بيروت – سويفت نيوز:
فجع الوسط الرياضي بخبر وفاة بطل سباق “الدريفت” لموسم 2013 – 2014 جاد هيمو (25 عاماً) الذي يحمل لقب “ملك الدريفت في الشرق الاوسط” في حادث غامض مساء أمس على طريق بعبدات السريع الذي يربط المتن الساحلي بالمتن الاوسط.
المعلومات التي تم تداولها من مصادر غير رسمية طلبت انتظار نتائج التحقيق، ونقلتها عن احد أصدقائه الملقب بـ”يويو” الذي كان يرافقه في مشواره الأخير والذي صرّح للقوى الأمنية بـ”أن هيمو توقف على الطريق قرابة الساعة 11:30 ليلا وطلب من “يويو” أن يناوله مسدّسه الحربي ليجربه وما ان ترجل من السيارة حتى أطلق النار على نفسه وتوفي على الفور”!
مقربون من البطل الرياضي يؤكدون بأن الاخير “لم يكن يعاني من أي اضطراب نفسي أو ضائقة مادية أو مشكلات اجتماعية وبأنه شاب مثقف ومرح ويحب الحياة ويعيش حياة ترف لا ينقصه فيها شيء”.
وكان جاد هيمو يستعدّ لتمثيل لبنان في سباقات الدريفت في دبي. بعد سنة كان سيحوز شهادته الجامعيّة في هندسة الميكانيك من جامعة سيدة اللويزة، كان يريد شراء منزل وتأسيس عائلة، كان يريد المشاركة في سباقات أقليميّة وعالميّة واكتساب شهرة تتعدى نطاق لبنان وحدوده، كانت طموحاته كبيرة وكثيرة ولكنّها باتت اليوم في “خبر كان”.
ليل العاشر من أيلول الحالي كان مفصليًا في حياته. رصاصة واحدة في الرأس، في لحظة ضياع ربّما أو تشتت أو يأس، كانت كفيلة بالقضاء على كلّ هذه الطموحات. حطّمت قلب والدته ليلى التي انتظرت عشرين سنة زواج لترى فلذة كبدها، وكسرت آمال والده أنطوان الذي كان يرى نفسه في وحيده ويحقّق أحلامه من خلاله.
في تلك الليلة توفي جاد هيمو. توفي ملك الدريفت كما يناديه الأصدقاء، وكلّ من شاهد موهبته في هذه السباقات، التي حصد جراءها وفي مدّة لم تتعدَ السنتين، شهرة واسعة، لم تفقده يومًا طيبته وتواضعه.
وقد أعرب سلطان حمدي بطل راليات الشرق الأوسط ومقدم برنامج دريفن على ام بي سي أكشن عن حزنه الشديد للنهاية المأساوية لجاد هيمو أحد أبطال رياضة السيارات حيث وصفه بأنه كان شابا طموحا دمث الأخلاق ويحظى بحب وتقدير الزملاء الرياضيين الذين تعاملوا معه وقد لمست طموحه وحماسه لتطوير رياضة السيارات أثناء لقائي معه في نهائيات بطولة رد بل الشرق الأوسط التي أقيمت في دبي العام الماضي وفاز فيها بلقب ملك الدريفت.
ونقلت جريدة النهار عن صديقه جوزيف قبان أن تصرّفاته كانت طبيعيّة، لم يكن يعاني من مشكلات ماديّة، لديه كاراج خاصّ به، وكان يريد شراء بيت وإنهاء دراسته الجامعيّة،كان إنسانًا واعيًا ومتواضعًا ومهذبًا وطيبًا، ليس له أعداء بل هو محبوب من الكلّ. لكنّه كان كتومًا، خصوصًا في ما يتعلّق بحياته العاطفيّة، كثيرون كان يعرفون من خلاله أنه لديه حبيبة، لكن أحدًا لا يعرف من هي، لكنّه كان يحبّها كثيرًا. هذا الأمر كان المجهول الوحيد في حياته”.
وعن علاقته بعائلته وبالشاب الذي كان يرافقه ليلة وفاته، يقول: “هو وحيد أهله، والده كان رفيقه الدائم في السباقات، خصوصًا أنه كان يرى نفسه من خلاله، ويحقّق عبره أحلامه بقيادة السيّارات السريعة، لكنّ أهله اليوم في حالة من الصدمة. أمّا جوني نادر الشاب الذي كان برفقته يوم وفاته، فلم يكن من الأصدقاء المقرّبين له، ولم يكن دائم الوجود في سهراتنا وخروجاتنا، لذلك هناك ما يستدعي الاستغراب من وجوده معه يوم وفاته”.
أمّا غارو كريكوريان الذي يعدّ من أكثر المقرّبين إليه، خصوصًا أنه عضو في فريقه، ويحضّران السيّارات معًا ويخطّطان للسباقات وللأحلام المستقبليّة فيقول أن نتيجة التحقيقات ستظهر اليوم، ولكن 99% إنها حالة انتحار وليست جريمة قتل، أنا من أشدّ المقرّبين منه، نخرج يوميًا ، لم يكن لديه مشكلات ماديّة أو منزليّة، بل كان كثيرون يحلمون بأن يعيشوا مثله، كان يملك كلّ ما يتمنّاه أي شخص، لكن كانت لديه مشكلة عاطفيّة”.
وعن وقع الخبر على أهله ومعرفتهم بالمشكلة، يردّ: “والدته تضبط انفعالاتها ومازالت تحت هول الصدمة، ووالده أشبه بتمثال، إنه إبنهما الوحيد. هما لا يعلمان بمشكلته العاطفيّة، وهي ليست مشكلة تستدعي قتل نفسه من أجلها، ونحن لم نعلم حتى الساعة لماذا أقدم على ذلك”.
ورفض غارو التطرق لسيرة حبيبته قائلاً : لا يمكنني ذكر إسمها أو حتى عمرها، هذه حياته الشخصيّة، وعلينا احترامها واحترام رهبة الموت. كلّ ما يمكنني قوله أنه صاحب نفسيّة طيّبة، وأخلاق عالية، متواضع رغم شهرته الواسعة، كل الصفات الجميلة موجودة فيه،كنا نخرج يوميًا، لم يكن يفكّر بالانتحار يومًا، لو ألمح للموضوع مرّة لكنا تداركنا الوضع، على العكس طموحاته كثيرة سواء لناحية الزواج وتأسيس عائلة أو حتى لتطوير نفسه في رياضة السيّارات والمشاركة في مسابقات عالميّة”.