مرحلة قطف الثمار
بقلم – أميمة زاهد:
هي مرحلة العمر الجميل، أو ربيع العمر، وليس كما يطلق عليها أغلب البشر مرحلة خريف الحياة، أو سن اليأس، أو عمر الهرم، أو مرحلة المشيب أو أزمة منتصف العمر، فكلمة أزمة في حد ذاتها تسبب أزمة للمرأة
وتقول فاطمة العراقي، في كتابها سن اليأس الحقائق والنصائح: (إن سن اليأس جملة ناقصة وصحيحها (سن اليأس في الإنجاب) أي عدم القدرة على الإنجاب في هذه السن.. من هنا جاءت هذه التسمية، وسن اليأس هو مرحلة انتقالية طبيعية بيولوجية، مثلها مثل مرحلة الطفولة والبلوغ المراهقة وليست حالة مرضية)
وأشارت الأبحاث إلى أن النساء اللواتي يعرفن ما يجب أن يتوقعن، يتخطين سنوات منتصف الحياة بسهولة أكبر، فهي مرحلة حاسمة تقرر فيها بنفسها نوعية حياتها، إما في سعادة أو شقاء، وعليها أن تقبل التحدي وتواجه هذه المرحلة بذهن واع وقلب سليم، وأن تتعامل معها وتتفهمها في حدود ثقتها بنفسها، وشعورها بأنه شيء طبيعي يحدث لها بمرور الزمن، فهي مرحلة النضج العقلي والجسدي، وهو يعني قمة الأنوثة، لقد قرأت أن العمر الجميل هو عمر الأمل، الذي لا يقاس بلون بياض الشعر ومشيبه، ولا تحكمه ملامح الوجه التي تغيرت، فهناك قسمات على الوجوه ترسم خارطة طريق رائعة لزمن قديم، يقال لك كبرت، قل لهم سعيدٌ أنا بالمرحلة الجديدة، مرحلة التأمل، مرحلة الارتياح، مرحلة الذات
وقد رفض الدكتور محمد المهدي، وكثيرون غيره، مصطلح سن اليأس تماماً، وقال إنها كلمة تبعث بمفردها على الاكتئاب، إنها مرحلة عمرية طبيعية تمر بها أي امرأة، وليست مرحلة مدانة على الإطلاق، وعلى كل سيدة أن تتقبل تلك التغيرات وتنظر إليها كمرحلة جميلة، تخلصت فيها من أعباء الحمل وتربية الأطفال، فهي تعتبر مرحلة قطف الثمار، ومن وجهه نظري لن تصبح تلك المرحلة مشكلة للمرأة المتصالحة مع نفسها، والتى تنبذ فكرة انتهاء صلاحيتها كأنثى، إنها مرحلة طبيعية يتوافق فيها النضج الفكري مع قوة الشخصية ووفرة المعلومات والخبرات، وتكون المرأة في هذه المرحلة أكثر صلابة على الصعيد الاجتماعي والنفسي، أما بالنسبة للتغيرات الشكلية فهي أمر حتمي ولا يمكن أن تتجاهله أو تنكره، فأي امرأة في العالم ستفقد في يوم ما شبابها ونضارتها، وتبدأ التجاعيد تغزو وجهها وجسدها، ولكن ستظل هناك علاقة حب قوية وعميقة بينها وبين زوجها وأبنائها وكل من حولها، ولن تتأثر علاقتها بهم مع تلك التغيرات الشكلية، ويمكن للمرأة أن تحافظ على رونقها بشكل دائم عبر الثقة بالنفس والتفاؤل بالحياة، وممارسة الرياضة والمحافظة على مستوى غذائي متوازن وصحي، وفي النهاية يبقى الجمال هو جمال الروح.
وأقول دعكم من أبي العتاهية ومقولته ألا ليت الشباب يعود يوماً.
وأخبر ذلك الشاعر بأن المشيب حضر وحضرت معه نظرة جديدة للحياة، مليئة بالجمال، فتصالحي مع نفسك واهتمي بجمالك الداخلي والخارجي.