتطلبات حياته.
5 خطوات لخفض الكميات المستهلكة
أكدت مدير إدارة التوعية البيئية في هيئة البيئة بأبوظبي، خنساء البلوكي، أن هناك خمس خطوات لخفض كميات الأطعمة المستهلكة ومخلفاتها، هي:
1- التخطيط المسبق للوجبة الغذائية، وتحضير الطعام بكميات مناسبة.
2- شراء الطعام المنتج محلياً، مع الحرص على معرفة تواريخ انتهاء الصلاحية.
3- حفظ الطعام الطازج بشكل صحيح، لإطالة بقائه طازجاً.
4- عدم الذهاب إلى السوق في حالة الشعور بالجوع.
5- الاستفادة من بقايا الطعام، واستخدام الفضلات في تسميد الأرض.
المهيري: الفرد بالدولة يُهدر 179 كيلوغراماً من الطعام
قالت وزيرة الدولة للأمن الغذائي، مريم المهيري، إن «الدولة تستهدف تقليل هدر الطعام بنسبة 15% بحلول عام 2021، ضمن خطتها الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي». وأوضحت، في تصريحات سابقة، أن الفرد في الدولة يهدر سنوياً 179 كيلوغراماً من الطعام، وفق أحدث البيانات والإحصائية الرسمية. وتابعت أن الدولة تعتزم تنفيذ الكثير من البرامج والمبادرات، للحد من هدر الطعام خلال الفترة المقبلة، ضمن جهود الجهات المختصة للحفاظ على الطعام، مشيرة إلى أن من أبرز الجهود التي تمت، خلال الفترة الماضية، إنشاء بنك الإمارات للطعام الذي أصبح يتبعه سبعة بنوك وفروع، لتلقي الطعام للحفاظ عليه من الهدر.
وتابعت أن الدولة توفر لسكانها من 200 جنسية الطعام اللازم، وفي الوقت نفسه تعمل على التوعية بطرق مختلفة لدى كل هذه الجنسيات للحفاظ على الطعام.
زر الذهاب إلى الأعلى